يُعد الحَب لدى حديثي الولادة مشكلةً جلدية شائعة ومؤقتة تؤدي إلى تفشي البثور على وجه المولود أو صدره، وعلى غرار حب الشباب لدى البالغين، تتضمن أعراضه ظهور بثور ونتوءات صغيرة أو بثور قيحية في بشرة الرضيع، لكنه غالبًا يستمر بضعة أيام إلى أسابيع فقط.

يُعرف الحَب لدى حديثي الولادة أيضًا بأسماء أخرى مثل الحَب الولادي أو البثور القيحية القحفية الولادية.

هل تختلف بثور حديثي الولادة عن الحَب لدى الرضع؟

رغم تشابه الأعراض بين الحالتين، يكمن الفرق بين الحَب لدى حديثي الولادة ونظيره لدى الرضع في توقيت ظهوره، إذ يظهر الحَب لدى حديثي الولادة عادةً قبل بلوغهم أسبوعين من العمر، وقد يولد بعضهم ببثور تختفي خلال بضعة أسابيع. أما الحَب لدى الرضع، فيظهر بين عمر شهرين وسنة، لكن قد تتضمن أعراضه أيضًا ظهور الرؤوس السوداء، وفي هذه الحالة، يُنصح بمراجعة الطبيب، إذ قد يستغرق وقتًا أطول للشفاء.

قد تظهر بثور الرضع لدى أي مولود جديد قبل بلوغه شهرين من العمر، وهي تعد حالةً شائعة، إذ يصاب بها قرابة 20% من حديثي الولادة السليمين صحيًا، أي بمعدل يزيد على طفل واحد بين كل خمسة أطفال.

البثور لدى الرضع: الأسباب والأعراض

قد يظهر الحَب لدى الأطفال الرضع منذ الولادة أو خلال أول شهرين من العمر، ويشبه مظهره حب الشباب الطفيف لدى المراهقين أو البالغين، فقد تشمل خصائصه:

  •  ظهور بثور متورمة أو نتوءات صغيرة حمراء إلى بنفسجية اللون.
  •  ظهور بثور قيحية تحتوي على صديد، محاطة بحلقة حمراء إلى بنفسجية أو بنية داكنة.

قد يبدو الحَب أكثر وضوحًا عند بكاء الرضيع، لكنه لا يتضمن ظهور رؤوس سوداء.

أين تظهر بثور الحَب لدى الأطفال الرضع؟

غالبًا ما يظهر الحَب لدى الأطفال الرضع على الوجه والصدر والظهر، لكنه قد يصيب أيضًا:

  •  الخدين.
  •  الأنف.
  •  الجبهة.
  •  الذقن.
  •  فروة الرأس.
  •  الرقبة.

ما مراحل تطور الحَب لدى الأطفال الرضع؟

قد يظهر الحَب لدى الرضع فجأةً أو يتطور تدريجيًا، إذ تبدأ البثور عادةً على شكل نقاط صغيرة متغيرة اللون قبل أن تصبح نتوءات بارزة، لكن يتضاءل حجم البثور تدريجيًا مع تراجع حدة الالتهاب، وهي غالبًا ما تختفي خلال أيام قليلة إلى بضعة أسابيع، لتعود بشرة الرضيع إلى طبيعتها الصافية الخالية من العيوب.

ما سبب الحَب لدى الأطفال الرضع؟

لم يكشف العلم بعد سببًا محددًا للحَب لدى الرضع، لكنه عادةً ما ينجم عن انسداد مسام البشرة، ما يؤدي إلى ظهور البثور.

يرى المختصون أن الحَب لدى الأطفال الرضع يحدث نتيجة التغيرات الهرمونية التي يتعرض لها الطفل في أثناء الولادة أو خلال الأسابيع الأولى من حياته. إذ قد تؤثر هرمونات المشيمة في كيفية إنتاج بشرة الرضيع للزهم، وهي مادة زيتية تفرزها الغدد الدهنية لحماية الجلد والشعر، وقد يؤدي فرط إنتاجها إلى انسداد المسام وظهور الحَب.

إضافةً إلى ذلك، تُعد بشرة الأطفال الرضع حساسةً منذ الولادة، وقد تستجيب بشرتهم سلبًا لأي مادة تبقى على سطحها فترةً طويلة، لا سيما إذا كانت بقايا طعام أو قيء أو لعاب.

هل تسبب الرضاعة الطبيعية الحَب لدى الرضع؟

قد تؤثر بعض الهرمونات الموجودة في حليب الأم في توازن هرمونات الرضيع، ما قد يؤدي إلى ظهور الحَب. بيد أن هذه الحالة مؤقتة وتختفي غالبًا دون الحاجة إلى علاج طبي. لذا ينبغي ألا يؤثر الحَب في طريقة تغذية الرضيع، فهو سيختفي تدريجيًا مع نمو الرضيع وتكيف جسمه مع البيئة الجديدة.

هل يؤدي تقبيل الرضيع إلى ظهور الحَب؟

لا يسبب تقبيل الرضيع على وجنتيه بثور الحَب، إذ يُعزى ظهور الحَب غالبًا إلى تغيرات هرمونية تؤدي إلى انسداد المسام مؤقتًا.

