باحثون استعملوا طريقة مبتكرة لدراسة المناخ الأرضي في العصور الجيولوجية السحيقة، فباستخدام الراتنجات النباتية العضوية العائدة إلى العصر الترياسي قبل 220 مليون سنة وجدوا نتائج مفاجئة تطرح أسئلة جديدة عن تطور المناخ الأرضي وعن أسباب ضخامة حجم الديناصورات.
تعتبر محاولات بناء صورة لطبيعة المناخ الأرضي عبر العصور صعبة جدًا نظرًا لندرة العيّنات القابلة للاختبار. الراتنجات النباتية (مثلا الكهرمان) تعتبر من المواد العضوية القليلة التي يمكنها الإحتفاظ بتركيبها الكيميائي عبر ملايين السنين مما سمح للباحثين، عن طريقِ دراسة تركيبها، من التنبؤ بنسب الأوكسجين قبل 220 مليون سنة. الباحث شرح فكرة البحث كالتالي: عند قيام النباتات بعملية البناء الضوئي فإنها تدمج الكاربون الجوي في تركيبها. ما قام به الباحث هو أنه درس نسب النظائر الكاربونية في المادة واستنتج منها نسب الأوكسجين.
البحث تمّ على ما يقارب 583 عينة تعود إلى العصر الترياسي، وكذلك بعض الأحجار الحديثة للتأكد من مصداقية الاختبار، جاءت النتائج مفاجئة حيث أن نسب الاوكسجين كانت ما بين 10-15% أي أقل بكثير من نسب الأوكسجين الجوي الحالي. ليس هذا فقط وإنما النتائج جاءت مغايرة لنتائج بحوث أخرى سابقة.
كذلك وجدوا أن الإنخفاض في نسب الأوكسجين ترافقت مع ارتفاع في نسب ثاني أكسيد الكاربون وارتفاع الحرارة، لذلك استنتجوا أنّ نسب ثاني أكسيد الكاربون العالية الناتجة عن نشاط البراكين مصحوبًا بارتفاع درجة الحرارة سبّبت انخفاضًا في نسب الأوكسجين الجوي. نتائج البحث أثّرت على بحوث التطور الحياتي بطريقة أخرى حيث أنّ هناك نظريات تفترض أن سبب ضخامة الديناصورات مرتبط بارتفاع نسب الأوكسجين في الجو لكن بسبب نتائج هذا البحث لايمكن الاعتماد عليها بعد الآن.