إن ضعف الذاكرة بعد إصابات الدماغ لم يعد أمرًا حتميًا كما كان في السابق بفضل النتائج التي توصلت لها دراسة بجامعة روتغرز الطبية وذلك عن طريق إبطاء نمو الخلايا الدماغية كما سنتعرف في المقال التالي.
توصلت نتائج دراسة جديدة أجراها علماء جامعة روتغرز الطبية Rutgers University)) في نيوجيرسي إلى أن الاندفاع الهائل لخلايا الدماغ إثر الإصابات الدماغية المفاجئة هو السبب الرئيسي لنوبات الصرع وتدهور القدرات المعرفية على المدى الطويل.
وفي عدد سبتمبر لتقارير الخلايا الجذعية، شككت (فيجي سانثاكومار)، أستاذة مشاركة في قسم علم الأدوية وعلم وظائف الأعضاء وعلم الأعصاب، وزملاؤها في صحة الافتراض السائد الذي أثاره العلماء في هذا المجال والذي ينص على أن وجود خلايا دماغية جديدة بشكل مفرط بعد إصابات الراس له فوائده.
وأوضحت قائلة: (بالفعل يكون هناك زيادة أولية في عدد الخلايا العصبية الجديدة بعد إصابة الدماغ، ولكن في غضون أسابيع نلاحظ انخفاض كبير في المعدل الطبيعي لعدد الخلايا العصبية وخلايا الدماغ التي في ظل الظروف العادية يجب أن تحل محل الخلايا التالفة لإصلاح شبكة الدماغ ).
وأضافت قائلة: (تؤدي الخلايا العصبية الجديدة المتولدة إلى نوبات الصرع كما أنها يمكن أن تساهم في تدهور القدرات المعرفية فيما بعد).
وفي الولايات المتحدة يقدر عدد الأشخاص الذين يعانون من إصابات الدماغ في كل عام ب 1.7 مليون شخص؛ مما يجعل هذه الحالة سببًا رئيسًا للوفاة والعجز، ويمكن أن تشمل الأعراض ضعف التفكير أو الذاكرة، وتغيرات الشخصية والاكتئاب، ومشاكل في الرؤية والسمع وكذلك الصرع.
وحوالي 80% من أولئك الذين يصابون بالصرع تبدأ النوبات بالظهور لديهم في غضون العامين الأولين بعد وقوع الضرر.
وقالت سانثاكومار في حين بدأ الباحثون الذين يدرسون الصرع في النظر عن كثب التفكير في كيفية منع انقسام الخلايا العصبية بشكل مفرط بعد إصابات الدماغ لمنع نوبات الصرع، فإن علماء الأعصاب قد اعتبروا عملية توليد الخلايا بعد الإصابات الدماغية مفيدة لتعافي الدماغ بشكل كامل.
ومع ذلك، فقد وجد علماء جامعة روتجرز أن فئران المختبر في غضون شهر بعد إصابة الدماغ قد انخفض عدد خلاياها الدماغية الجديدة بشكل كبير دون أعداد الخلايا العصبية الجديدة التي كان من الممكن اكتشافها إذا لم تحدث إصابة.
وعندما كان العلماء قادرين على منع وجود خلايا عصبية جديدة بشكل مفرط والتي تنمو في غضون أيام من الإصابة مع وجود دواء تحت التجربة مشابه للعلاج الكيميائي، فإن معدل ولادة خلايا الدماغ الجديدة عاد إلى مستويات طبيعية و قل خطر نوبات الصرع .
واردفت سانثاكومار قائلة: (لهذا السبب نعتقد أن الحد من هذه العملية ،عملية ولادة الخلايا العصبية الجديدة، قد يكون مفيدًا لوقف نوبات الصرع بعد اصابات الدماغ).
وبينما تبطئ القدرة التجددية لخلايا الدماغ في الحصين (Hippocampus)- الجزء من الدماغ المسؤول عن التعلم والذاكرة – كجزء من عملية الشيخوخة، حدد علماء جامعة روتجرز أن انخفاض الخلايا الدماغية بعد إصابة الرأس تتعلق بالإصابة وليس بالسن.
وقالت سانثاكومار: (من الطبيعي أن ينخفض عدد الخلايا العصبية الجديدة مع تقدمنا في السن، لكن ما وجدناه في دراستنا أنه بعد إصابات الرأس يبدو أن الانخفاض أسرع).
- ترجمة : بلعريبي راغب
- تدقيق: منة الله عيد
- تحرير: محمد سمور
- المصدر