أين يقع المحيط المتجمّد الجنوبي ؟
المحيط المتجمد الجنوبي هو محيط شاسع يقع في أقصى القسم الجنوبي من كوكبنا ويحيط ب القارة القطبية الجنوبية. ويعرف أيضًا باسم محيط أوسترال (Austral Ocean) أو المحيط القطبي الجنوبي.
لا يمتلك حدودًا واضحة رغم الجهود المبذولة من المجتمع الدولي لتوضيح هذه الحدود.
ومع ذلك، وفقًا للمنظمة الهايدروغرافية العالمية، يحدد المحيط المتجمد الجنوبي بكونه المحيط الذي توجد مياهه جنوبي خط العرض 60 جنوب خط الاستواء مع حدود طبيعية هي نقطة التقائه بالقارة القطبية الجنوبية.
1. المحيط المتجّمد الجنوبي هو رابع أكبر محيط
يحتل المحيط المتجّمد الجنوبي مساحة تقارب 20.460906 مليون كم مربع ما يجعله رابع أكبر محيط في العالم خلف كل من المحيط الهادي، والمحيط الأطلسي، والمحيط الهندي ولكن أكبر بشكل ملحوظ من المحيط المتجمد الشمالي.
لكن، حجم المحيط المتجمد الجنوبي ليس ثابتًا، إذ يُعتَقد أنه يزداد عدة بوصات كل عام.
يعتقد العلماء أن هذا التوسع ناتج عن تمدد قاع البحر، ولكن صحة هذه النظرية لم تثبت بشكل قاطع حتى الآن. المحيط المتجّمد الجنوبي يحتل القطب الجنوبي بأكمله ويحيط بالقارة القطبية الجنوبية.
2. يعد وجود المحيط المتجّمد الجنوبي موضع جدل
منذ أواخر القرن الثامن عشر، كان المحيط المتجمد الجنوبي موضع جدل لراسمي الخرائط وعلماء الجغرافيا مع تقبّل بعضهم لوجود المحيط المتجّمد الجنوبي ولكن البعض يعتقد أن هذا المحيط مجرد امتداد لجهة الجنوب لكل من المحيط الأطلسي، والهادي، والهندي.
وفقًا للمكتب الهايدروغرافي الدولي، المحيط المتجّمد الجنوبي هو المحيط الذي تقع مياهه جنوبي خط العرض 60 جنوب خط الاستواء ولكن منظمات علمية دولية أخرى كجمعية ناشونال جيوغرافيك (National Geographic society) لا تقرّ بوجود المحيط المتجّمد الجنوبي عندما تنشر الخرائط وإنما تصف المياه حول القارة القطبية الجنوبية كامتداد للمحيط الهندي والهادي والأطلسي.
3. إن جيولوجيا وهايدرولوجيا المحيط المتجمد الجنوبي مختلفة
تشكل المحيط المتجّمد الجنوبي قبل حوالي 30 مليون عام بعد أن انفصلت القارة الأمريكية الجنوبية عن القارة القطبية الجنوبية وفُتح معبر دريك (Drake Passage) ما يجعل القارة القطبية الجنوبية أصغر قارات العالم سنًا من الناحية الجيولوجية.
إن مياه المحيط المتجّمد الجنوبي مختلفة عن مياه المحيطات من حوله وذلك نتيجة لوجود التيار القطبي الجنوبي والذي يسبب دوران مياه المحيط المتجّمد الجنوبي بسرعة حول القارة القطبية الجنوبية، وهي حقيقة استخدمها المكتب الهايدروغرافي الدولي في حجته من أجل الاعتراف بالمحيط المتجمد الجنوبي.
4. المحيط المتجمد الجنوبي يمتلك ظروفًا مناخية وطقسية متطرفة
يتسبب قرب المحيط المتجّمد الجنوبي من القارة القطبية الجنوبية في جعله يمتلك أحد أكثر الظروف المناخية تطرفًا مع درجة حرارة بحر تقع فوق درجة حرارة التجمد بقليل، تتراوح بين 2- و10 درجات مئوية.
5. المحيط المتجّمد الجنوبي عميق عمومًا
إن غالبية المحيط المتجّمد الجنوبي يتكون من مياه عميقة مع بضعة مناطق من المياه ضحلة.
يتراوح عمق المحيط المتجّمد الجنوبي ما بين3962.4 و4876.8 متر.
تقع أعمق نقطة في المحيط المتجمد الجنوبي 60 درجة جنوبًا و24 درجة غربًا في خندق ساوث ساندويتش (South Sandwich Trench) حيث يكون العمق 7235.952 متر وإحدى أعمق النقاط في أي محيط في العالم أجمع.
6. هناك الكثير من الموارد الطبيعية أسفل المحيط المتجّمد الجنوبي
لم يتم استكشاف قاع المحيط المتجّمد الجنوبي بشكل كامل. مع ذلك، يعتقد العلماء أنه توجد في أعماق قاع المحيط ودائع هائلة من النفط والغاز الطبيعي، بشكل خاص على طول الحواف القاريّة.
يُعتَقد وجود مواد أخرى أسفل المحيط المتجمد الجنوبي وهي رواسب الذهب التي تشكلت نتيجة الفصل بالثقل أثناء عملية الترسيب. يُعتَقد بوجود مورد طبيعي آخر وهو عقد المنغنيز أسفل المحيط المتجّمد الجنوبي . إن الاعتقاد بوجود كمية هائلة من رواسب المنغنيز في المحيط المتجّمد الجنوبي جعل الكثير من شركات التنقيب تعبر عن اهتمامها بالقيام باستكشاف هذا المحيط.
