يعرف داء خفيات الأبواغ بأنه خمج طفيلي في الأمعاء الدقيقة يسبب الإسهال بشكل أساسي، لكن قد تشتد الأعراض عند من يعانون من نقص المناعة (مثل المصابين بفيروس HIV أو الإيدز)، ومن الممكن أن تودي بالحياة.
يميل داء خفيات الأبواغ لأن يكون خمجًا حادًا قصير الأمد. ينتشر عبر الطريق الفموي البرازي، وغالبًا عبر المياه الملوثة. ويُعرف أيضًا بالخفي.
يوجد في الولايات المتحدة الأميركية ما يقدر بحوالي 748000 حالة فردية من داء خفيات الأبواغ. لكن لم يُبلّغ عن أكثر من 98% من الحالات.
أعراض داء خفيات الأبواغ
يُعد الإسهال المحدد لذاته العرض الرئيس لدی الأشخاص سليمي الجهاز المناعي.
تظهر الأعراض خلال يوم واحد إلى 12 يومًا بعد الخمج، بمتوسط 7 أيام. تدوم لنحو أسبوعين، أو تستمر لأكثر من شهر لدی بعض الحالات.
يختلف شكل المرض من شخص لآخر؛ إذ ينقسم الأشخاص سليمو الجهاز المناعي عند إصابتهم إلى:
- مصابين بلا أعراض ملحوظة.
- مصابين بإسهال حاد.
- مصابين بإسهال مستمر قد يدوم لعدة أسابيع.
يكون الإسهال عادةً مائيًا مع مخاط، وقد يوجد دم أو كريات بيضاء في الإسهال في حالات نادرة، وقد يحصل لدى الشخص أيضًا ألم معدة أو مغص (تشنجات) أو حمى منخفضة.
تظهر أعراض أخرى مثل:
- الغثيان.
- الإقياء.
- سوء الامتصاص.
- التجفاف.
يمكن لحاملي مرض خفيات الأبواغ الذين لا تظهر عليهم الأعراض أن يستمروا بنقل العدوى للأخرين. ومن الجدير بالذكر: يبقى الفرد معديًا حتى بعد زوال الأعراض لعدة أسابيع.
أسباب داء خفيات الأبواغ
يسبب الطفيلي خفي الأبواغ داء خفيات الأبواغ. ويمكن لأنواع عديدة من خفيات الأبواغ أن تصيب الإنسان وطيفًا واسعًا من الحيوانات.
يُحمى الطفيلي بقشرة خارجية تتيح له البقاء على قيد الحياة خارج الجسم لساعات، وهذا ما يجعله مقاومًا للتطهير بالكلور.
تحدث العدوى من خلال أدوات ملوثة مثل التراب أو الماء، أو عن طريق الطعام غير المطهو جيدًا أو الملوث عن طريق تماسه مع براز الفرد أو الحيوان المصاب.
يمكن أن تنطلق الملايين من كائنات خفيات الأبواغ، أو البويضات في حركة الأمعاء من الإنسان أو الحيوان المصاب، فتحدث العدوى بعد هضم البويضات غير المقصود.
تشيع العدوى بين الذين هم على تواصل منتظم مع الماء العذب، متضمنًا حمامات السباحة.
يمكن أن يحصل الشخص على الخفيات من خلال وضع أي شيء في الفم (شيء قد لامس الإنسان أو الحيوان المصاب). وقد سجلت حالات تفشت فيها العدوى في مراكز العناية اليومية. نتيجةً لتغيير الحفاظات.
من الجدير بالذكر: لا تتنقل العدوى بالتماس مع الدم.
تُعد خفيات الأبواغ المسؤولة عن 50.8% من الأمراض المنقولة بالمياه والتي تُعزى للطفيليات. ومن ناحية أخرى، يمكن أن تُعزى 8 إلى 19 بالمئة من أمراض الإسهال لخفيات الأبواغ في البلدان المتطورة.
تقاوم بويضات الأبواغ المطهرات (مثل مبيض الكلور) بكفاءة عالية، ما يمكنها من البقاء على قيد الحياة لفترات طويلة؛ فتظل معديةً خارج جسم المضيف.
التشخيص
لتشخيص الخفيات، يبحث الطبيب عن الأعراض الأولية بعد فترة حضانة من يوم واحد إلى 12 يومًا.
بعد ذلك، تُفحص عينة براز في المختبر، ما يكشف عن وجود الطفيلي ويساعد في استبعاد العوامل الممرِضة الأخرى. العامل الممرض: هو اسم آخر للجرثوم أو الفيروس أو البكتيريا أو الكائن الحي الدقيق الذي يمكن أن يسبب المرض.
