يُتوقع أن يسقط معزز صاروخي ضخم خارج عن السيطرة عائدًا إلى الأرض نهاية شهر يوليو 2022، والاحتمال كبير تكون بعض قطع الحطام كبيرة بما يكفي لاختراق الغلاف الجوي والاصطدام بسطح الأرض. يبلغ طول هذا المعزز الصاروخي 53.6 مترًا ووزنه نحو 23 طنًّا، وينتمي إلى صاروخ صيني أُطلق مؤخرًا.
الجانب الجيد أن احتمال تسبب هذا الحطام بضرر جسيم احتمال ضئيل جدًا. الجانب السيئ أننا لا نعلم الموضع الذي سيسقط فيه هذا المعزز الصاروخي بالتحديد.
يعمل الباحثون حول العالم بجدٍّ لتحديد موقع السقوط. وهم شبه متيقنين أنه سيسقط يوم الأحد الموافق 31 يوليو 2022، ويرجَّح أن يسقط في المنطقة الواقعة بين الخطوط المنحنية الصفراء والزرقاء في الخريطة التالية
تظهر الخطوط الصفراء والزرقاء المنطقة المحتملة لدخول المعزز إلى الغلاف الجوي. تُظهر الأيقونة الصفراء الموقع الذي سيكون المعزز الصاروخي فيه عند منتصف المجال الزمني لدخوله في الغلاف الجوي، وتظهر الخطوط البرتقالية المناطق التي قد تكون رؤيته فيها ممكنة عند دخوله الغلاف الجوي. يفصل الخط الأبيض المناطق التي ستكون في الليل والنهار عند منتصف المجال الزمني لدخوله.
صرحت شركة أيروسبيس التي تتتبّع عودة المعزز الصاروخي: «إن سقوط الحطام المتبقي في منطقة مأهولة أمر وارد نظرًا إلى طبيعة سقوطه غير المسيطر عليه. يعيش أكثر من 88% من سكان العالم تحت نقطة الدخول المحتملة للحطام … لن يحترق حطام بهذا الحجم عند دخوله الغلاف الجوي للأرض، يصل إلى الأرض عمومًا 20-40% من كتلة الأجسام الضخمة، مع أن ذلك يعتمد على تصميم الجسم».
نشرت شركة أيروسبيس البيان التالي في 28 يوليو 2022:
«تشير آخر توقعاتنا لإعادة دخول الصاروخ (CZ5B) في الغلاف الجوي إلى أنه في 31 يوليو 2022 الساعة 00:24 صباحًا بتوقيت غرينتش ± 16 ساعة، ستحدث إعادة الدخول وفقًا لأحد المسارات المبينة هنا وما زال من المبكر تحديد أثر واضح للحطام».
ربما يبدو الحدث مألوفًا، فقد حدث أمر مشابه جدًا العام الماضي، لحسن الحظ سقط الحطام الناتج في منطقة نائية من المحيط الهندي. لكن عام 2020، سقطت أجزاء معزز صاروخي من النوع ذاته في بعض القرى قرب ساحل العاج في إفريقيا، لكن لم تُسجل أي أضرار كبيرة.
يعود المعزز الصاروخي المذكور إلى صاروخ (5B) طويل المدى الذي أطلقته إدارة الفضاء الوطنية الصينية في 24 يوليو 2022، بمهمة نقل وحدة جديدة إلى المدار للمساعدة على بناء محطة الفضاء الصينية النامية تيانغونغ.
في معظم عمليات إطلاق الصواريخ، يساعد المعزز الصاروخي على إيصال الصاروخ إلى خارج الغلاف الجوي للأرض. ثم يكون أول قطعة تسقط من الصاروخ فور وصوله إلى الفضاء.
أما معززات الصاروخية القابلة لإعادة الاستعمال، كالمعززات التي اشتهرت شركة سبيس إكس بصناعتها، فإنها فور تحررها تُقاد لتعود إلى سطح الأرض سالمة وجاهزة لمهمة أخرى.
تهبط الدوافع التي تستعملها ناسا عادةً باستعمال مظلة، فتسقط في منطقة متوقعة دون أن تكون قد وصلت إلى المدار إطلاقًا. تنتشل السفن هذه الدوافع من البحر ليجري تجديدها لاحقًا. أما المواد التي تصل إلى المدار، كهذا المعزز مثلًا، فيصبح تعقبها أصعب قليلًا.
نظرًا لضخامة الصاروخ (5B)، يُتوقع أن يتجاوز نحو 4-9 أطنان من حطامه الغلاف الجوي عندما تدخله المعززات المركزية مجددًا.
مع وضع هذا الأمر في الحسبان، من الجيد أن نعلم أن دراسة صدرت في الأسبوع الأخير من شهر يوليو 2022 لتقدير احتمالية موت شخص ما نتيجة سقوط نفايات فضائية على مدى العقد المقبل، وقد وجدت أن ذلك الاحتمال لا يتجاوز 10%.
صرح المحلل في شركة أيروسبيس تيد مويلهوبت لوكالة رويترز، أن الخطر الذي يواجه أي فرد يعادل ستة احتمالات لكل عشرة ترليونات.
وأضاف أن 75% من سطح الكوكب الواقع ضمن منطقة السقوط المحتملة إما مياه أو صحراء أو غابة.
يفضل توخي بعض الحذر حتى سقوط الحطام، وقد يمكن بالقليل من الحظ مشاهدته من مسافة آمنة وهو يدخل الغلاف الجوي عائدًا إلى الأرض.
اقرأ أيضًا:
صاروخ سبيس إكس في طريقه للاصطدام بالقمر بعد فقدان السيطرة عليه
صاروخ صيني مجنح يحتاج ساعة فقط للوصول من نيويورك إلى بكين عاصمة الصين
ترجمة: إيهاب عيسى
تدقيق: أكرم محيي الدين
مراجعة: محمد حسان عجك