لم تعد المنطقة 51 (Area 51) المكان الوحيد المحاط بالسرية في عالمنا. في الحقيقة، الأرض مليئة بالمواقع ذات الحماية العالية لدرجة لا يسمح لأحد بالاقتراب منها أو دخولها، إما للحفاظ على سلامة الأفراد أو من أجل التكتم على سر خطير ما، وهذه خمسة من أكثر الأماكن التي يلفها الغموض والسرية ولا يُسمح لأحد بدخولها.

جزيرة سينتينل الشمالية:

تقع جزيرة سينتينل الشمالية في خليج البنغال، وهي موطن لأكثر المجموعات البشرية انعزالاً في العالم، تُعد قبيلة السينتينليز واحدةً من القبائل القليلة المتبقية التي لم تتواصل مع العالم الخارجي حتى الآن، ويشتهر سكان هذه القبيلة بعدائهم الشديد تجاه الغرباء، إذ يحرسون جزيرتهم الصغيرة المغطاة بالغابات بقوة مميتة.

تعد جزيرة سينتينل الشمالية بمساحتها التي تقارب مساحة منهاتن، الأكثر شهرة بين جزر أندامان، ولكن ولسوء حظ هذه المنطقة الشبيهة بالجنة اكتسبت سمعة سيئة نتيجة محاولات كارثية وغير حكيمة لاكتشافها وزيارتها. أحدث هذه المحاولات كانت عام 2018، ولكن كغيرها من المحاولات باءت بالفشل بعد قتل المستكشف الأمريكي الذي قاد هذه الرحلة على يد سكان القبيلة. كانت نوايا المستكشف الأمريكي المقتول تعليم سكان هذه الجزيرة الدين المسيحي.

الجدير بالذكر، أن مقاومة السينتينليز للزوار والمستكشفين قرارٌ حكيم للغاية، إذ يمكن لأي نوع من الفيروسات أو أيُّ مسببٍ آخر للمرض أن يقضي على قبيلة كاملة معزولة تفتقر إلى المناعة اللازمة لمواجهة تلك الأمراض. ومن أجل ذلك، اتخذ خفر السواحل الهندية إجراءات وقائية تقتضي بتسيير دوريات في مياه خليج البنغال، وفرض حظر صارم على جميع الزيارات إلى جزيرة سينتينل الشمالية.

قبو الفاتيكان السري:

تأسس أرشيف الفاتيكان السري في أوائل القرن السابع عشر، الذي أُعيدت تسميته إلى أرشيف الفاتيكان الرسولي عام 2019، من أجل الاحتفاظ بالوثائق الشخصية لجميع الباباوات. ظلت هذه السجلات مقفلة تماماً لأكثر من 250 عامًا، ولكن عام 1881 خفف البابا ليو الثالث عشر القيود المفروضة على دخول الأرشيف، إذ سمح لمجموعة مختارة من العلماء الكاثوليك بالوصول والدخول إلى القبو.

ومع ذلك، وحتى يومنا هذا، مازال دخول الأرشيف محظورًا على جميع السياح والصحفيين، ومثل الأيام السابقة، يُسمح لعدد قليل من الأكاديميين الدينيين المختارين بعناية فائقة من الدخول إلى الأرشيف، ولكن تُمنع هذه الفئة أيضًا من التصفح والبحث داخل الأرشيف.

قبو يوم القيامة:

يُعرف قبو يوم القيامة باسم قبو سفالبارد العالمي للبذور، تقع هذه المنشأة المحمية على جزيرة سبيتسبيرغن، وهي من المناطق الشمالية القليلة التي تبقى مأهولة على مدار العام على الرغم من الظروف القاسية للبيئة القطبية، ونتيجةً لموقعه المميز في أعماق الدائرة القطبية الشمالية، يحتوي هذا القبو على بذور من أكثر من 1.3 مليون نوع من النباتات والمحاصيل من جميع أنحاء العالم، ما يوفر دعمًا حيويًا في حال حدوث أي نوع من أنواع الكوارث الطبيعية أو غير الطبيعية التي من شأنها القضاء على مخزوننا الحالي من البذور.

أُنشئت هذه المحمية بحفر الصخور ونحتها، إذ تقع على عمق أكثر من 100 متر داخل جبل، وبُنيت لتقاوم الزلازل، والهجمات النووية، وارتفاع مستويات سطح البحر، إضافة إلى أنها محمية جيدًا ضد الجراثيم وجميع الزوار غير المرغوب بهم، بما فيهم البشر.

جزيرة الثعابين:

تُعرف جزيرة الثعابين في البرازيلية باسم جزيرة كويمادا غراندي، التي اقتطعت من الأراضي البرازيلية منذ حوالي 11000 عام، وبعد حادثة عزل الجزيرة، شرعت الثعابين المحلية فيها بالتطور بأسلوب وحشي للغاية مقارنة بالثعابين القارية الأخرى، حتى أصبحت في النهاية ما نعرفه الآن باسم أفاعي رأس الرمح الذهبية، التي تُعد من أكثر الثعابين سمية في العالم، إذ إنها تستطيع بسمها إذابة اللحم البشري، ما يؤدي إلى الموت في غضون ساعة.

وفقًا للأسطورة، آخر سكان الجزيرة الدائمين كان حارس المنارة، إذ يُقال إن عائلة هذا المسكين قد قتلتهم الأفاعي في عشرينيات القرن الماضي. ومنذ ذلك الحين، احتلت الأفاعي الجزيرة بالكامل، إذ تشير بعض التقارير إلى وجود أفعى في كل متر مربع من الجزيرة.

نظرًا للمخاطر التي تشكلها الحياة البرية على كل من يفكر بزيارة هذه الجزيرة، حظرت الحكومة البرازيلية دخول أي شخص إليها حتى لو كان مسموحاً له بذلك، باستثناء بعض الباحثين المتخصصين بدراسة الأفاعي، ولكن بشرط أن يرافقهم مجموعة من الأطباء.

كنيسة القديسة ماري صهيون:

من المحتمل أن يكون «إنديانا جونز» -شخصية سينمائية- قد عثر على الكأس المقدسة في البتراء، ولكن تقول الأسطورة أن تابوت العهد محفوظ بالحقيقة داخل كنيسة في أكسوم الواقعة في إثيوبيا، وكما في الفيلم، فإنه يحظر على حراس هذا الأثر الديني مغادرة الموقع، ويُقال أن الحراس مدربون على قتل أي شخص يتجرأ على دخول الكنيسة.

في الواقع، قد يكون هذا الأثر المقدس في كنيسة القديسة ماري صهيون، هو نسخة مقلدة عن النسخة الحقيقية التي قد تكون موجودة في الحقيقة أو لا. ومع ذلك، لا يمكن معرفة ما بداخل هذه الكنيسة بدقة نظرًا لعدم السماح لأي شخص بالدخول إليها قط.

اقرأ أيضًا:

ما هي أكثر الأماكن برودة على سطح الأرض؟

أخطر عشرة مطارات في العالم؛ تجربة الإقلاع والهبوط المخيفة

ترجمة: آية شميّس

تدقيق: بشير حمّادة

المصدر