داء حلقيات الأبواغ هو مرض يسببه الطفيلي سيكلوسبورا كايتاننسيس الذي ينتقل من طريق الطعام أو الماء الملوث، يسبب هذا المرض إسهالًا مائيًا وأعراضًا أخرى في الجهاز الهضمي، وقد تستمر الأعراض لأسابيع أو أشهر. ويعالج داء حلقيات الأبواغ بواسطة المضادات الحيوية.
قد تكون عدوى داء حلقيات الأبواغ خفيفة، لكنها قد تكون أحيانًا خطيرة جدًا، خصوصًا إذا كان جهازه المناعي ضعيفًا، كالمصابين بفيروس نقص المناعة البشرية أو السرطان أو اللذين يتناولون أدوية مثبطة للمناعة. وإذا لم يُعالج داء حلقيات الأبواغ، قد يظل الشخص مريضًا فترة طويلة، وقد تتحسن الأعراض ثم تعود مرة أخرى.
من يتأثر بداء حلقيات الأبواغ؟
يُعد داء حلقيات الأبواغ شائعًا أكثر في المناطق الاستوائية أو شبه الاستوائية في العالم، والمناطق التي تعاني من نقص في الصرف الصحي. وهذا يشمل البلدان في أمريكا الوسطى وأمريكا الجنوبية، والشرق الأوسط، وجنوب شرق آسيا. وعليه يُعد الأشخاص الذين يعيشون في إحدى هذه المناطق عرضةً للإصابة به أو حتى يسافرون إليها أو يتناولون منتجات مستوردة منها، أما أولئك الذين يملكون جهازًا مناعيًا ضعيفًا، فهم عرضة للإصابة بمضاعفات خطيرة.
ما هي أعراض داء حلقيات الأبواغ؟
تبدأ الأعراض عادةً في غضون أسبوع من تناول مواد ملوثة أو شربها وتشمل:
- إسهال مائي أو انفجاري.
- فقدان الشهية.
- انتفاخ وغازات.
- تعب شديد.
- حمى خفيفة.
- غثيان.
- آلام في المعدة.
- قيء.
كيف ينتشر داء حلقيات الأبواغ؟
ينتشر داء حلقيات الأبواغ عندما يدخل براز شخص مصاب بعدوى حلقيات الأبواغ إلى إمداد المياه، فقد يُصاب به آخرون عن طريق شرب مياه غير معالجة، أو تناول فواكه وخضروات غُسلت بمياه ملوثة. ولا يُعد داء حلقيات الأبواغ معديًا، إذ لا يوجد دليل على إنها تنتقل من شخص إلى شخص آخر.
من الجدير بالذكر أن داء حلقيات الأبواغ مرض طفيلي وليس له سبب فيروسي أو بكتيري، فحلقيات الأبواغ هي كائن دقيق (أحادي الخلية) يُرى بالمجهر.
كيف يُكشف عن الإصابة بداء حلقيات الأبواغ؟
بالتأكيد، سيكون مقدم الرعاية الصحية هو القادر على الكشف عن الإصابة بداء حلقيات الأبواغ. قد يكون الشخص مصابًا به إذا كان يعاني من إسهال مائي أو انفجاري، وقد سافر مؤخرًا إلى واحدة من المناطق التي ينتشر فيها داء حلقيات الأبواغ، أو حتى إذا كان قد تناول منتجات زراعية مستوردة من تلك المناطق.
كيف يُشخص داء حلقيات الأبواغ؟
يتضمن تشخيص الإصابة بداء حلقيات الأبواغ فحص مقدم الرعاية الصحية للمصاب وأخذ عينة من البراز، ثم سؤاله عن الأعراض والتاريخ الصحي، وإن كان يعاني إسهالًا مائيًا أو انفجاريًا، وقد يسأله أيضًا عن الاطعمة التي تناولها وإن سافر مؤخرًا إلى واحدة من المناطق التي ينتشر فيها داء حلقيات الأبواغ، أو تناول منتجات زراعية مستوردة من تلك المناطق.
تُرسل عينة البراز في وعاء نظيف إلى المختبر للبحث عن حلقيات الأبواغ، وقد يكون من الضروري تقديم عدة عينات من البراز في أيام مختلفة لتأكيد الإصابة بداء حلقيات الأبواغ.
