دراسة مثيرة للجدل تنتج فيروساً مشابهاً لفيروس وباء إنفلونزا 1918
يُعتقد أن أصول فيروس H1N1 الذي سبب جائحة إنفلونزا عام 1918 والتي تبقى إحدى أسوأ حالات انتشار المرض المسجلة، موجودة في الطيور، رغم أن الجدل الكبير حول هذا الاقتراح.
إنه من المعروف تواجد فيروسات إنفلونزا عديدة ومتنوعة في الطيور، وقد يُنتج بعضها بروتينات فيروسية تحمل صفات مشابهة لتلك الموجودة في فيروس 1918. لذلك فإنه من الممكن أن تتسبب هذه الفيروسات بجوائح مشابهة، لكن تلك الاحتمالية غير معروفة بشكل دقيق.
لتقدير مخاطر حدوث هذه الجوائح، قام فريق من الباحثون بقيادة يوشي هيرو كاوكا في جامعة ويسكونسن بالبحث في قواعد المعطيات لمعرفة وجود بروتينات فيروسية شبيهة نسبية بتلك البروتينات من عام 1918 في مجموعة فيروسات الإنفلونزا في الطيور. استطاع الفريق تحديد 8 جينات تستطيع إنتاج بروتينات ذات خصائص شبيهة بشدة لتلك المُنتجة بواسطة فيروس 1918.
ثم قام الفريق باستخدام “الهندسة الجينية العكسية” لتصنيع فيروس إنفلونزا يملك هذه الجينات الثمانية لتقييم خطورتها وقدرتها الإمراضية. كان لهذا الفيروس قدرة إمراضية متوسطة الشدة، أي أنه أكثر إمراضاً من فيروسات إنفلونزا الطيور الحالية لكن أقل إمراضية من فيروس 1918 وذلك عند تجربتها على عدة حيوانات منها إبن مقرض والفئران. حيوانات إبن مقرض التي استخدمت لدراسة الفيروس أظهرت أعراضاً مشابهة لتلك الموجودة عند البشر المصابين بفيروس إنفلونزا A.
تمتلك فيروسات الإنفلونزا قدرة على بدأ جائحة فعلية إذا انتشرت بين البشر بشكل كبير. لتقدير كون الفيروس معدياً، قام الفريق بمقارنة العدوى بين حيوانات إبن مقرض مع فيروس 1918، واكتشفو أن الفيروس لم ينتشر عن طريق القطيرات التنفسية بين تلك الحيوانات وذلك عكس طريقة انتشار فيروس 1918 وفيروسات الإنفلونزا بشكل عام.
قام العلماء بتجربة عدة تغيرات قد تسمح لهذا الفيروس الجديد بالانتشار مثل فيروس 1918، واكتشفوا أن 7 طفرات في 3 جينات أنتجت فيروساً يملك قابلية عدوى شبيهة بالفيروس المشهور. وحسب كاوكا فإن هذه المعطيات تفترح أن العناصر الجينية اللازمة لجائحة فيروسية موجودة في الطبيعة، وبالتالي قد تشكل فيروساً بتلك الخاصية.
“هدف الدراسة كان تقدير خطورة وجود فيروسات ذات أصول في الطيور موجودة الآن في الطبيعة.” كما يقول كاوكا، وشرح أن هذه الدراسات ستساعد العلماء لتحضير أدوية واستراتيجيات مضادة للجوائح الفيروسية.
كما أظهرت الدراسة أن المصول المأخوذة من الأفراد الملقحيين ضد الإنفلونزا الموسمية الحالية تفاعلت بقوة مع الفيروس الجديد، مما قد يوحي أن اللقاح قد يحمل بعض الوقاية ضد هذا الفيروس.
لا يعتقد الجميع بضرورة هذه الدراسة، رغم أنها أجريت في ظروف ومعامل محتواة تماماً، إلا أنها قد وصفت بالغبية من قبل البعض. “العمل الذي يقومون به جنوني للغاية، بل وخطير بشكل كبير أيضاً، هناك خطر ولكنه ليس قادماً من الفيروسات الموجودة في الحيوانات، بل مولود في معامل أناس طموحين بشكل جنوني”. يقول لورد ماي.
كما أظهر مارك ليبستش، بروفيسور في قسم الوبائيات في هارفرد، قلقه حيال الفيروس، واعتبر هذه الدراسة عملاً ذو خطورة حتى لو تم في أكثر المعامل وقاية وأمناً. كما أنه لا يعتقد بإمكانية نشوء فيروس طبيعي يحمل نفس سمات الفيروس المصنوع في المعمل في تلك الدراسة.
يدافع كاوكا عن عمله ويدعي أن الآخرين يقللون من أهمية دراساته رغم أنها قد تمكن العلماء من التحديد بشكل موثوق الفيروسات ذات القدرة على إحداث جوائح كبيرة.
اعداد: فرزت الشياح
Genes found in nature yield 1918-like virus with pandemic potential