ما داء الطعم حيال الثوي؟
داء الطعم حيال الثوي GvHD هو حالة مرضية تحدث بعد إجراء زراعة خيفية، تميز فيها الخلايا الجذعية الدموية المتبرع بها ونقي العظم جسم المتلقي على أنه جسم غريب وتهاجمه.
يوجد نوعان من داء الطعم حيال الثوي:
- داء الطعم حيال الثوي الحاد aGvHD.
- داء الطعم حيال الثوي المزمن cGvHD.
قد يصاب متلقي الزراعة الخيفية بنوع واحد من داء الطعم حيال الثوي أو كليهما، وقد لا يصاب أبدًا.
داء الطعم حيال الثوي الحاد
عوامل الخطورة
توجد عدة عوامل قد تزيد خطر الإصابة بالنوع الحاد من داء الطعم حيال الثوي، أهمها هو تطابق HLA (مستضدات الكريات البيضاء البشرية) بين المتبرع والمتلقي، فقد يسبب وجود الاختلاف بينهم استجابة مناعية لخلايا المتبرع ضد أنسجة المتلقي وأعضائه بعد تمييزها كجسم غريب.
قد يواجه المرضى الذين نُقلت لهم خلايا جذعية دموية أو نقي عظم من أحد أقربائهم مع عدم تطابق HLA أو من شخص غريب مع تطابق HLA خطرًا متزايدًا للإصابة بداء الطعم حيال الثوي الحاد.
العوامل الأخرى التي تزيد خطر الإصابة بداء الطعم حيال الثوي هي:
- أن يكون المتبرع أنثى مع وجود حمل سابق.
- التقدم في العمر لكل من المتبرع أو المتلقي.
متى يحدث داء الطعم حيال الثوي الحاد؟ وأين؟
قد يحدث aGvHD عند زراعة خلايا المتبرع في جسد المتلقي، وقد يتطور في الجلد أو الكبد أو الجهاز الهضمي، وقد تظهر الأعراض خلال أسابيع من الزراعة.
داء الطعم حيال الثوي المزمن
عوامل الخطورة
المرضى الأكثر عرضة للإصابة بداء الطعم حيال الثوي المزمن هم:
- الذين تلقوا خلايا جذعية أو نقي عظم من متبرعين أقرباء دون تطابق HLA أو من متبرعين غرباء مع تطابق HLA.
- الذين أصيبوا بداء الطعم حيال الثوي الحاد من قبل.
- متلقون متقدمون في العمر.
متى يحدث داء الطعم حيال الثوي المزمن؟ وأين؟
قد يحدث cGvHD في أي وقت بعد إجراء الزرع حتى بعد مضي سنوات، وقد يصيب الجلد أو الكبد أو الفم أو الرئتين أو الجهاز الهضمي أو الجهاز العصبي العضلي أو الجهاز البولي التناسلي.
ملاحظة هامة حول داء الطعم حيال الثوي المزمن:
على الرغم من تأثيراته السلبية العديدة، فإنه يتميز ببعض الفوائد، فالاستجابة المناعية الحاصلة ضد خلايا جسم المتلقي تهاجم أيضًا الخلايا السرطانية المتبقية وتدمرها، بما يسمى تأثير الطعم حيال الورم، مع معدلات انتكاس سرطاني أقل للمرضى الذين أصيبوا بداء الطعم حيال الثوي.
أعراض داء الطّعم حيال الثوي
ملاحظة: بسبب زيادة خطر الإصابة بالعدوى، فمن الضروري التبليغ عن أي تغيرات جسدية أو حمى أو حرارة العالية لفريق زراعة نقي العظم.
قد تتضمن الأعراض:
- طفحًا جلديًا أو احمرار الجلد (دليل على الإصابة الجلدية).
- اصفرار الجلد والعين مع نتائج فحوصات دموية غير طبيعية (دليل على إصابة الكبد).
- غثيان أو قيء أو إسهال أو تشنج بطني (دليل على إصابة الجهاز الهضمي).
