حقيقة إختلاف رؤية الكواكب بين العين المجردة والتلسكوب حيّرت غاليليو؛ فعندما تنظر بالعين المجردة تبدو الكواكب أكبر ومحاطة بتاج مشع، فيبدو كوكب الزهرة أكبر من كوكب المشتري بعشرة أضعاف تقريبًا، رغم أن المشتري هو الأكبر بأربعة أضعاف.

رغم معرفة جاليليو أن هذا الخداع البصري سببه العين نفسها، إلا أنه لم يعرف كيفية حدوث ذلك.

محاولاً إيجاد تفسير لهذه الظاهرة، اعتقد غاليليو أنّ ضوء الكواكب كان ينكسر بسبب الرطوبة المغطية للبؤبؤ، أو أنه ينعكس عن حواف الأجفان وينتشر بشكل أوسع على البؤبؤ، ولكنه لم يعرف السبب الفعلي.

 

وبعد أجيال عديدة، أدرك العالم هيرمان فون هيلمولتز، طبيب وفيزيائي ألماني في القرن التاسع عشر، وجود سبب آخر لتفسير هذه الظاهرة كما ذكر في أطروحته عن فيزيولوجيا البصريات، لكن العلم لم يتوصل لحقيقة التفسير حتى مؤخراً، بدراسة جديدة قام بها جينس كريمكو وزملائه، وكان السبب هو طريقة رؤيتنا لكل شيء، وليس فقط للكواكب في السماء.

خداع غاليليو البصري

خداع غاليليو البصري


عند اختبار الخلايا العصبية في القسم المسؤول عن الرؤية في الدماغ واستجابتها لمنبهات مضيئة وأخرى داكنة، وجد باحثو العلوم العصبية أن المنبه ذو الضوء الداكن يحرض استجابة في الخلايا العصبية تظهره بشكل مماثل لحجمه الحقيقي، بينما يولد المنبه المضيء استجابة تظهر هذا المنبه بشكل أكبر.

 

 

لذلك فإن البقع البيضاء على خلفية سوداء تبدو أكبر من أخرى سوداء بنفس الحجم على خلفية بيضاء، وكذلك فإن الأقمار التي رآها جاليليو ليست بالحجم الذي ظهر لعينه المجردة.

هذه الظاهرة مسؤولة عن كيفية رؤيتنا للوجوه والبنى المختلفة، بالاعتماد على الأجزاء الداكنة منها في ضوء النهار، كما تفسر هذه الظاهرة سهولة قراءة الحروف السوداء على خلفية بيضاء مقارنة بقراءة حروف بيضاء على خلفية غامقة اللون (ذلك كان معروفاً لكن لم يتضح السبب سوى الآن).

 

وعن طريق تتبع هذه الظاهرة التي تقوم بها الخلايا العصبية، وتتبع طريقة توضع الخلايا واتصالتها بين الشبكية والدماغ، يعتقد العلماء أن هذا تأثير الخداع هذا سببه الخلايا البصرية الأساسية ذاتها، أي المستقبلات الضوئية في العين.


المصدر