متى يجب زيارة مقدم الرعاية الصحية بسبب داء حلقيات الأبواغ؟
يجب التواصل مع مقدم الرعاية الصحية لدى الشك بالإصابة بداء حلقيات الأبواغ. خاصةً إذا كان المريض يعاني كثيرًا من الإسهال المائي، أي بمعدل عدة مرات في اليوم، ويجب الاتصال بمقدم الرعاية الصحية على الفور إذا كان الجهاز المناعي للمريض ضعيفًا، أو عند وجود أية أعراض تشير إلى مرض معدٍ. وإذا استمر تزايد الأعراض في أثناء العلاج، أو عادت بعد الانتهاء من الدواء، يجب الاتصال بمقدم الرعاية الصحية على الفور.
متى يجب الذهاب إلى غرفة الطوارئ؟
إذا لم يتمكن المريض من الاحتفاظ بأي طعام أو سائل في معدته، وكانت لديه عدة حالات من الإسهال الشديد والمائي في اليوم، يجب طلب العناية الطبية بسبب الجفاف. لأن أعراض الجفاف تحتاج عنايةً في وحدة الطوارئ وتشمل:
- الارتباك أو التغييرات العقلية.
- الضعف أو الدوخة.
- الشعور بالدوار عند الوقوف.
- عدم التبول أو التبول على نحو ضئيل.
- لون البول الداكن.
كيف يُعالج داء حلقيات الأبواغ؟
عند تأكيد الإصابة بداء حلقيات الأبواغ، يجب تجنب تناول أي شيء قد يزيد من الإسهال والجفاف (كالكحول والكافيين)، وتوجد بعض النظم الغذائية التي تساعد على تقليل الإسهال، ومن الأفضل استشارة مقدم الرعاية الصحية بهذا الأمر.
وقد يستخدم مقدم الرعاية الصحية العلاجات التالية (بعضها أو جميعها)
- المضادات الحيوية: يُعد تريميثوبريم/سلفاميثوكسازول (TMP/SMX) مزيجًا من مضادين حيويين، وهو الأكثر فعاليةً في علاج العدوى بداء حلقيات الأبواغ، ويوصف سيبروفلوكساسين لدى وجود حساسية لهذا المزيج.
- أدوية مضادة للإسهال: مثل الديفينوكسيلات-أتروبين أو اللوبيراميد. لمنع الجفاف ومساعدة الجسم على الاحتفاظ بالعناصر الغذائية الهامة.
- الترطيب: قد تُعطى سوائل وريدية خاصةً لاستعادة الترطيب والتوازن في الكهارل (المعادن التي تجعل الجسم يعمل على نحو صحيح).
قد يسهم تناول المضادات الحيوية عند عدم الحاجة إليها في مقاومة المضادات الحيوية، وعليه قد يمهل مقدم الرعاية الصحية وقتًا لمراقبة العدوى إن كانت ستزول بمفردها قبل وصف المضادات الحيوية.
وإذا لم تُعالج عدوى حلقيات الأبواغ، فإن الأعراض قد تستمر لمدة شهر أو أكثر. وهذا يعرض الشخص لخطر الجفاف الشديد ومضاعفات أخرى.
كيف يمكن التعامل مع أعراض داء حلقيات الأبواغ؟
إن أفضل طريقة للتعامل مع الأعراض هي التأكد من تناول السوائل والحصول على كمية كافية من التغذية، فقد يؤدي الإسهال الشديد إلى مضاعفات تهدد الحياة.
علمًا إن السوائل مثل الماء والحساء والمشروبات الرياضية أو محاليل الترطيب الفموية (بيديالايت، إنفاليت، سيرالايت) تكون أفضل من المشروبات الأخرى في حال الإصابة، وتمنع مشكلات توازن الكهارل الخطيرة، مع وجوب الانتباه إلى عدم شرب المشروبات التي تحتوي على الكافيين أو الكحول.
يجب أيضًا تناول طعام كافٍ، حتى لو كان ذلك بكميات قليلة في كل مرة. وقد تساعد الأدوية التي تُباع دون وصفة طبية مثل اللوبيراميد (إيموديوم، ديامود) ومركب بيزموث سوبساليسيلات (بيبتو-بيزمول، كاووبيكتيت) في وقف الإسهال، لكن لا بد من التحقق مع مقدم الرعاية الصحية قبل تناولها.
