يعد داء الفيالقة نوعًا خطيرًا من الالتهاب الرئوي، وينتج عن استنشاق بكتيريا الفيلقية.
قد تؤثر الإصابة بداء الفيالقة في الرئتين والدماغ والجهاز الهضمي. يسبب أيضًا حمى بونتياك، وهو مرض أقل خطورةً وأعراضه تشبه أعراض الحمى.
يعد داء الفيالقة اضطرابًا صحيًا خطيرًا قد يهدد حياة المريض.
ما الفرق بين داء الفيالقة والالتهاب الرئوي؟
ينتج داء الفيالقة عن إصابة الرئتين ببكتيريا الفيلقية. يعاني معظم المرضى المصابين الذين أُدخلوا المستشفى أعراض الحمى والسعال، وقد تترافق أحيانًا بالإسهال وتشوش الذهن.
من الأكثر عرضةً للإصابة بداء الفيالقة؟
لا يصاب معظم الناس بداء الفيالقة حتى لو كانوا معرضين لبكتيريا الفيلقية، ويعد بعض الناس رغم ذلك أكثر عرضةً للإصابة مقارنةً بغيرهم. يزداد خطر إصابة الفرد في كل من هذه الحالات:
- من يزيد عمرهم عن 50 عامًا.
- المدخنون أو من كانوا يدخنون سابقًا.
- ضعف جهاز المناعة، ومن يعاني بعض الأمراض مثل الإصابة بفيروس نقص المناعة البشري والسكري والسرطان وأمراض الكلية أو الكبد، إضافةً إلى الذين يأخذون بعض أنواع الأدوية التي تضعف الجهاز المناعي.
- المصابون بمرض رئوي مزمن مثل الداء الانسدادي الرئوي المزمن أو انتفاخ الرئة.
- البقاء في منشآت الرعاية الصحية فترة طويلة.
- البقاء في المستشفى منذ فترة قريبة.
- الخضوع إلى عملية جراحية تطلبت التخدير.
- الخضوع حديثًا إلى عملية زرع عضو ما.
ما مدى شيوع داء الفيالقة؟
يدخل نحو 18,000 شخص سنويًا المستشفى في الولايات المتحدة الأمريكية نتيجة إصابتهم بداء الفيالقة، وتزداد الإصابة بين شهري يونيو وأكتوبر.
الأعراض والأسباب
ما أعراض الإصابة بداء الفيالقة؟
يسبب داء الفيالقة أعراض تشبه أعراض الالتهاب الرئوي، التي تبدأ عادةً بالظهور بعد يومين إلى 14 يومًا من التعرض إلى بكتيريا الفيلقية، وقد يعاني المريض أيضًا أعراض عصبية وهضمية.
تشمل الأعراض ما يلي:
- حمى تزيد فيها حرارة الجسم عن 40 درجة مئوية.
- سعال جاف.
- زلة تنفسية.
- إسهال.
- آلام عضلية.
- صداع.
- غثيان.
- تشوش ذهني.
- سعال مدمى.
- ألم بطني.
ما أسباب داء الفيالقة؟
يوجد ما لا يقل عن 60 نوعًا من جراثيم الفيلقية، ولكن مرض الفيالقة غالبًا تسببه بكتيريا الفيلقية المستروحة عندما تصيب الرئتين.
توجد بكتيريا الفيلقية طبيعيًا في البحيرات ومجاري المياه والتربة، إلا أنها قد تلوث مياه الشرب وأنظمة الهواء وخاصةً في المباني الكبيرة. قد يستنشق الشخص بضع قطرات من المياه الملوثة مباشرة إلى الرئتين أو قد تدخل المياه عند الشرب من الفم إلى الرئتين بالخطأ.
كيف يُصاب المرء بداء الفيالقة؟
يتفشى داء الفيالقة في الفنادق أو المستشفيات أو منشآت الرعاية طويلة الأمد أو السفن السياحية، إلا أن أكثر الإصابات شيوعًا تكون عشوائية.
هل يعد داء الفيالقة مرضًا معديًا؟
لا يعد داء الفيالقة مرضًا معديًا، إذ لا يمكن للمريض نقل الجرثومة إلى شخص آخر.
التشخيص والاختبارات
كيف يُشخص داء الفيالقة؟
تعد تحاليل البول والقشع (المخاط أو البلغم) أكثر الطرق المستخدمة في تشخيص الإصابة بداء الفيالقة، وقد يطلب مقدم الرعاية الصحية أيضًا إجراء صور بالأشعة السينية أو الأشعة المقطعية للجزء الداخلي لصدر المريض.
يجري المختص إضافةً إلى ما سبق فحصًا سريريًا، ويستفسر عن صحة المريض والتاريخ الطبي.
ما الاختبارات التي تساعد على تشخيص داء الفيالقة؟
تحاليل البول والقشع: يفحص مقدم الرعاية الصحية بول المريض أو قشعه بحثًا عن بكتيريا الفيلقية.
تحاليل الدم: يبحث مقدم العناية عن علامات تدل على وجود عدوى بتلك الجراثيم في الدم بعد سحبه عينة دم من ذراع المريض، إضافةً إلى تحري فعالية أعضاء الجسم الوظيفية.
التصوير بالأشعة السينية أو الأشعة المقطعية: يستعين الطبيب بصور للرئة للبحث عن أي علامات للإصابة بالداء، مثل الالتهاب الرئوي.
