الفقر أثناء الطفولة والإجهاد المزمن الذي يرافق ذلك ينتج عنه مشاكل في تنظيم المشاعر عند البلوغ: نتيجة توصّل إليها الباحثون بعد تجربة على أفراد كانوا يعيشون ضمن العوائل ذات الدخل القليل في عمر التاسعة، حيث لاحظ الباحثون وجود نشاط أكبر من الطبيعي في منطقة اللوزة المخية المسؤولة عن مشاعر كالخوف والمشاعر السلبية، ونشاط أقل من المعتاد في منطقة الفص الجبهي التي يعتقد أنّ لها علاقة بالمشاعر السلبية بشكلٍ عام.
حصول خلل في نشاط هاتين المنطقتين يرتبط دائمًا بالاضطرابات النفسية كالإكتئاب والقلق والعدائية وإدمان المخدرات. الفقر في الطفولة عادة ما يرفع احتمالية بالإصابة بهذه المشاكل لكن الكيفية التي يحصل بها هذا الارتباط لم تُعرف حتى الآن.
الدراسة تناولت 49 شخصًا حيث تمّ تسجيل الوضع العام لعوائلهم من دخل ومشاكل عائلية وعلاقة الطفل بالوالدين (نصف العدد كانوا من عوائل فقيرة)، ثم تمّ طلب من المتطوعين أن يخضعوا لاختبار حيث يشاهدوا مجموعة من الصور ومحاولة كبت المشاعر السلبية التي ترافق تلك الصور وتم تسجيل النشاط الدماغي أثناء ذلك. النتائج تشير إلى أن الإجهاد المرافق للطفولة والمراهقة الناتج عن مشاكل كالفقر والاضطرابات العائلية قد يؤثر على النمو الدماغي مما يخلق مشاكل في التعامل مع المشاكل السلبية عند البلوغ.