يعتبر حَبُّ الشباب أو ما يعرف بالعد الشائع «Acne » أحد أكثر الأمراض الجلدية شيوعًا بين فئتي المراهقة و الشباب، ولا يعني مُسمَّى حَبِّ الشباب اقتصاره على الفئتين السابقتين فقط.
إذ قد يصيب النساء في فترةٍ متأخرةٍ من العمر ولكنه سُميَ بذلك نتيجة ازدياد فرصة الإصابة به في الفترة العمرية ما بين 12 و 24 سنة، كما لا يقتصر حَبُّ الشباب على كونه مزعجًا ومربكًا من ناحية المظهر والشكل، إنما يساهم أحيانًا في التسبُّب بعددٍ من الاضطرابات العاطفية لدى البعض. ولكن ما هي أسبابه وأعراضه؟ وكيف يتم علاجه؟ وما هي الطرق التي يمكن اتباعها للوقاية منه؟
الأعراض:
تختلف علامات وأعراض حَبِّ الشباب بحسب شدة الحالة، ومن بين هذه الأعراض:
- الرؤوس البيضاء (وهي عبارةٌ عن مساماتٍ مغلقة).
- الرؤوس السوداء (ويرجع لونها الأسود إلى تحولِ لون المادة الدهنية إلى البُني عند تعرضها للهواء، بحيث أنَّ هذه الرؤوس ذاتُ مساماتٍ مفتوحة).
- نتؤاتٌ صغيرةُ حمراء “حطَّاطة”«papules» .
- البثور «Pimples».
- كتلٌ كبيرة، صلبةٌ ومؤلمة، تظهر تحت سطح الجلد “عُقيدات” «nodules».
- كتلٌ مؤلمةٌ ومليئةٌ بالقيح تظهر تحت سطح الجلد «cystic lesions».
الأسباب:
توجد أربعةُ عوامل رئيسيةٍ تتسبَّب مجتمعةٍ في ظهور حَبِّ الشباب:
- إنتاج الزيت أو ما يُعرف بالمادة الدهنية التي تفرزها الغدد الدهنية الموجودة في الجلد.
- خلايا الجلد الميتة.
- المساماتُ المسدودة.
- البكتيريا.
يتكون حَبُّ الشباب في مناطقَ عديدةٍ من الجسم ولكنه عادةً ما يكثُر في مناطق الوجه والرقبة والصدر والظهر والأكتاف.
وسبب ذلك هو أن تلك المناطق تحديدًا تحتوي على عددٍ كبير من الغدد الدهنية أو الزهمية «sebaceous glands».
ولتفهم أكثر عن أسباب تكوُّنِ حَبِّ الشباب، إليك المزيد من التفاصيل:
ترتبط بصيلات الشعر بالغدد الدهنية، التي تنتج المادة الدهنية لترطيب الجلد والشعر والتي تصل إلى الجلد عن طريق مسار الشعرة، ثم من خلال الفتحة التي تخرج منها، وتظهر المشكلة عندما يُنتج الجسم كميةً كبيرةً من تلك المادة الدهنية، ومع وجود خلايا الجلد الميتة يتجمع الاثنان في بصيلة الشعر ثم ينتهي المطاف بتكوين سُدادةٍ لَيِّنة، مما يخلق بيئةً مناسبة لنمو وتكاثر البكتيريا وهذا يسبب بدء الالتهاب في تلك المنطقة.
تساهم العوامل التالية في تحفيز ومفاقمة ظهور حَبِّ الشباب:
1- الهرمونات:
ومنها هرمونات الأندروجين «Androgens»، إذ يزداد إفراز هذه الهرمونات عند الذكور والإناث خلال فترة البلوغ، وتظهر علاقتها بحبِّ الشباب في كونها تؤثر على الغدد الدهنية عن طريق زيادة حجمها وبالتالي زيادة إفراز المادة الدهنية. كذلك تؤدي التغيرات الهرمونية المرتبطة بالحمل أو استخدام موانع الحمل عن طريق الفم إلى زيادة إفراز المادة الدهنية.