تستطيع اختبارات الكشف عن المستضد أن تؤكد التشخيص. المستضدات: هي مواد سامة أو غريبة عن الجسم تثير استجابةً مناعيةً.
تتضمن الاختبارات الأخرى:
- المقايسة الامتصاصية المناعية للإنزيم المرتبط.
- مقايسة الاستشراب المناعي.
- اختبار التألق المناعي.
قد يستخدم الطبيب الموجات فوق الصوتية ليكشف المستخفي في الجهاز الصفراوي. يمكن أن توجد قنوات صفراوية متوسعة أو غير نظامية ومرارة ثخينة.
في النهاية، قد يؤكد تصوير المرارة والأقنية الصفراوية بالطريق الراجع (ERCP) التشخيص. يتضمن الإجراء ERCP إدخال أنبوب مرن مضاء من خلال الفم في المعدة والأمعاء الدقيقة.
علاج داء خفيات الأبواغ
يوجد العديد من الخيارات لمعالجة الخفيات وتدبيرها.
تستطيع الأدوية المضادة للإسهال -مثل نيتازوكسانايد- تدبير المرضى في كل الأعمار؛ إذ تسيطر على 80% من الأعراض في أقل من 5 أيام بهذا الدواء.
من الشائع للخمج أن ينكس، أي أن تتكرر العدوى؛ لذا لا ينصح بالنشاطات مثل السباحة على الأقل لمدة أسبوعين بعد زوال الأعراض.
يجب على المصابين أو من أصيبوا مؤخرًا بداء خفيات الأبواغ ألا يسبحوا في المناطق المشتركة؛ لأن العامل الممرض يستطيع أن ينتشر من القناة الشرجية والمناطق التناسلية، ويستمر طرح البويضات لبعض الوقت.
يساعد النظام الغذائي الخالي من اللاكتوز في إراحة السبيل الهضمي وتقليل الالتهاب.
من الضروري الحفاظ على الرطوبة، فقد يحتاج الشخص المصاب بتجفاف شديد لسوائل وريدية.
لا تفيد المضادات الحيوية عادةً، ويحتفظ بها بشكل أساسي للأشخاص الذين لديهم أعراض حادة للمرض أو للذين لديهم ضعف في جهاز المناعي.
الخفيات في المرضى المصابين بضعف الجهاز المناعي
يزيد خطر الإصابة بداء خفيات الأبواغ عند الشخص المصاب بفيروس HIV أو الإيدز؛ بسبب نقص المناعة ولا يستطيع جسده مقاومة الخمج بفاعلية.
يستطيع العلاج المضاد للفيروسات أن يعزز جهاز المناعة ويزيد المقاومة لمجموعة من الأخماج.
اقترحت دراسات أن أخذ الأدوية مثل الريفابوتين والكلاريثرومايسين للوقاية من مركب المتفطرة الطيرية (M.AVIUM)، قد تحمي من المستخفيات.
إذا انتقلت عدوی المستخفيات لشخص مصاب بفيروس HIV أو الإيدز، يُحتمل أن يحتاج لتدخل طبي فعال لعلاج العدوی بشكل أكثر جدية من الأشخاص سليمي الجهاز المناعي، وسيحتاج لمراقبة نقص الحجم واضطراب توازن الشوارد (كهرلية الجسم)، نتيجة التجفاف وخسارة الوزن وسوء التغذية.
الوقاية
يعد اتباع الإرشادات المتعلقة بالصحة والصرف الصحي أفضل وسيلة للوقاية من داء خفيات الأبواغ. يتضمن هذا غسل الأيدي بعناية قبل الطعام وبعد دخول الحمام أو عند أي تماس محتمل مع البراز.
يجب أن يتجنب الأشخاص التماس مع براز الحيوانات والطعام والمياه المحتمل تلوثها.
من الضروري غسل الخضار وطهوها جيدًا في كل الأوقات.
عند التخييم أو السفر، يجب استخدام المياه المعبأة في زجاجات أو غلي المياه وتصفيتها، وتجنب المشروبات الحاوية على الثلج.
يُعد تجنُّب ممارسة الأنشطة الجنسية التي تتضمن التعرض للبراز وسيلةً أخری للوقاية.
يجب أن يحصل المصابون بعوز المناعة على رعاية مضاعفة لحماية أنفسهم من الماء في البحيرات والجداول.
اقرأ أيضًا:
داء المستخفيات: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج
ما هي الإصابات الانتهازية وما هو الخطر الذي تمثله على مرضى الإيدز؟
ترجمة: منى الدروبي
تدقيق: تسنيم الطيبي