كيف يمكن تشخيص الحَب لدى الرضع؟

يشخص الأطباء الحَب لدى الرضع بواسطة فحص بشرة الطفل مباشرةً، إذ لا توجد حاجة إلى إجراء فحوصات مخبرية لتأكيد التشخيص لا سيما أن الحالة غير ضارة. لكن يستحسن مع ذلك استشارة الطبيب عند القلق بشأن تأثير البثور في بشرة الرضيع، أو عند ظهور أعراض إضافية.

ما علاج الحَب لدى الرضع؟

يُعد الحَب لدى الرضع حالةً مؤقتة تختفي دون الحاجة إلى علاج، لكن قد يوصي الأطباء أحيانًا باستخدام بعض العلاجات نظرًا إلى اختلاف طبيعة بشرة كل طفل، مثل:

  •  كريم مضاد للفطريات، مثل الكيتوكونازول.
  •  كريم ستيرويدي منخفض القوة، مثل الهيدروكورتيزون.

يمكن استخدام هذه العلاجات بنفس طريقة استخدام كريم الترطيب، وينبغي الالتزام بتعليمات الطبيب بشأن عدد مرات الاستخدام المناسبة.

العلاجات المنزلية للحَب لدى الرضع

إذا كان الرضيع مصابًا بالحَب، فلا داعي لاتخاذ أي إجراء علاجي، لكن يمكن اتباع الخطوات التالية لتسريع شفائه، تحت إشراف الطبيب:

  •  غسل بشرة الرضيع بلطف يوميًا بالماء الدافئ، وتجنب فرك البشرة أو حكها بقوة، ثم تجفيفها برفق.
  •  الامتناع عن وضع الكريمات أو الزيوت أو المراهم على بشرتهم.
  •  تنظيف بقايا الطعام والقيء من بشرة الرضيع فورًا.

حال عدم تحسن الحَب لدى الرضيع أو تفاقم الحالة خلال بضعة أسابيع، تنبغي استشارة الطبيب.

نظرًا إلى أن بشرة الرضيع حساسة جدًا، يجب تجنب استخدام الصابون القوي أو منتجات العناية بالبشرة التي تحتوي على عطور أو أصباغ أو كحول، لأنها قد تسبب تهيج الجلد، وتجب استشارة الطبيب قبل استخدام أي منتجات لعلاج الحَب لدى الرضع.

كم يستغرق شفاء الحَب لدى الرضع؟

يُشفى الحَب لدى الرضع تلقائيًا في غضون بضعة أيام إلى أسبوعين، وقد يحدث الشفاء أسرع إذا وصف الطبيب علاجًا موضعيًا. لكن قد يستغرق الأمر في بعض الحالات قرابة شهر حتى تختفي البثور تمامًا. تُفضل استشارة الطبيب حال عدم تحسن الحَب لدى الطفل.

ما سبل الوقاية من الحَب لدى الرضع؟

لا توجد طريقة محددة لمنع ظهور الحَب لدى الرضع، لكن تمكن المساعدة في تسريع شفائه بواسطة سبل الوقاية التالية:

  •  غسل بشرة الطفل بلطف، مرة واحدة على الأقل يوميًا باستخدام الماء الدافئ.
  •  تنظيف أي بقايا طعام على وجه الطفل بعد تناول الطعام.
  •  تجنب وضع المنتجات الدهنية على بشرة الطفل.
  •  الامتناع عن ضغط أو فرقعة البثور.

ما المصير المتوقع للأطفال الرضع المصابين بالحَب؟

الحَب لدى الرضع حالة جلدية غير ضارة وتختفي تلقائيًا، لذا فهي لا تتطلب رعاية طبية ولا تسبب أي مضاعفات. قد تستغرق البثور بضعة أسابيع حتى تختفي تمامًا، وهي غالبًا لا تترك أي ندوب ثم تعود بشرة الطفل ناعمةً بعد زوالها.

ينبغي التحقق من أن تفشي الحَب لدى الأطفال الرضع ليس ناجمًا عن منتجات العناية بالبشرة الدهنية مثل الكريمات، لذا يستحسن فقط استخدام الماء الدافئ لتنظيف بشرتهم بلطف ثم تجفيفها بالتربيت عليها برفق، ويجب الامتناع عن فرك بشرة الطفل، إذ قد يسبب ذلك تهيجها.

من المتوقع أن بشرة الطفل المصاب بالحَب تصبح صافيةً تمامًا خلال بضعة أيام إلى بضعة أسابيع.

متى تجب زيارة الطبيب؟

تجب استشارة طبيب الرضيع حال استمرار الحَب بعد مرور بضعة أسابيع. تنبغي زيارة الطبيب حال إصابة الرضيع بأعراض أخرى مثل البثور المليئة بالسوائل، أو تقشر الجلد، أو الانزعاج الشديد، أو الحمى، أو صعوبة التغذية.

اقرأ أيضًا:

حب الشباب: ما أسبابه وكيفية علاجه؟

حب الشباب الهرموني قد يحدث في أي عمر، وإليك كيفية التعامل معه

ترجمة: رحاب القاضي

تدقيق: أكرم محيي الدين

المصدر