إن وجود كمية قليلة من هرمونات الأندروجين في الدم لدى النساء يعمل على تفاقم وضع حَبِّ الشباب.
2- بعض الأدوية:
تعمل الأدوية التي تحتوي على الكورتيزون « corticosteroids» أو الهرمونات الذكرية أو الليثيوم على تفاقم الوضع أيضًا.
3- الغذاء:
تشير بعض الدراسات إلى أهمية بعض المواد الغذائية بما فيها منتجات الألبان والأطعمة الغنية بالنشويات مثل الخبز ورقائق البطاطس في تحفيز تكوُّن حَبِّ الشباب، كما تساهم الشوكولاتة في الزيادة من سوء الوضع، ففي دراسةٍ حديثة أجريت على أربعة عشر رجلًا يعانون من حَبِّ الشباب أظهرت نتائجها بأن تناول الشوكولاتة يعمل على زيادة حبِّ الشباب فيما لا تزال معرفة أسباب ذلك قيد الدراسة.
4- التوتر:
فهو يساهم في الزيادة من حبِّ الشباب.
أساطير حب الشباب:
بالرغم من الإشاعات المنشرة حول العوامل المؤدية لحبَّ الشباب فإنَ العوامل التالية تؤثر بشكل أقلَّ في الإصابة به:
- الأغذية الدهنية: لا ينتج عن تناول الأغذية الدهنية إلا القليل من الآثار على حَبِّ الشباب وأحيانًا يكون التأثيرُ منعدمًا، وعلى الرغم من ذلك فإن العمل في مناطق يكثر فيها التعرض للزيوت كالمطبخ مثلًا يؤثر على ظهور حب الشباب إذ يلتصق الزيت المتطاير والدهن بالجلد مسببًا انسدادًا في بصيلات الشعر وتهيجًا للجلد مما يثير ظهور حب الشباب.
- إهمال نظافة الجلد: لا تتسبب قذارة الجلد في ظهور المشكلة بل يحدث العكس عند المبالغة في تنظيف الجلد بواسطة الصابون والمواد الكيميائية أو الحك الشديد له، مع التنبيه إلى ضرورة الحرص على الاعتدال في النظافة والعناية بالجلد.
- المواد التجميلية.
عوامل الخطورة:
- التغيرات الهرمونية: وهذه التغيرات شائعة الحدوث عند المراهقين والنساء والفتيات، كما أنها شائعةٌ عند الأشخاص الذين يتناولون أدويةً معينة، ومنها الأدوية التي ذكرت سابقًا.
- تاريخ العائلة: تلعب الجينات دورًا رئيسًا في ظهور حَبِّ الشباب، فإذا عانى والداك من حَبِّ الشباب مسبقًا فهناك احتماليةٌ لإصابتك به أيضًا.
- المواد الدهنية أو الشحوم: عندما تلامس البشرة المواد الدهنية أو الشحوم ولاسيما في مناطق العمل مثل المطبخ فقد يؤدي ذلك إلى تكون حَبِّ الشباب.
- الاحتكاك أو الضغط على البشرة : قد يحدث هذا أحيانا بسبب استخدام الهواتف النقالة أو الثابتة أو عند استخدام خوذة الرأس أو حتى الياقات الضيقة.
العلاج:
يبدأ الطبيب بوصف أدوية وعلاجاتٍ خاصة، وبدرجةٍ أقوى في حال فشل تحسُّن حَبِّ الشباب عند استخدام المريض لمنتجاتٍ دون وصفةٍ طبية، فمن خلال العلاج يهدف الطبيب الجلدي المختص إلى التحكم بظهور حب الشباب وتجنب ظهور الندب وأية أضرارٍ أخرى قد تلحَقُ بالجلد، وكذلك لجعل الندب، في حالِ حدوثها، أقلَّ وضوحًا.
تختلف آلية عمل الأدوية المخصصة لعلاج حَبِّ الشباب باختلاف أنواعها، إذ تعمل بعض الأدوية عن طريق تقليل إنتاج المواد الدهنية، أو تسريع دورة حياة خلايا الجلد أو عن طريق محاربة العدوى البكتيرية أو بتقليل الالتهاب مما يساهم في منع تكون الندب الدائمة، كما أنَّ هناك عددًا من الأمور الهامة التي يجب على المريض الانتباه لها عند البدء بالعلاج.
