يبدو ما تفعله به الممرضات ضمن المشفى لتنظيف الطفل سهلًا، فهم يغسلون الطفل ويجففونه ويُلبسونه الحفاض، ثم يلفونه بكل بساطة، وبعد العودة إلى البيت يكتشف الوالدان أن حمام الطفل ليس بالسهولة التي بدا عليها في المشفى.
توجد الكثير من الأسئلة التي نحتاج إلى الإجابة عنها مثل: ما درجة حرارة الحمام المناسبة؟ وهل ينبغي تنظيف الطفل بدءًا من الأعلى إلى الأسفل، أو بالعكس؟ وماذا عن الحبل السري؟
يجيب د. بيتر فانهيست عن هذه التساؤلات متحدثًا عن كيفية جعل الحمام الأول للطفل آمنًا.
كيف يُحمَّم الطفل؟
يكمن حمام الطفل الآمن في الوضعية، ودرجة الحرارة وتقليل خطر تعرضه للأذى.
ينبغي أن تكون حمامات الطفل الأولى باستخدام قماشة مكسوة بالصابون خاصة بالطفل لتنظيفه ثم وضعه في الماء.
لا يفضل تبليل بطن الطفل بالماء إن أمكن ذلك حتى سقوط الحبل السري وذلك يكون بعد حوالي أسبوعين من الولادة عندها يمكن تحميم الطفل بشكل كامل.
تحضير المعدات:
التحضير لحمام الطفل هو المفتاح لحمام سريع وآمن وسهل للطفل، فينبغي التأكد من وجود جميع ما قد نحتاج إليه بمتناول اليد، ويضيف د. فانهيست بأن هذه الطريقة تساعد على إبقاء اليدين على الطفل كل الوقت، وهذا مهم لمنع انزلاق الطفل.
من الضروري أن يكون حمام الطفل ضمن مكان مضبوط الحرارة، وينبغي إغلاق جميع النوافذ لتجنب نسمات الهواء.
الأمور التي نحتاج إليها لحمام الطفل:
- شامبو وغسول للطفل: يمكن أن يكونا بمنتج واحد أو بعبوتين منفصلتين، ومن المهم التأكد من أن هذه المنتجات خالية من العطور ولا تسبب سيلان الدموع.
- قماشة غسيل ناعمة.
- طاسة للغسل.
- منشفة ناعمة وجافة لتجفيف الطفل، تُفرد قبل البدء بالحمام.
- حفاض نظيف.
- ملابس الطفل بعد الحمام.
لتحضير حمام الطفل نقوم بملء حوضين أحدهما من أجل الماء الرغوي والآخر للماء العادي من أجل الشطف. يُملأ الحوض بما لا يزيد عن بوصتين من الماء، يجب التأكد من أن حوض حمام الطفل في موقع آمن.
ماذا عن مرطبات البشرة؟
لا ينصح أطباء الأطفال باستخدام مرطبات البشرة لحديثي الولادة، لأن بشرة الاطفال لا يمكنها تحمّل هذه المنتجات، لذلك نحاول تجنب استخدامها خلال الشهر الأول، بالإضافة إلى أن بشرة الطفل زلقة بما فيه الكفاية وإضافة المرطب سيجعله ينزلق من اليدين أكثر.
درجة حرارة الحمام:
لا ينبغي أن تكون درجة حرارة حمام الطفل أكثر من 38 مئوية، لأن الأطفال الرُضّع حساسون لتغيرات درجة الحرارة أكثر من الأطفال الأكبر أو البالغين
توجد الكثير من الخصائص الفيزيولوجية المختلفة بين الأطفال والبالغين في تنظيم درجة الحرارة، فدرجة حرارة الماء يجب أن تكون أكثر دفئًا من درجة حرارة الجسم.
