داء أديسون هو اضطراب يصيب الغدد الكظرية، إذ لا تنتج ما يكفي من هرموني الكورتيزول والألدوستيرون. سبب مرض أديسون هو استجابة مناعية ذاتية، إذ يهاجم الجهاز المناعي للجسم أعضاءه وأنسجته. يشمل العلاج إعطاء هرمونات مماثلة لتلك التي تصنعها الغدد الكظرية.
ما هو داء أديسون ؟
داء أديسون هو اضطراب لا تنتج فيه الغدد الكظرية -التي توجد فوق الكليتين- ما يكفي من هرمونات الكورتيزول والألدوستيرون. (الهرمونات هي مواد كيميائية تتحكم في وظيفة الأنسجة أو الأعضاء).
يساعد الكورتيزول الجسم على الاستجابة للإجهاد، بما في ذلك الإجهاد الناجم عن المرض أو الإصابة أو الجراحة. كما أنه يساعد في الحفاظ على ضغط الدم، وظائف القلب، الجهاز المناعي، ومستويات الغلوكوز في الدم (السكر).
يؤثر الألدوستيرون على توازن الصوديوم والبوتاسيوم في الدم، وهو يتحكم أيضًا في كمية السائل الذي تتخلص منه الكليتان كالبول، ما يؤثر على حجم الدم وضغطه. ويسمى مرض أديسون أيضًا (قصور الغدة الكظرية الأولي) وهو اضطراب متعلق بالغدة الكظرية نفسها.
بينما (قصور الغدة الكظرية الثانوي)، يحدث عندما لا تفرز الغدة النخامية -وهي عبارة عن غدة صغيرة توجد في قاعدة الدماغ- ما يكفي من الهرمون المنبه لقشر الكظر (ACTH)، الذي يلعب دورًا في تنشيط الغدة الكظرية لإنتاج الكورتيزول.
ما مدى انتشار داء أديسون ؟
في الولايات المتحدة، يصيب مرض أديسون شخصًا واحدًا من بين كل 100،000 شخص. يحدث هذا لكل من الرجال والنساء بنسب متساوية ولدى جميع الفئات العمرية، ولكن الفئة العمرية الأكثر شيوعًا (30-50) سنةً.
ما الذي يسبب داء أديسون ؟
سبب مرض أديسون هو استجابة مناعية ذاتية، وهذه الاستجابة تحدث عندما يهاجم الجهاز المناعي للجسم (الذي يحمي الجسم من العدوى) الأعضاء والأنسجة. مع مرض أديسون، يهاجم الجهاز المناعي الجزء الخارجي من الغدد الكظرية (القشرة)، وهنا يتم تصنيع كل من الكورتيزول والألدوستيرون.
تشمل الأسباب الأخرى لداء أديسون ما يلي:
● إصابة الغدد الكظرية
● العدوى، بما في ذلك السل، الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز)، والعدوى (الإصابة) الفطرية
● غزو خلايا سرطانية للغدة الكظرية وهذه الخلايا قادمة من مكان آخر من الجسم
● نزيف في الغدد الكظرية
● الاستئصال الجراحي لهذه الغدة
● داء النشواني (تراكم غير طبيعي لبعض البروتينات في الأعضاء)
● العيوب الوراثية
ما هي أعراض داء أديسون ؟
الأضرار التي تلحق بالغدد الكظرية تحدث ببطء مع مرور الوقت، أما الأعراض فهي تحدث تدريجيًا. تشمل الأعراض الأكثر شيوعًا ما يلي:
● ألم في البطن
● اضطراب في الدورة الطمثية
● شهية للأغذية المالحة
● تجفاف
● اكتئاب
● إسهال
● تهيج
● دوار أو دوخة عند الوقوف
● فقدان الشهية
● انخفاض نسبة السكر (الغلوكوز) في الدم
● انخفاض في ضغط الدم
● ضعف في العضلات
● غثيان
● بقع جلدية داكنة، وخاصة حول الندبات والثنيات الجلدية والمفاصل
● حساسية للبرد
● فقدان الوزن غير المبرر
● تقيؤ
● تعب متفاقم (تعب شديد)
في بعض الحالات -مثل الإصابة أو المرض أو أثناء خضوعك لتوتر شديد- يمكن أن تظهر الأعراض بسرعة وتسبب حدثًا خطيرًا يسمى أزمة أديسون أو قصور الغدة الكظرية الحاد. أزمة أديسون هي حالة طبية طارئة. إذا لم يتم علاجها، يمكن أن تؤدي إلى الصدمة والموت.
