يكبر الأطفال بسرعة ويصبحون في سن المراهقة ويجب على الآباء تعديل طريقتهم المتبعة في التربية للبقاء أقرب منهم ومواكبتهم.

يصبح الأطفال أكثر مزاجية مما كانوا عليه عندما كانوا صغارًا. وتوجد أشياء كثيرة يجب على الوالدين تعديلها والتكيف معها، مثلًا: قاعدة حظر التجول، والمواعدة، والخروجات الجديدة، والأصدقاء الذين يثيرون ريبتهم.

سوف يختبر المراهق حدود صبر الوالدين. ومع أنهم لن يعترفوا بذلك، فإنهم ما زالوا بحاجة إلى أهلهم.

توقع الأسوأ

يقول ريتشارد ليرنر، مدير معهد البحوث التطبيقية في تنمية الشباب بجامعة تافتس، أن العديد من الآباء يتعاملون مع تربية المراهقين على أنها محنة، معتقدين أنهم لا يستطيعون إلا أن يشاهدوا تحول أطفالهم المحبوبين إلى وحوش لا يمكن السيطرة عليها.

يقول ليرنر: «الرسالة التي نعطيها للأولاد هي أنهم يُعدون مراهقين جيدين فقط إذا لم يفعلوا أشياء سيئة للغاية مثل تعاطي المخدرات، أو مصاحبة الأشخاص الخطأ، أو ممارسة الجنس».

يمكن للتوقعات السلبية أن تعزز السلوك الذي تخاف منه أكثر من غيره. أظهرت دراسة أجرتها جامعة ويك فورست أن المراهقين الذين توقع آباؤهم منهم التورط في سلوكيات خطيرة أبلغوا عن مستويات أعلى من هذه السلوكيات بعد عام واحد.

نصيحة ليرنر: التركيز على اهتمامات الطفل وهواياته، حتى لو كنت لا تفهمها. فبهذه الطريقة يمكن فتح مسار جديد للتواصل مع الطفل وتعلم شيء جديد.

قراءة الكثير من كتب التربية

بدلاً من الثقة في غرائزهم، يلجأ العديد من الآباء إلى خبراء خارجيين للحصول على المشورة بشأن كيفية تربية أطفالهم. يقول روبرت إيفانز، مؤلف كتاب مسائل عائلية: «كيف يمكن للمدارس أن تتعامل مع الأزمة في تربية الأطفال، يمكن الوالدين أن يقيدوا أنفسهم في عقدة محاولين اتباع النصائح التي يقرؤونها في الكتب».

لكن ليس الأمر أن كتب الأبوة والأمومة سيئة.

يقول إيفانز: «تصبح الكتب مشكلة عندما يستخدمها الآباء لتحل محل مهاراتهم الفطرية. إذا لم تكن التوصيات وأسلوبهم الشخصي المتبع متوافقين، فسيصبح الآباء أكثر قلقًا وأقل ثقة مع أطفالهم».

استخدم الكتب للحصول على منظور حول السلوك الذي تعاني مشكلة في مواجهته، ثم ضع الكتاب جانبًا وثق أنك تعلمت ما تحتاج إلى تعلمه. كن واضحًا بشأن الأمور الأكثر أهمية بالنسبة لك ولعائلتك.

التدقيق في الأشياء الصغيرة

قد لا يحب الأبوين قصة شعر ابنتهم المراهقة أو اختيار ملابسها. أو ربما لم يحصلوا على الدور الذي يعلمان أنهم يستحقونه في المسرحية.

لكن قبل أن تتدخل، انظر إلى الصورة الكبيرة.

إذا لم يكن ذلك يعرض الطفل للخطر، فامنحه حرية اتخاذ القرارات المناسبة لعمره والتعلم من عواقب اختياراته.

يقول إيفانز: «لا يريد الكثير من الآباء أن يتعرض أطفالهم لأي ألم أو خيبة أمل أو فشل. لكن حماية طفلك من واقع الحياة تحرمه من فرص التعلم الثمينة قبل أن يصبح بمفرده».

تجاهل الأشياء الكبيرة

إذا كنت تشك في أن طفلك يستخدم التبغ (بأي شكل من الأشكال)، أو الكحول، أو المخدرات الأخرى، فلا تتجاهل الأمر. حتى لو كان الأمر مجرد سيجارة أو تدخين إلكتروني أو كحول أو ماريجوانا -أو حتى لو كان يذكرك بشبابك- فيجب عليك اتخاذ إجراء الآن، قبل أن تصبح المشكلة أكبر.

تقول الدكتورة أميليا مديرة مركز جامعة ميريلاند لصحة وتنمية الشباب البالغين: «إن السنوات التي يتراوح عمر الأطفال فيها بين 13 و18 عامًا هي وقت أساسي لمشاركة الوالدين. قد يعد الآباء أن شرب المراهقين الكحول هو طقس عابر لأنهم شربوا عندما كانوا في تلك السن. لكن المخاطر أصبحت أعلى الآن».

راقب التغييرات غير المبررة في سلوك ابنك المراهق ومظهره وأدائه الدراسي وأصدقائه. وتذكر أن الأمر لا يتوقف فقط على إساءة استخدام المخدرات غير المشروعة، بل إن العقاقير الطبية وحتى أدوية السعال والمنتجات المنزلية تدخل في هذا المزيج أيضًا.

إذا وجدت عبوة دواء السعال فارغة في سلة المهملات أو حقيبة الظهر الخاصة بطفلك، أو إذا فقدت زجاجات الدواء من خزانتك، أو إذا وجدت حبوبًا أو أنابيب أو أوراق لف أو أعواد ثقاب غير مألوفة، فقد يكون طفلك يتعاطى المخدرات.

خذ هذه العلامات على محمل الجد وشارك فيها. احمِ جميع الأدوية التي لديك: تعرف على المنتجات الموجودة في منزلك وكمية الدواء الموجودة في كل عبوة أو زجاجة.

الانضباط الزائد أو القليل جدًا

يشعر بعض الآباء بفقدان السيطرة على سلوك أبنائهم المراهقين، فيتخذون إجراءات صارمة في كل مرة يتصرف طفلهم بتهور. ويتجنب آباء آخرون الدخول في الصراعات خوفًا من أن يبتعد أطفالهم المراهقون عنهم ويتركونهم.

يتعلق الأمر بإيجاد التوازن بين الانضباط والحرية.

إذا ركزت كثيرًا على الانضباط، فقد تتمكن من السيطرة على طفلك المراهق، ولكن بأي ثمن؟ يفقد المراهقون الذين نشؤوا في بيئات صارمة فرصة تطوير مهارات حل المشكلات أو القيادة لأنك تتخذ القرارات نيابةً عنهم.

لكن فإن القليل فقط من الانضباط لا يساعد أيضًا. يحتاج المراهقون والمراهقات إلى قواعد واضحة للعيش وفقًا لها عندما يبدأون في استكشاف العالم الخارجي.

تذكر أن تأثيرك أعمق مما تظن. يقول معظم المراهقين أنهم يريدون قضاء المزيد من الوقت مع والديهم. استمر في تخصيص الوقت لطفلك طوال سنوات المراهقة. حتى عندما لا يظهر ذلك، فإنك توفر المساحة الأمنة التي يعرفون أنهم يمكنهم دائمًا العودة إليها.

اقرأ أيضًا:

كيف نهيئ المراهقين المصابين بالتوحد للعمل أو الدراسة في الكلية؟

هل للتغييرات الموسمية تأثير في انتحار المراهقين؟

ترجمة: فاطمة الرقماني

تدقيق: بدور مارديني

مراجعة: باسل حميدي

المصدر