المفتاح نحو عالم تسوده الطاقة المتجددة يتمثل في تكنولوجيا تخزين الطاقة (البطاريات الكهربائية).
لاسيما مع التطور المتواصل والسريع في تكنولوجيا إنتاج الطاقة من المصادر المتجددة كمحطات الطاقة الشمسية والرياح.
إنّ الطاقة الناتجة عن مصادر متجددة توفر لنا استخدام الوقود بنسبة كبيرة قد تصل إلى 75% منه، إلّا أّنّ هناك مشكلةً تواجه المستخدم وهي تخزين الطاقة الكهربائية الزائدة عن حاجة المستخدم ليتم استخدامها في أوقات الذروة مثلًا، وقد تكون الإجابة البديهية هي: «إنّ البطاريات هي الحل»، ولكن دعني أخبرك بمشكلة أخرى تواجهها نظم تخزين الطاقة وهي محدودية وحدة التخزين وارتفاع سعرها.
التغلب على المشاكل:
ظهرت تكنولوجيا بطاريات الليثيوم أيون كحلٍّ مثالي لأزمة تخزين الطاقة، حيث تتميز هذه البطاريات باستيعاب سعة تخزين فائقة تصل إلى وحدات الميغاواط، وأعلنت شركة توشيبا في فبراير الماضي عن تشغيل أكبر نظام بطاريات ليثيوم أيون في العالم، وتبلغ سعته 40 ميغاواط-40 ميغاواط بالساعة.
هذه السعة الفائقة لبطاريات الليثيوم تعد حلًّا واعدًا لكثيرٍ من تطبيقات الطاقة المتجددة، لكنّ الأمر لا يخلو بعد من بعض العقبات، فمن المعروف أنّ نقل نُظم بطاريات الليثيوم أيون يُعتبر أمرًا صعبًا نظرًا لارتفاع وزنها، وحساسيتها لتغيرات الحرارة واحتمالات تعرضها للاشتعال.
فكثيرٌ من البلدان بالإضافة إلى منظمة الأمم المتحددة للطيران المدني تحظر عمليات نقل تلك البطاريات بأحجامها المختلفة على طائرات الركاب.
لكنّ شهاب كوران صاحب شركة باور-أديسون يريد إحداث نقلة نوعية في عمليات نقل بطاريّات الليثيوم أيون، وكذلك التمهيد لحلٍّ جذريّ لعقبة التخزين أمام حلول الطاقة المتجددة، فقدمت شركته عروضًا للمستخدمين تتضمن حاوياتٍ ذات تصميم خاص يتناسب مع صعوبات ومخاطر نقل بطاريات الليثيوم أيون، بحيث تُمكن مستهلكي الطاقة من شراء أو تأجير سعات مختلفة من الطاقة تستطيع أن تغطي متطلباتهم المتغيرة من الكهرباء، يصل طول الحاوية الواحدة إلى اثني عشر مترًا وتستطيع أن تنقل طاقةً بسعة 1 ميجاواط بالساعة.
بدأت باور-أديسون بتلقي طلبات لمشاريع عملائها بالفعل، ويُتوقع إيصالها لأول مشروع بنهاية هذا العام.
وسوف تنتقل حاويات الشركة بين منتجي الطاقة والمستهلكين بنفس مبدأ سيارات «أوبر» حيث تنقل سعات الطاقة الزائدة حيثما يوجد من يحتاجها لفترات متقطعة.
وبينما تعتمد طرق التخزين الحالية على تفريغ البطاريات ثم نقلها منفردة في خزانات مبردة بتكلفة باهظة، سيعد مبدأ نقل البطاريات المخزنة وتشغيلها بين أماكن الاستهلاك المختلفة لفترات قصيرة حلًّا أرخص وأكفأ للمستهلكين.
ويُتوقع أن تصل كمية الطاقة المخزنة عالميًا إلى 750 ميغاواط في العام الحالي، وهذه زيادة كبيرة بالنسبة للعام 2014 الذي سجل 160 ميغاواط فقط وفقا لتقرير بلومبيرغ.
إنّ معالم التطور التي نراها في سعات التخزين الهائلة المتزايدة يوميًا وابتكار حلول النقل وانخفاض تكلفة إنتاج وتشغيل نُظم البطاريات، تبشر بأنّ العالم لن ينتظر عقودًا طويلة حتى يتخلص من مصادر الطاقة التقليدية نهائيًا، تلك المصادر التي جلبت على العالم مهالك الحروب والتلوث، وربما سنصل سريعًا إلى عالم تسوده الطاقة الخضراء المتجددة.