منها أن لا يلاحظ المريض أي تقدمٍ وتحسُّنٍ خلال 4 إلى 8 أسابيع من بدء استخدام الأدوية الموصوفة، كما من الممكن أن يلاحظ المريض تدهور حالته قبل البدء بالتحسن، فيما يجب على المريض ألا ينسى أنَ مشكلة حَبِّ الشباب تحتاج إلى صبرٍ وعزيمة ٍقوية منه إذ قد يحتاج إلى عدة أشهر أو سنوات حتى تتم عملية الشفاء تمامًا.
إنَ وصف الطبيب لدواء معين يعتمد اعتمادًا كليا على نوع وشدة المشكلة، فقد يصف من الأدوية ما يوضع على الجلد (أدوية موضعية) أو ما يتم تناوله عبر الفم (أدوية فموية) وغالبًا ما يصف الطبيب كلا النوعين السابقين.
وفي حالاتٍ خاصة كالحمل مثلًا، يتم وصف الأدوية الموضعية فقط. ويجب على المريض التحدث مع طبيبه حول الأثار السلبية والإيجابية لكل دواءٍ أو أية علاجاتٍ أخرى يستخدمها المريض.
الوقاية:
لا يعني تحسن حالة حَبِّ الشباب نتيجة العلاج عدم مواصلة استخدام الدواء، على العكس تمامًا، قد يحتاج المريض إلى الاستمرار في تناول الدواء الموصوف أو أية علاجات أخرى منعًا لظهور حبوبٍ جديدة.
كما قد يحتاج المريض إلى استخدام بعض الأدوية الموضعية على المناطق المعرضة لظهور حَبِّ الشباب، أو استخدام حبوب منع الحمل بالنسبة للنساء، فيما يجب التحدث مع الطبيب حول كيفية الحفاظ على بشرةٍ نظيفة.
وامتثالًا للمثل القائل درهمُ وقايةٍ خيرٌ من قنطار علاج، يمكن اتباع الطرق التالية للوقاية من ظهور حَبِّ الشباب:
- غسلُ المناطقِ المحتملِ ظهور حب الشباب فيها مرتين يوميًا فقط: يزيل الغسل المادة الدهنية الزائدة وخلايا الجلد الميتة عن الجلد، ولكن حذار الافراط في ذلك لأن كثرة الغسل تسبب تهيجًا للجلد، يمكن استخدام منتجات العناية بالجلد الخالية من الزيت والمعتمدة على الماء.
- استخدام مساحيقَ تجميلٍ خاليةٍ من الزيوت.
- إزالة مساحيق التجميل قبل الخلود إلى النوم: لأنَّ الذهاب إلى النوم دون إزالة مساحيق التجميل عن الجلد يؤدي إلى انسداد مسامات البشرة، كما يجب التنويه إلى أن التخلص من مساحيق التجميل القديمة وتنظيف أدواتها كالفرش وغيرها بالماء -والصابون إن أمكن-تعتبر فكرةً جيدةً ومفيدة.
- تجنُّبُ ارتداء الملابس الضيقة: تعمل الملابس الضيقة على حبس الحرارة والرطوبة مسببةً تهيجًا للجلد، كما يجب تجنب ارتداء الأحزمة الضيقة، الخوذ، حقائب الظهر، القبعات والمعدات الرياضية قدر الإمكان وذلك لمنع الاحتكاك مع الجلد.
- تجنُّبُ ملامسة أو إثارة المناطق المصابة، فقد يؤدي ذلك إلى تحفيز ظهور المزيد من حَبِّ الشباب.
- الاستحمام بعد ممارسة الأنشطة الشاقة لإزالة العرق والمواد الدهنية عن الجلد.
- إعداد: سيرين خضر.
- تدقيق: بدر الفراك.
- تحرير: سهى يازجي.
- المصدر