تنظير القصبات: يستخدم الطبيب أنبوبًا رفيعًا مضيئًا للنظر إلى داخل رئتي المريض وفحصهما، إضافةً إلى أخذ عينات ودراستها للتشخيص.
بزل الصدر: يتم استخراج عينة من السائل الموجود في غشاء الرئتين وفحصه بحثًا عن بكتيريا الفيلقية.
المراقبة والعلاج
كيف يُعالج داء الفيالقة؟
يُعالج بالاستعانة بالمضادات الحيوية التي يمكن تلقيها بحقنة عبر الوريد أو حبوب عبر الفم، وإذا عانى المريض صعوبات في التنفس يمكن تقديم أكسجين إضافي عبر أنبوب في الأنف أو قناع، قد يضع الطبيب المريض على أجهزة التنفس الاصطناعي وتوليد الأكسجين في الحالات الخطيرة، وقد يلزم المريض المستشفى خلال مرحلة العلاج.
ما الأدوية المستخدمة لعلاج داء الفيالقة؟
تتضمن المضادات الحيوية المستخدمة للعلاج كلًا من:
- الأزيثرومايسين.
- الليڤوفلوكساسين أو الموكسيفلوكساسين أو السيبروفلوكساسين.
- التتراسيكلين أو الدوكسيسيكلين أو المينوسيكلين.
- الريفامبين.
الوقاية
كيف يقلل المرء خطر إصابته بداء الفيالقة؟
يستطيع مديرو الأبنية تقليل خطر الإصابة داخل مبانيهم بصيانة نظم المياه والتهوية فيها وتعقيمها.
يفيد تنظيف رؤوس الدش في المنزل والحنفيات وأحواض الاستحمام ومرطبات الهواء في تقليل خطر إصابة المرء بداء الفيالقة، ويُنصح الناس أيضًا بعدم استبدال سائل مسح الزجاج الأمامي لسياراتهم بالماء العادي.
إنذار وتطور المرض
ما هو إنذار مريض مصاب بداء الفيالقة؟
قد تتدهور حالة المريض، وربما يحتاج إلى العلاج في المستشفى. ولحسن الحظ يمكن علاجه بالمضادات الحيوية.
قد يتعين على المريض بعد عودته إلى المنزل الاستمرار بتناول المضادات الحيوية لفترة، وذلك حتى التأكد من زوال العدوى تمامًا.
قد يعاني المرء لأشهر بعد إصابته بداء الفيالقة من:
- التعب.
- مشكلات في توازن الجسم وتنسيقه.
- صعوبات في المشي.
- تداخل الكلام.
- آلام عضلية.
ما مضاعفات داء الفيالقة؟
قد يتسبب داء الفيالقة بمضاعفات خطيرة ومهددة للحياة تصيب أعضاء الجسم الأخرى والعضلات، التي تتضمن:
فشل جهاز التنفس: الذي يتمثل بانعدام قدرة الرئتين على إشباع الدم بكمية كافية من الأكسجين، ما يتطلب وضع المريض على أجهزة التنفس الاصطناعي.
الفشل الكلوي الحاد: لا تستطيع الكلى في هذه الحالة تصفية الدم من المواد الضارة والزائدة. يعالج الفشل الكلوي الحاد بالأدوية أو غسيل الكلى، وهي العملية التي تصفي فيها الآلة دم المريض من الفضلات.
الاعتلال الدماغي: وهو ما يؤدي إلى ازدياد الأعراض العصبية مثل التشوش وصعوبات التوازن وصعوبات الكلام.
الدبيلة: تتمثل الدبيلة بوجود عقد من القيح محيطة بالرئتين، ويحتاج علاجها إلى إدخال أنبوب الصدر إلى أماكن وجود القيح لسحبه.
التهاب النسيج القلبي: قد تؤدي إصابة النسيج القلبي بعدوى بكتيرية إلى إصابته بالالتهاب، ويمكن علاج الالتهاب السابق باستخدام الأدوية.
انحلال الربيدات: يعرف انحلال الربيدات باضطراب يؤدي فيه تلف العضلات إلى انهيارها، ويُعالج انحلال الربيدات بتطهير الجسم من السموم.
هل ينجو مريض داء الفيالقة من الإصابة؟
يتصف داء الفيالقة بكونه مرضًا خطيرًا، ولكن يتخطى معظم المرضى الإصابة به. فإذا عولجت عدوى الرئة، فإن البكتيريا تكون مميتة بنسبة 5-10%، وإذا لم يتم العلاج، يكون المرض مميتًا بنسبة 30-80%.
التعايش مع المرض
متى يجب أن يستشير المرء الطبيب المختص؟
يُنصح المرء بمراجعة الطبيب على الفور إن لاحظ ظهور أعراض داء الفيالقة، ويُوصى أيضًا بالاستفسار عن الإجراءات الاحترازية التي يجب عليه إجراؤها في حال تفشي داء الفيالقة في المبنى الذي يعمل أو يسكن فيه.
متى يجب على المرء التوجه إلى قسم الطوارئ؟
ينصح المرء بمراجعة قسم الطوارئ إذا عانى ارتفاع في درجة الحرارة وصعوبات التنفس والسعال المدمى والأعراض العصبية، مثل مشكلات التوازن وصعوبات الكلام والتشوش.
اقرأ أيضًا:
لماذا تنتشر جراثيم العقديات بكثرة؟ وهل يُقلق ذلك العلماء؟
متلازمة الجلد المسموط العنقودية أو المتحرق: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج
ترجمة: رهف وقّاف
تدقيق: ميرڤت الضاهر
مراجعة: لبنى حمزة