قد يبدو العنوان غريبًا للكثير منكم ، لكن بالفعل الدمع الدموي أو haemolacria هي حالة طبية نادرة حيرت الأطباء، وسنستعرض في هذا المقال قصة بعض المصابين بها.
كان مايكل سبان Michael Spann ينزل على درج منزله حينما أحسّ بصداع شديد وكأنّه قد ضُرِب بمطرقة ثقيلة على رأسه، وبعد لحظات بدأ الدم يقطر من عينيه وأذنيه وأنفه .
وظلّ الأمر يتكرر كل يوم، ولكن بعد سبع سنوات، أصبح ذلك يحصل مرة أو مرتين أسبوعيًّا.
وعلى الرغم من معاناته من عدم وجود تأمين صحي، إلا أنّ الأطباء في تينيسي وفي عيادة كليفلاند، قاموا بإجراء سلسلة من الفحوصات لكنّهم لم يستطيعوا تحديد سبب المشكلة وبالتالي لم يصفوا له الدواء المناسب بحسب التقارير .
وفي 2009 صُدِم كالفينو إنمان حين نظر إلى نفسه في مرآة الحمام فقد كان الدم ينزل من عينيه “نظرت إلى المرآة ورأيت نفسي ظنت أنني سأموت فعلًا ” ، هرع كالفينو إلى غرفة الإسعاف في المنطقة لكن الأطباء هناك لم يكن لديهم أي فكرة عن تلك الحالة المحيّرة ،تمّ إجراء العديد من الاختبارات بما فيها التصوير المقطعي والتصوير بالرنين المغناطيسي والأشعة فوق الصوتية ،كل ذلك لم يفد ولم يقدّم أية أدلّة .
هذه الظاهرة ليست جديدة وقد حيّرت الأطباء لقرون ،ففي القرن السادس عشر وصف الطبيب الإيطالي أنطونيو براسافولا حالة راهبة كانت تنزف من عينها وأذنيها كل شهر بدل من أن تحيض بالنزف من رحمها ،وهذا يشبه ما وصفه الدكتور رامبيرت دودوين كما ظهر في مجلة The Ocular Surface.
وقد تمّ استعراض هذه الحالة الطبية عام 2004، وعرض الأطباء حالة أربعة من المصابين بها ،وقد ختموا بأنها حالة طبية نادرة حيّرت الأطباء ولكنها عادةً تشفى من دون علاج.
في الحقيقة الحالات الأربعة التي تمّ استعراضها (ثلاث فتيات وصبي ) تتراوح أعمارهم بين ال6 وال14 عام، قد توقّف عندهم النزفببساطة ولم يعاود الظّهور.
وقد يكون السبب هو إصابة في الرأس ، ولكن في حالتي انمان وسبان التي استعرضناهما، فقد كانت الاسباب مجهولة ، و”عندما لاتجد أصلاً للمرض لا تستطيع استبعاد أي من الاحتمالات “.
“معظم هؤلاء المرضى هم من صغار السن نسبيا”، يقول الدكتور جيمس فليمنغ، طبيب العيون في معهد هاملتون للعيون والمؤلف المشارك في استعراض عام 2004 .
“وكلّما تقدّموا في السّن، انخفض النزيف عندهم، ويهدأ ثم يتوقف.”
سبان – فنان موهوب كان يأمل أن يمارس مهنة تصميم الأزياء – أجبر على عيش حياة منعزلة.
“أي وظيفة كنت أحصل عليها سرعان ما أخسرها ، لأن عيني تبدأ بالنزيف ،ومن الواضح أنني لا أستطيع أن أكون نادلًا أو أن أمارس أي عمل في مكان عام بسبب النزيف.”يقول سبان
اضطرسبان أيضا للعيش مع السخرية: “كان هناك أطفال يركبون على الدراجات في الحي يشيرون إليّ ويقولون هذا هو الرجل الذي ينزف “، وقد حاول سبان الاتصال بإنمان ليتشارك محنته مع زميل مصاب، لكنه لم يتمكن من الاتصال به.