تشمل أعراض أزمة أديسون:
● الشعور بعدم الراحة أو الارتباك أو الخوف أو أي تغيرات عقلية أخرى
● تجفاف
● ضعف شديد
● مواجه مشكلة ألا وهي البقاء مستيقظًا، أو التغيب عن الوعي
● ارتفاع في درجة الحرارة
● الدوار أو الإغماء
● شحوب
● القيء الشديد والإسهال
● فجأةً، يظهر ألم (جسدي) عميق في أسفل الظهر أو البطن أو الساقين
كيف يتم تشخيص داء أديسون ؟
لتحديد ما إذا كان لديك مرض أديسون، قد يستخدم طبيبك ما يلي:
تاريخ الإصابة والفحص الجسدي: سيقوم طبيبك بالاستماع للأعراض التي تعاني منها وإجراء فحص لجسدك. قد تكون البقع الداكنة الموجودة على جلدك هي بمثابة دليل للطبيب تجعله يفكر في إجراء اختبارات للتحري عن داء أديسون.
اختبارات الدم: سيتم إجراء هذه الاختبارات لقياس مستويات الصوديوم والبوتاسيوم والكورتيزول والهرمون المنبه لقشر الكظر (ACTH) في دمك. اختبار تحفيز الهرمون الموجه لقشر الكظر (ACTH ): هذا يختبر استجابة الغدد الكظرية بعد إعطاء حقنة من (ACTH) الاصطناعي. إذا كانت الغدد الكظرية تنتج مستويات منخفضة من الكورتيزول بعد إعطاء هذه الحقنة، عندها نستنتج بأنها لا تقوم بوظيفتها بالشكل الصحيح.
الأشعة السينية: يمكن القيام بذلك للبحث عن رواسب الكالسيوم في الغدد الكظرية.
التصوير المقطعي (التصوير المقطعي المحوسب): يستخدم التصوير المقطعي المحوسب أجهزة الكمبيوتر لجمع العديد من صور الأشعة السينية لتظهر في مقاطع عرضانية. قد يتم إجراء التصوير المقطعي المحوسب لتقييم الغدة الكظرية و/ أو الغدة النخامية. على سبيل المثال، يمكن أن يظهر ما إذا كان الجهاز المناعي قد أتلف الغدد الكظرية أو إذا كانت الغدد مصابة بالعدوى.
كيف يتم علاج داء أديسون ؟
لعلاج مرض أديسون، قد يقوم طبيبك بوصف هرمونات تشبه الهرمونات التي تصنعها الغدد الكظرية؛ على سبيل المثال، حبوب الهيدروكورتيزون لتحل محل الكورتيزول. إذا كنت تفتقر أيضًا إلى الألدوستيرون، ربما عليك أخذ أقراص أسيتات فلودروكورتيزون. إذا كنت تتناول فلودروكورتيزون، فقد يخبرك طبيبك بزيادة كمية الملح التي تتناولها، خاصةً في الطقس الحار والرطب وبعد التمرينات المنشطة. في حالات الطوارئ وخلال الجراحة، يتم إعطاء الدواء وريديًا (مباشرةً في الوريد).
داء أديسون: المستقبل المتوقع/ الإنذار؟
سيحتاج الأشخاص الذين يعانون من داء أديسون إلى تناول الدواء لبقية حياتهم وبذلك يمكنهم أن يعيشوا حياة طبيعية وصحية. إذا كنت تعاني من داء أديسون، فيجب عليك حمل هويتك الشخصية وارتداء سوار في جميع الأوقات وذلك لإخبار الطاقم الطبي بأنك مصاب بهذا المرض.
دع دائمًا جرعة دوائية إضافية في متناول يديك لحالات مرضك أو في حال احتجت إلى هذه الجرعة الإضافية. اسأل طبيبك عن كيفية الاحتفاظ بهذه الجرعة من الكورتيزول لحالات الطوارئ، وتأكد من أن شخصًا ما معك يعرف كيف يعطيك هذه الجرعة.
متى يجب علي الاتصال بالرعاية الصحية؟
اتصل بالرعاية الصحية إذا كنت تعاني من ضغوط كبيرة -مثل الإصابة أو المرض أو وفاة شخص ما تحبه- لأنك قد تحتاج إلى إجراء تعديل في دوائك. اطلب العناية الطبية على الفور أيضًا إذا كان لديك أي من أعراض أزمة أديسون.
اقرأ أيضًا:
ما هو (داء بورغر أو بورجر – buergers disease) ؟
داء المقوسات (داء القطط) .. رسالة لمقتني القطط
داء الصفر، الأسباب والأعراض والعلاج
ترجمة: هلال الحميد
تدقيق: لبنى حمزة