يمكن الرجال الذين يعانون السمنة المفرطة أن يزيدوا عدد الحيوانات المنوية لديهم، في حال فقدوا الوزن الزائد وحافظوا على وزنهم بعد ذلك. توضح ذلك دراسة جديدة نشرها باحثون من جامعة كوبنهاغن ومستشفى هفيدوفر.
يعاني الرجال حول العالم نقصًا في جودة السائل المنوي، قد يُشار إلى هذه المشكلة بوصفها أزمة خصوبة صريحة، الآن ربما توجد أخبار جيدة لبعض الرجال الذين يعانون هذه المشكلة.
تظهر دراسة سريرية جديدة أن الرجال الذين يعانون السمنة قد يستطيعون تحسين جودة السائل المنوي لديهم إذا فقدوا الوزن، وحافظوا على وزنهم بعد ذلك.
يقول البروفيسور توريكوف، الذي ترأس الدراسة مع البروفيسور رومان بارس في مركز نوفو نورديسك: «كان مفاجئًا لنا ظهور مثل هذا التحسن الكبير في جودة السائل المنوي بعد فقدان الوزن، سيُحدث الربط بين تحسن جودة السائل المنوي وفقدان الوزن فرقًا كبيرًا، نظرًا إلى أن 18% من الدنماركيين يعانون السمنة».
تمثل النتائج الجديدة أخبارًا جيدة لزيادة الخصوبة، وقد أوضحت دراسات سابقة العلاقة بين زيادة عدد الحيوانات المنوية وزيادة فرص حدوث الحمل.
شارك في الدراسة 56 رجلًا يعانون السمنة، تتراوح أعمارهم بين 18 و65 عامًا، مع مؤشر كتلة الجسم يتراوح بين 32 و43.
أهمية الحفاظ على الوزن بعد التخلص من الوزن الزائد
يوضح توريكوف أنه من المعروف أن السمنة مرتبطة بانخفاض جودة السائل المنوي، وقد اقترحت الدراسات السابقة وجود صلة بين فقدان الوزن وزيادة جودة السائل المنوي، لكن تلك الدراسات كانت صغيرة ولم تُظهر فقدًا ملحوظًا في الوزن، لذلك كان من الصعب استخلاص النتائج منها.
يقول توريكوف: «لكن الدراسة الجديدة هي أول دراسة عشوائية طويلة المدة تُظهِر أن جودة السائل المنوي تتحسن مع فقدان الوزن والحفاظ على الوزن الجديد».
فقد الرجال وسطيًا 16.5 كيلوجرامًا، ما زاد من تركيز الحيوانات المنوية بنسبة 50% وعدد الحيوانات المنوية بنسبة 40%، بعد ثمانية أسابيع من فقدان الوزن.
استمرت التجربة بعد فقدان الوزن نحو 52 أسبوعًا، حافظ الرجال فيها على جودة السائل المنوي المحسّن. بعد عام، استمرت جودة السائل المنوي عند الرجال الذين حافظوا على فقدان الوزن، وأصبح لديهم ضعف عدد خلايا الحيوانات المنوية التي كانت لديهم قبل فقدان الوزن، أما الرجال الذين استعادوا وزنهم السابق، فقد فقدوا التحسن الذي اكتسبوه في جودة السائل المنوي.
جزء من دراسة أكبر
هذه الدراسة هي دراسة فرعية من بحث أكبر عن فقدان الوزن نُشر في مجلة نيو إنجلاند الطبية في مايو 2021، شارك في الدراسة الكبرى نحو 215 دنماركيًا يعانون السمنة، من بينهم 56 رجلًا قدموا عينات السائل المنوي لبحث العلاقة بين تحسن جودة السائل المنوي وفقدان الوزن.
اتبع جميع المشاركين في التجربة برنامجًا مدته 8 أسابيع، تضمن نظامًا غذائيًا منخفض السعرات الحرارية، ما أدى إلى فقدانهم الوزن، ثم قُسم المشاركون عشوائيًا إلى أربع مجموعات.
تلقت مجموعتان دواءً وهميًا، ومجموعتان أدوية السمنة، فُرض على إحدى مجموعتي العلاج الوهمي اتباع برنامج تمارين رياضية في حين لم تغير المجموعة الأخرى مستواها المعتاد من النشاط البدني.
وقُسمت المجموعتان اللتان تلقتا أدوية السمنة بالطريقة ذاتها: مجموعة تمارس تمارين رياضية ومجموعة دون تمارين.
تبين بعد عام أن المجموعة التي مارست الرياضة فقط ولم تتلق الدواء، وكذلك المجموعة التي تلقت فقط أدوية السمنة ولم تمارس الرياضة، حافظتا على فقدان الوزن بمقدار 13 كيلوجرامًا، أما المجموعة التي تلقت أدوية السمنة ومارست الرياضة فقد فقدت وزنًا إضافيًا وتحسنت صحتها. واستعادت المجموعة التي تلقت الدواء الوهمي ولم تمارس الرياضة نصف الوزن الذي فقدوه، مع تفاقم العديد من عوامل الخطر المتعلقة بتطور مرض السكري من النوع الثاني وأمراض القلب والأوعية الدموية.
اقرأ أيضًا:
خصوبة الرجال: عشر نصائح للرجال الذين يحاولون الإنجاب
دوالي الحبل المنوي: تأثيرها على الخصوبة والعلاج الجراحي لها
ترجمة: يمام نضال دالي
تدقيق: أكرم محيي الدين
مراجعة: لبنى حمزة