داء غريفز – يتضمن داء غريفز غدّة درقية مفرطة النشاط ما يؤدي إلى إفراط في إنتاج هرمونات الغدة الدرقية. يسمى عندئذ (فرط نشاط الغدة الدرقية). إنها سهلة العلاج نسبيًا. لكن إذا تركت دون علاج، يمكن أن يكون لها عواقب وخيمة.
داء غريفز هو مرض مناعي ذاتي. هذا يعني أن الجهاز المناعي للجسم يصيب الخلايا السليمة ويهاجمها بدلًا من الأجسام الأجنبية. إن المرض المناعي هذا هو الأكثر شيوعًا في الولايات المتحدة الأمريكية.
يوجد عدد من الحالات الأخرى التي تسبب فرط نشاط الغدة الدرقية، ولكن داء غريفز هو الأكثر شيوعًا، فهو يصيب حوالي واحد من كل 200 شخص. ويصيب غالبًا النساء دون سن 40 عامًا، ولكن يمكن أيضًا أن نجده عند الرجال.
كان يُعرف داء غريفز في الأصل باسم «الدراق الجحوظي»، لكن سمي الآن باسم غريفز، وهو الطبيب الأيرلندي الذي وصف الحالة لأول مرة في عام 1835.
حقائق سريعة عن داء غريفز:
- هو السبب الأكثر شيوعًا لفرط نشاط الغدة الدرقية.
- هو النوع الأكثر شيوعًا من أمراض المناعة الذاتية في الولايات المتحدة.
- يصيب ما يقدر بنحو 2-3% من سكان العالم.
أعراض داء غريفز
الإفراط في إنتاج هرمونات الغدة الدرقية يمكن أن تسبب مجموعة من الآثار على الجسم ومنها:
- زيادة التعرق.
- فقدان الوزن (غير مرتبط بحمية خاصة لتخفيف الوزن).
- الهلع.
- رعاش (رجفان) اليد.
- اضطراب في الدورة الشهرية.
- ضعف الانتصاب وانخفاض الرغبة الجنسية.
- القلق والهيجان.
- نبضات غير منتظمة أو سريعة.
- اعتلال الجلد، مع بشرة حمراء سميكة على الظنبوب (نادر).
- تضخم الغدة الدرقية (الدراق).
- قصور القلب.
علاج داء غريفز
هناك مجموعة من الطرق العلاجية المتاحة لداء غريفز. تهدف الغالبية إلى تثبيط الإنتاج المفرط لهرمونات الغدة الدرقية من خلال التأثير عليها. البعض الآخر يهدف إلى التخفيف من شدة الأعراض. الأدوية المضادة للغدة الدرقية:
هناك ثلاثة أدوية شائعة تؤثر على الغدة الدرقية هي بروبيل ثيوراسيل ، ميثيمازول، وكاربيمازول (الذي يتم تحويله إلى ميثيمازول وهو غير متوفر في الولايات المتحدة ولكنه يستخدم في أوروبا)؛ الميثيمازول هو الأكثر شيوعًا في الولايات المتحدة.
تساعد الأدوية المضادة للغدة الدرقية تساعد على منعها من إنتاج كميات زائدة من الهرمونات عن طريق منع أكسدة اليود فيها. تتحسن الأعراض عادة في غضون 4-6 أسابيع من بدء الدواء. تُستخدم العقاقير المضادة للغدة الدرقية غالبًا مع العلاجات الأخرى مثل العلاج باليود المشع أو الجراحة. قد يستمر إعطاء الدواء لمدة تتراوح بين 12 و18 شهرًا للتأكد من عدم نكس الحالة. في بعض الحالات، يمكن وصفه لفترة أطول.
العلاج باليود المشع:
يستخدم علاج اليود المشع لعلاج داء غريفز منذ عام 1940. لا يزال استخدامه شائعًا لأنه غير غازٍ ويعطي فعالية جيدة. يؤخذ اليود المشع عن طريق الفم ويؤثر مباشرة على الغدة الدرقية. تستخدم الغدة الدرقية اليود لصنع هرموناتها. عند تناول الدواء، يتراكم اليود المشع سريعًا في الغدة الدرقية ويدمر ببطء الخلايا الدرقية مفرطة النشاط.