يجب على المصاب أن يراقب أعراضه بحذر. فإذا كان غير قادر على الاحتفاظ بأي شيء في معدته، أو إذا كان لديه إسهال شديد، يجب أن يتصل بمقدم الرعاية الصحية، فقد يحتاج إلى سوائل وتغذية عبر الوريد. ويجب أيضًا إكمال جرعة المضادات الحيوية الموصوفة حتى إذا شعر المريض بتحسن قبل انتهاء الدواء.
كيف يمكن تجنب الإصابة بداء حلقيات الأبواغ؟
إن أفضل طريقة لتقليل مخاطر الإصابة هي معالجة الطعام على نحو صحيح، إذ يساعد ذلك في تجنب تناول طعام أو ماء قد يكون ملوثًا. علمًا إن بعض أساليب التعقيم لا تكون كافيةً لقتل حلقيات الأبواغ. وفيما يلي بعض النصائح:
- غسل اليدين بالصابون والماء قبل تحضير الطعام وفي أثنائه وبعده.
- شطف الفواكه والخضروات الطازجة بعناية، أو تقشيرها تمامًا قبل تناولها.
- عدم ترك الفواكه والخضروات المقشورة أو المطهية خارج الثلاجة لأكثر من ساعتين.
- تخزين الخضروات والفواكه في مكان منفصل عن اللحوم النيئة والمأكولات البحرية والدواجن.
- غسل جميع أسطح تحضير الطعام والأطباق والأواني بالماء الساخن والصابون بعد الاستخدام.
- عدم شرب مياه غير معالجة. فيفضل شرب مياه معبأة واستخدامها في تحضير الطعام إذا كانت المياه الموجودة غير معالجة.
- تجنب تناول المنتجات الزراعية من المناطق التي تنتشر فيها حلقيات الأبواغ.
ما هي التوقعات للمصاب بداء حلقيات الأبواغ؟
إذا كان الجهاز المناعي للمريض سليمًا، سيتعافى المريض تمامًا من داء حلقيات الأبواغ، وغالبًا ما تتحسن الحالة بمفردها أو بعد العلاج بالمضادات الحيوية، وقد تستمر الأعراض لمدة أسبوع أو أكثر قبل التحسن.
أما عند المرضى الذين يملكون جهازًا مناعيًا ضعيفًا، سيراقبهم مقدم الرعاية الصحية من كثب، فقد تسبب حلقيات الأبواغ مرضًا مستمرًا وشديدًا إذا لم يكن جهاز المناعة للمريض قادرًا على محاربتها.
ويتفاوت داء حلقيات الأبواغ كثيرًا. فبالنسبة لبعض الناس يكون محدودًا ذاتيًا، ما يعني أنه يزول بمفرده. أما بالنسبة للآخرين، قد تختفي الأعراض ثم تعود مرة أخرى. وقد تستمر الأعراض عدة أشهر إذا تُرك المرض دون علاج.
مضاعفات داء حلقيات الأبواغ
قد يكون من الصعب الحفاظ على توازن سوائل الجسم عند الإصابة بداء حلقيات الأبواغ، وفقدان الكثير من السوائل قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، ومنها:
- الجفاف الشديد.
- اختلال التوازن في الكهارل الذي قد يتسبب في مشكلات في القلب وأعضاء أخرى.
- فقدان حجم السوائل في الجسم (فقر الدم).
الخلاصة
إن داء حلقيات الأبواغ نادر في الولايات المتحدة، لكن المنتجات الزراعية الطازجة المستوردة تسبب تفشيات أحيانًا. ويُعد الأشخاص الذين يعيشون في مناطق استوائية وشبه استوائية عرضة للخطر، إذ يكون داء حلقيات الأبواغ شائعًا في تلك المناطق. لحسن الحظ، نادرًا ما يكون داء حلقيات الأبواغ مهددًا للحياة ويمكن علاجه بالمضادات الحيوية. وعند الإصابة بداء حلقيات الأبواغ، يجب شرب الكثير من السوائل، وإذا واجه المصاب صعوبةً في الاحتفاظ بالطعام أو السوائل، يجب طلب العناية الطبية.
اقرأ أيضًا:
داء خفيات الأبواغ: ما تحتاج أن تعرفه
ترجمة: عقيل الحسن
تدقيق: جنى الغضبان
مراجعة: محمد حسان عجك