تؤثر تقلبات درجة الحرارة أكثر في حديثي الولادة فهم لا يحتاجون إلى الكثير من الحرارة أو البرودة. لذلك تنصح الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال American Academy of Pediatrics AAP بتغيير درجة حرارة السخان إلى أقل درجة حرارة ، ليس أكثر من 49 درجة مئوية، وهذا يحفظ الماء من أن يصبح ساخنًا فجأة إذ يصعب على الطفل تحملها.
الحمام من الأعلى الى الأسفل:
ينبغي بدء حمام الطفل بدءًا من رأسه إلى أسفل جسمه، فغالبًا ما يكون القسم الأعلى هو القسم الأنظف، بينما تكون منطقة الحفاض أكثر عرضة لتراكم الأوساخ، ويقلّل تنظيف الأجزاء المتسخة في نهاية الحمام من نقل هذه الأوساخ إلى الأجزاء الأنظف من جسم الطفل.
ويساعد البدء بتنظيف الطفل من الأعلى على التحكم أكثر بالطفل، وينبغي التركيز على المناطق القذرة عند الأطفال الذين يحصلون على حمام إسفنجي.
بعد الانتهاء من تنظيف الطفل يُنقل الطفل بمنشفة ناعمة لتجفيفه ويُلَبَس بسرعة ليبقى دافئًا.
كيف يُثبّت الطفل في أثناء الحمام؟
يكون الأطفال زلقين عندما يكونون رطبين، وبحال لم يكونوا يحبون الاستحمام، ربما يتهيجون ويكونون أكثر عرضة للانزلاق، ومن المخيف أن يحصل ذلك!
يقدم د. فانهيست بعض النصائح ليكون حمام الطفل آمنًا وللحفاظ على سلامته من الوقوع في أثناء الاستحمام:
- يجب تثبيت رأس الطفل وعنقه باليد غير المسيطرة، واستخدام اليد المسيطرة الأخرى لتنظيف الطفل.
- لا يمكن الاعتماد على حوض الاستحمام للحفاظ على الطفل آمنا، بعضها يكون مزودًا بحشوات ووسائد وذلك يوحي بأنه آمن، لكن هذه الفوط لا تمنع الانزلاق، بل يمكن أن تشكّل خطرًا للانزلاق، إذا انزلق الطفل خارج الموضع.
- لا يجب ترك الطفل أبدًا في الماء دون رقابة، يجب على الأقل إبقاء إحدى اليدين ممسكةً به كل الوقت.
- لا بأس بالاستعانة بأحد آخر خلال وقت الاستحمام.
الحفاظ على هدوء الطفل:
ربما يرغب الأهل في إبقاء الطفل في حوض الاستحمام ونقعه، لكن بالنسبة للطفل فمن الأفضل أن يصبح نظيفًا ثم يكمل يومه.
في أثناء حمام الطفل يجب إبقاؤه مرتاحًا، ولن تأخذ تهدئة الوالدين لطفلهم أكثر من خمس دقائق ثم سيجعله الماء والحمام مرتاحًا، يمكن إبقاء الطفل دافئًا بإبقاء ملابسه عليه ريثما تُحضّر المعدات وماء الحوض، ويجب عدم نزع ملابسه حتى يحين وقت الحمام بالفعل.
كم مرة يجب تحميم الطفل؟
لا ينبغي تحميم الأطفال أكثر من مرتين أو ثلاث مرات خلال الأسبوع، فالاطفال ليسوا قذرين، فهم لا يتدحرجون في برك من الطين، ولا يلعبون في النادي.
يجب مسح الأطفال في أثناء تغيير الحفاض فقط للحفاظ على أعضائهم الخاصة نظيفة.
لا ينبغي أن يتكرر حمام الطفل يوميًا، إذ قد يكون وقت الاستحمام عملًا مجهدًا للأبوين ومن الممكن أن يُسبب جفافًا لبشرة الطفل.
اقرأ أيضًا:
ليس للأطفال حديثي الولادة دموع أو عرق فما السبب؟
الحياة بعد إنجاب الطفل ليست كما كانت قبله، إليكم ما يجب توقعه
ترجمة: سوزان محمد
تدقيق: لين الشيخ عبيد