يؤدي هذا إلى انخفاض في حجم الغدة الدرقية وهرموناتها المفرزة. على الرغم من وجود مخاوف من أن الإشعاع قد يزيد من خطر الإصابة بسرطان الغدة الدرقية، فلا توجد دراسات حول هذا الخطر. ومع ذلك، هناك خطر ضئيل للغاية للإصابة بسرطانات ثانوية ناجمة عن هذا العلاج.
حاصرات بيتا:
توصف حاصرات بيتا بشكل اعتيادي للتعامل مع مشاكل القلب والضغط الدموي المرتفع. فهي تعمل عن طريق منع آثار الأدرينالين وغيرها من المركبات المشابهة له. يمكن أن تساعد في تقليل أعراض داء غريفز. إن مرضى غريفز أكثر حساسية للأدرينالين، ما يؤدي إلى أعراض مثل التعرق والارتعاش وزيادة معدل ضربات القلب والقلق.
يمكن أن تساعد حاصرات بيتا في تخفيف هذه الأعراض، لكنها لا تقضي على داء غريفز بحد ذاته.
تستخدم حاصرات بيتا غالبًا جنبًا إلى جنب مع الأدوية الأخرى، ما يعني وجود خطر حدوث آثارٍ جانبية بسبب تفاعل هذه الأدوية المختلفة مع بعضها البعض.
الجراحة:
نظرًا لتحسن الطرق العلاجية الأخرى الخاصة بداء غريفز، أصبحت الجراحة الآن أقل شيوعًا. ومع ذلك، لا بد من استخدامها إذا لم تنجح الطرق العلاجية الأخرى.
استئصال الغدة الدرقية هو إزالة كامل الغدة الدرقية أو جزء منها، وهذا يعتمد على شدة الأعراض.
أكبر ميزة للعملية الجراحية أنها أسرع الطرق وأكثرها ثباتًا، فهي تعيد للغدة الدرقية مستوياتها الطبيعية بشكل دائم.
بعد الجراحة، يعاني المرضى من آلام في الرقبة ووجود بحة في الصوت أو صوت ضعيف، ومع ذلك، يجب أن تكون هذه الأعراض مؤقتة، وذلك بسبب أنبوب التنفس الذي يتم إدخاله في الرغامى (القصبة الهوائية) أثناء الجراحة.
ستكون الندبة موجودة بعد الجراحة، وتعتمد شدتها على الحجم المستأصل من الغدة الدرقية.
إذا استؤصل جزء فقط من الغدة الدرقية، فإن الجزء المتبقي قادر على التعويض والقيام بوظيفته.
أما إذا استؤصلت الغدة الدرقية بأكملها، فلن يتمكن الجسم من إنتاج ما يكفي من الهرمونات الدرقية، وتعرف هذه الحالة باسم قصور الغدة الدرقية. لعلاج هذا، يصف الطبيب هرمونًا على شكل أقراص يؤدي وظيفة هرمون الغدة الدرقية.
العين وداء غريفز:
إحدى ملامح داء غريفز التي تختلف عن أنواع أخرى من فرط نشاط الغدة الدرقية، هي آثاره على العينين. إن داء غريفز هو النوع الوحيد من فرط نشاط الغدة الدرقية الذي يسبب تورم والتهاب أنسجة العين (اعتلال العين أو الجحوظ).
تتأذى العينان عند حوالي نصف الأشخاص المصابين بداء غريفز إذ يعانون من:
- التهاب.
- احمرار.
- انتفاخ.
- الوهن.
- الجفاف.
- انكماش.
- حساسية العين.
نظرًا للضغط المتزايد على الأعصاب البصرية، فإن غريفز غير المعالج يمكن أن يؤدي إلى الشفع (الرؤية المزدوجة) وربما العمى الجزئي.
ما زال من غير الواضح سبب تأثير داء غريفز على العينين. إن شدة الحالة لا ترتبط مع شدة أعراض العين؛ إذ يمكن أن تظهر هذه الأعراض قبل أن تبدأ أعراض غريفز الأخرى.
أسباب داء غريفز
يصيب داء غريفز الغدة الدرقية، وهي عضو على شكل فراشة عند قاعدة الرقبة، أسفل تفاحة آدم مباشرة. إنها جزء مهم من الغدد الصماء أو المنظومة الهرمونية. تنظم عملية الاستقلاب عن طريق إطلاق الهرمونات في المجرى الدموي.