7. يحوي المحيط المتجمّد الجنوبي الكثير من الجبال الجليدية الضخمة
بسبب قرب المحيط المتجمد الجنوبي من القطب الجنوبي، يعاني هذا المحيط من درجات حرارة متجمدة. تؤدي درجات الحرارة الأدنى من الصفر هذه إلى تشكل جبال جليدية ضخمة تطفو عبر المحيط مع امتداد بعضها لمئات الأمتار.
هذه الجبال الجليدية تحتوي كميات هائلة من المياه العذبة التي يقدر لها أن تقدم ما يكفي من المياه العذبة لكل الناس حول العالم لعدة أشهر. تشكل هذه الجبال الجليدية خطرًا طبيعيًا على السفن التي تعبر المحيط المتجمد الجنوبي، إذ من الممكن أن يسبب اصطدام السفينة بجبل جليدي غرقها.
8. المحيط المتجّمد الجنوبي مقسم إلى أقسام أصغر
وفقًا للمنظمة الهايدروغرافية الدولية، المحيط المتجمد الجنوبي مكون من 17 قسمًا أصغر. تعد كل من هذه الأقسام ملامح جغرافية تتضمن مضيق بارنسفيلد (Barnsfield)، ومعبر دريك (Drake)، وبحر بلنكسهاوزن (Bellingshausen)، وبحر آموندسن (The Amondsen Sea)، لسان ماكموردو البحري (McMurdo)، وبحر روس (The Ross)، وبحر سوموف (The Somov)، وبحر دومونت دورفيل (Dumont D’Urville)، وبحر ماوسون (The Mawson)، وخليج ترايشنيكوفا
(Tryoshnikova)، وبحر ديفس (The Davis)، وبحر التعاون (Cooperation)، وبحركوزموناتس (Cosmonauts)، وبحر ريسر لارسن (Riiser-Larsen)، وبحر لازاريف (Lazarev)، وبحر وِدل (weddell).
9. يعد المحيط المتجمد الجنوبي موطنًا للعديد من الحيوانات البحرية والطيور
رغم درجات الحرارة المنخفضة، يزخر المحيط المتجّمد الجنوبي بالحيوانات البحرية ويمتلك أحد أكثر مواطن الحياة البحرية تنوعًا على وجه الكرة الأرضية.
تتضمن الثديات البحرية الموجودة في المحيط المتجمد الجنوبي أكبر الحيوانات في تاريخ العالم الحوت الأزرق الذي يوجد بأعداد ملحوظة في أنحاء هذا المحيط نتيجة لوفرة الكريل القطبي الجنوبي (Antarctic Krill) والذي يتغذى عليه الحوت الأزرق.
ثديات بحرية أخرى تعيش في المحيط الجنوبي هي الأوركة (Orcas)، وفقمة الفراء القطبية الجنوبية، وفقمة وِدل (Weddell)، ونمر البحر. ويعد المحيط أيضًا موطنًا لأنواع متعددة من الطيور ومنها القاطن المعتاد للقطب الجنوبي البطريق الذي يمتلك العديد من الأنواع التي تعيش في المحيط المتجمد الجنوبي مثل البطريق الإمبراطوري، وبطاريق روك هوبر، والبطريق الملكي.
ووجدت طيور أخرى في المحيط المتجمد الجنوبي وهي القطرس (Albatross)، والخرشناوات (Terns)، وطائر النوء (Petrels)، والنوارس.
10. يمتلك المحيط المتجمد الجنوبي عدة موانئ ومرافئ
رغم تواجده في إحدى أبعد المناطق في العالم وأقلها زيارة، ما يزال المحيط المتجمّد الجنوبي مستخدمًا في النقل البحري حيث توجد العديد من السفن التي تسافر إلى القارة القطبية الجنوبية؛ ولذلك بنيت العديد من المرافئ والموانئ على شواطئه. بعض أكبر المرافئ تتضمن محطة ماوسون (Mawson)، ومحطة بالمار (Palmar)، ومحطة روثيرا (Rothera).
مشاكل بيئية تتعلق بالمحيط المتجمد الجنوبي
في الأعوام الأخيرة، نقص الإنتاج الأولي للفايتوبلانكتون (Phytoplankton) بحوالي 15% الأمر الذي يثير الخوف؛ الفايتوبلانكتون هو الغذاء الرئيسي للكريل (Krill) الذي يعد نوعًا أساسيًا في النظام البيئي في المحيط المتجمد الجنوبي.
أجريت دراسات حديثة حول القارة القطبية الجنوبية أكدت أن الأشعة فوق البنفسجية القادمة من الشمس قد ازدادت في السنوات الأخيرة وأدت إلى تناقص في نمو الفايتوبلانكتون. ينبعث الإشعاع الشمسي المتزايد من ثقب في طبقة الأوزون في القارة القطبية الجنوبية وأدى أيضًا إلى تبدلات في الحمض النووي (DNA) في بعض أنواع الأسماك.
اقرأ أيضًا:
تكتسب القارة القارة القطبية الجنوبية الجليد أكثر مما تفقده!
ترجمة: مصطفى عيد
تدقيق: صهيب الأغبري
