حصوات الغدد اللعابية أو Salivary duct stones هي كتل من الأملاح المعدنية المتبلورة تتشكل في القنوات التي يعبر من خلالها اللعاب بعد إفرازه بواسطة الغدد اللعابية، يُعرف المرض كذلك باسم التحصي اللعابي sialolithiasis. ويُقصد بالحصى تلك التي تتكون في القناة اللعابية وتحدث غالبًا عند متوسطي العمر من البالغين. وهي أكثر أسباب انسداد القنوات اللعابية شيوعًا.
يستطيع الأطباء بسهولة تشخيص الحالة وتقديم العلاج إن لزم، إذ إن حصوات الغدد اللعابية تسبب ألمًا في الفم، وبالرغم من أن الحصى نادرًا ما تسبب مشاكل خطيرة، فإنه يسهل علاجها في المنزل.
أعراض حصوات الغدد اللعابية
العرض الرئيسي في حصوات الغدد اللعابية هو ألم في الوجه أو الفم أو الرقبة ويسوء أكثر قبل الأكل أو أثناءه، وسبب ذلك أن اللعاب الذي تفرزه الغدد اللعابية يساعد على تسهيل المضغ، وحين لا يجري اللعاب عبر القناة، فإنه يتجمع في الغدة مسبًا التورم والألم.
تشمل الأعراض الشائعة الأخرى الإيلام والتورم في الوجه أو الفم، أو الرقبة، مع جفاف الفم ومشاكل في البلع أو فتح الفم.
تحدث العدوى الجرثومية حين تملأ الغدة باللعاب الآسن، وعلامات ذلك الحمى، والطعم المتغير في الفم، واحمرار في المنطقة المصابة.
الأسباب
تتبلور بعض المواد المعينة والموجودة في اللعاب مثل فوسفات الكالسيوم وكربونات الكالسيوم وتشكل بعدها الحصوات، وتتعدد أحجامها ما بين ملليمترات وأزيد من سنتيمترين اثنين. تسد هذه الحصوات القنوات اللعابية، فيتجمع اللعاب في الغدد، ما يجعلها تتورم.
لا يعرف السبب وراء تشكل الحصوات في المقام الأول، إلا أن هناك بضع عوامل تزيد من خطر تشكل الحصوات، وتشمل الآتي:
- تعاطي بعض أنواع الأدوية، مثل أدوية خفض ضغط الدم ومضادات الهيستامين، والتي تقلل من كميات اللعاب المفرزة.
- الإصابة بالجفاف، إذ يجعل ذلك اللعاب أكثر تركيزًا.
- عدم تناول كفايتك من الطعام ما يقلل من إفراز اللعاب.
أين تتشكل حصوات الغدد اللعابية ؟
يمتلك البشر ثلاث أزواج من الغدد اللعابية الكبرى في الفم. تتشكل حصوات الغدد اللعابية غالبًا في القنوات التي تتصل بالغدد تحت الفك السفلي، وتقع هذه الغدد في كلا جانبي الفك خلف الفم.
قد تتشكل الحصوات أيضًا في القنوات المتصلة بالغدد النكافية، والتي تقع في جانبي الوجه أمام الأذنين، وتكون الحصوات الواقعة في الغدد تحت الفك السفلي أكبر من مثيلاتها في الغدد النكافية.
قد تتشكل حصاة واحدة أو أكثر في القناة الواحدة، ويعاني حوالي 25٪ من المرضى تشكل أكثر من حصاة واحدة.
التشخيص
يفحص الطبيب أو اختصاصي طب الأسنان الرأس والرقبة للكشف عن وجود غدد لعابية متورمة وعن وجود حصوات الغدد اللعابية.
تزود أشعة التصوير تشخيصًا أدق بما تقدمه من صور يستطيع الطبيب من خلالها رؤية الحصوات، والأشعة التي تطلب عادة للوجه كالتالي الأشعة السينية، أو الموجات فوق الصوتية، أو الأشعة المقطعية.
علاج حصوات الغدد اللعابية
تعالج حصوات الغدد اللعابية بطرق شتى ومتعددة:
العلاجات المنزلية:
تتألف العلاجات المنزلية لعلاج حصوات الغدد اللعابية بعض الأفعال للتخلص من الحصوات. فقد يوصي الطبيب بمص حلوى ليمون خالية من السكر وشرب الكثير من الماء، والهدف من ذلك زيادة إفراز اللعاب ودفع الحصاة خارج القناة. يمكن كذلك تحريك الحصاة عن طريق التدفئة وتدليك المنطقة المصابة بلطف.
العلاجات الطبية:
في حال فشل إزالة الحصوات في المنزل، يحاول فعلها الطبيب في العيادة عن طريق الضغط على كلا جهتي القناة، وبالنسبة للحصوات الكبيرة أو تلك الواقعة في مكان عميق داخل القناة، فتستدعي تدخلًا جراحيًا لإزالتها.
قد يوصي الطبيب في بعض الحالات باستخدام موجات صدمة لتفتيت الحصوات لقطع أصغر. يدعى ذلك تفتيت الحصوات بالموجات الصادمة من خارج الجسم ESWL، ويسمح ذلك للأجزاء الصغيرة بالنفاذ خلال القناة. توجه موجات صوتية عالية الطاقة خلال العملية نحو الحصوات، وستكون حينها تحت تخدير موضعي أو كامل.
يستعمل التفتيت بالموجات الصادمة من خارج الجسم عادة في تفتيت أنواع أخرى من الحصوات، كتلك الموجودة في الكلية أو المثانة.
يصف الطبيب المضادات الحيوية في حال حدوث عدوى بكتيرية في الغدة.
مآل الإصابة على المدى الطويل
تزال حصوات الغدد اللعابية في معظم الحالات دون حصول مضاعفات، وفي حال تكرر تشكل حصوات الغدد اللعابية أو حدث التهاب في الغدة اللعابية، يوصي الطبيب إزالة الغدة المصابة جراحيًا.
ستبقى كمية اللعاب المفرزة كافية إن أزيلت غدة لعابية واحدة، بسبب أن للمرء غددًا لعابية عديدة. بيد أن هذه العمليات الجراحية لا تخلو من المخاطر، ذلك أن الأعصاب المسؤولة عن التحكم بالعديد من حركات الوجه وإفراز العرق تمر خلال الغدد اللعابية الكبرى أو بالقرب منها، ولَك أن تتحدث مع الطبيب حول مخاطر هذا النوع من العمليات الجراحية.
اقرأ أيضًا:
حصى الغدد اللعابية أسبابها، أعراضها و سُبل علاجها
اكتشاف طفيليات في اللعاب البشري قد تكون المسببة للعديد من الأمراض
ترجمة: لُبيد الأغبري
تدقيق: علي قاسم