تساعد الهرمونات الصادرة عن الغدة الدرقية في الحفاظ على عملية الاستقلاب ضمن معدله الصحي. عند إطلاق المزيد من الهرمونات، تتسرع العملية الاستقلابية. تُفرز الغدة النخامية (التي هي جزء من الدماغ) مادة كيميائية تسمى الهرمون المنبه للغدة الدرقية (TSH) والذي ينظم إفراز الغدة الدرقية بالمقدار المناسب.
في داء غريفز، ينتج الجهاز المناعي أجسامًا مضادة تثير مستقبلات (TSH)، وبذلك تخدع الغدة الدرقية لتنتج الكثير من الهرمونات، ما يسرع عملية الاستقلاب ويؤدي إلى ظهور أعراض هذا المرض.
لا يعرف العلماء السبب الدقيق لداء غريفز. نعلم أنه، بطريقة ما، يخدع الجهاز المناعي مستقبلات الغدة الدرقية، ما يسبب فرط نشاط الغدة الدرقية.
تشير الأبحاث إلى أن داء غريفز قد يكون ناتجًا عن مجموعة من العوامل الوراثية والبيئية.
الوراثة: وجود تاريخ عائلي إيجابي يزيد من فرصة الإصابة بهذا المرض، على الرغم من أن نمط التوريث الخاص به غير معروف.
العامل البيئي: أنت أكثر عرضة للإصابة بداء غريفز إذا كنت مدخنًا.
الأشخاص الذين لديهم أيضًا خطر الإصابة هم:
الأفراد الذين يعانون من أمراض المناعة الذاتية الأخرى والنساء المنجبات في الآونة الأخيرة أو الحوامل منهنّ ومن كان تحت الضغط النفسي أو البدني.
التشخيص:
يمكن أن يكون من الصعب تشخيص داء غريفز في البداية. بغض النظر عن اعتلال العين، يتشابه داء غريفز مع غيره من الأمراض من حيث الأعراض الموجودة.
يحفز هرمون (TSH) الغدة الدرقية لإطلاق هرموني الثيروكسين (T4) وثيرونين ثلاثي اليود (T3)؛ قد يأخذ الطبيب عينة من الدم لقياس مستويات هذه الهرمونات.
تعد المستويات المرتفعة بشكل غير طبيعي من (T3) و(T4)، والمستوى المنخفض للغاية من (TSH)، دلالات جيدة على وجود المرض.
هناك اختبار آخر لداء غريفز يسمى امتصاص اليود المشع. يتناول المريض كمية صغيرة من اليود المشع السائل أو على شكل كبسولة. بمجرد البلع، يتجمع اليود في الغدة الدرقية.
سيجري الطبيب بعد ذلك عدة عمليات مسح باستخدام مشعر مشع. الأول يُجرى عادةً بعد 4-6 ساعات من تناول اليود. بعد ذلك، يجرى الفحص الثاني عادة بعد 24 ساعة.
الحمية:
يتحسس داء غريفز لليود، هذا ما أعلن عنه المعهد الوطني للسكري وأمراض الجهاز الهضمي والكلى (NIDDK). لقد عُثر على اليود في الأعشاب البحرية، مثل عشب البحر (Kelp) وكنافة البحر (Dulse) (نوع من الطحالب).
إن تناول الأطعمة الغنية باليود أو تناول مكملات اليود يزيد من أعراض داء غريفز.
يجب مناقشة التغييرات في الحمية الغذائية مع الطبيب.
ينصح (NIDDK) الأشخاص بالتحدث إلى الطبيب قبل تناول مكملات الفيتامينات المتعددة أو استخدام أدوية السعال، إذ يمكن أن تحتوي على اليود.
الآفاق:
تلاحظ المكتبة الوطنية للطب أنه مع العلاج الصحيح يستجيب المرض بشكل مثالي.
من المهم حضور جميع المواعيد الطبية المجدولة، لأن علاج فرط نشاط الغدة الدرقية يمكن أن يؤدي إلى قصور الغدة الدرقية.
تشمل الأعراض نقص المقدرة العقلية والبدنية وزيادة الوزن والاكتئاب.
اقرأ أيضًا
فرط نشاط الغدة الدرقية: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج
الغدة الدرقية ما بين فرط النشاط وقصوره مشاكل صحية
ترجمة هلال حميد – تدقيق بدر الفراك – مراجعة اسماعيل اليازجي