ما أعراض cGvHD؟
- طفح أو تورم أو تغير لون الجلد أو ثخانة الجلد أو انكماشه (دليل على الإصابة الجلدية).
- انتفاخ البطن أو اصفرار الجلد والعين مع نتائج فحوصات دموية غير طبيعية (دليل على الإصابة الكبدية).
- جفاف العين أو تغيرات في الرؤية (دليل على إصابة العين).
- جفاف الفم أو ظهور بقع بيضاء داخله أو ألم عند تناول الطعام الحار (دليل على الإصابة الفموية).
- ضيق التنفس أو تغيرات مرضية على الصورة الشعاعية الصدرية أو سعال جاف (دليل على الإصابة الرئوية).
- صعوبة البلع أو ألم في أثناء البلع (دليل على الإصابة الهضمية).
- وهن أو ضعف أو ألم بالعضلات (دليل على الإصابة العصبية العضلية).
- جفاف المهبل أو ألم في أثناء الجماع (دليل على إصابة المهبل أو الفرج).
- نقص السعة الحركية للمفاصل أو تيبسها (دليل على إصابة اللفافة أو النسيج الضام).
كيف يُشخص داء الطعم ضد الثوي؟
يستطيع الطبيب تشخيص داء الطعم حيال الثوي خلال الفحص السريري بملاحظة أعراض محددة، وتقييم نتائج الخزعات وقيم الفحوص المختبرية.
قد تكون بعض أعراض cGvHD غير واضحة، الأمر الذي يجعل التشخيص ممكنًا فقط بعد استبعاد الأسباب الأخرى.
علاج aGvHD
عند تشخيص النوع الحاد aGvHD، يناقش الطبيب الخيارات العلاجية المحتملة مع المريض وعائلته، إذ يعالج العديد من المرضى بواسطة تثبيط المناعة بإعطاء أدوية ستيرويدية فموية أو حقن وريدي، مع وجود خيارات علاجية أخرى في حال عدم نجاح العلاج الستيرويدي أو صعوبة إعطائه للمريض.
علاج cGvHD
يُعد إعطاء مثبطات المناعة على المدى الطويل العلاج المختار في حالة النوع المزمن، ولكنه يزيد خطر الإصابة بالالتهابات الفطرية والبكتيرية وغيرها بسبب التثبيط المناعي الطويل المرافق للعلاج، وقد يصف الطبيب العديد من الأدوية التي تساعد في الوقاية من هذه الأمراض المهددة للحياة.
وقد يستمر العلاج عدة أشهر أو سنوات.
الوقاية من داء الطّعم حيال الثوي GvHD؟
طورت المختبرات المتخصصة في تصنيف الأنسجة المزيد من اختبارات الحمض النووي الدقيقة؛ للسماح لفريق الزراعة الطبي باختيار أفضل متبرع من حيث تطابق HLA.
يعطى المرضى بعد الزراعة أدوية مثبطة للمناعة لتقليل
خطر الإصابة بداء الطعم حيال الثوي، إذ تقلل هذه الأدوية فرص مهاجمة خلايا المتبرع لجسد المتلقي وتفعيل استجابة مناعية ضد أنسجته.
يزيد خطر الإصابة بالإلتهابات الفطرية والبكتيرية وغيرها عند تناول هذه الأدوية الوقائية المثبطة للمناعة؛ لعدم قدرة الجهاز المناعي على مقاومتها، ولهذا يتناول المريض مضادات فطرية وفيروسية ومضادات حيوية للوقاية منها.
الأبحاث
تختبر التجارب السريرية مؤخرًا وسائل أحدث وأفضل لتجنب داء الطعم حيال الثوي GvHD، ومن ضمن الأمثلة على هذه الأبحاث: العلاج بالفصادة الضوئية والأدوية المثبطة للمناعة والأدوية الوقائية بعد عملية الزراعة.
اقرأ أيضًا:
كبت النقي: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج
ترجمة: غنى عباس
تدقيق: هادية أحمد زكي