أوقفت جوجل تطبيق جوجل Pay. أفاد موقع 9to5 جوجل أن تطبيق المدفوعات القديم من جوجل توقف عن العمل مؤخرًا، بعد الإعلان عن العمل على إيقاف التطبيق في فبراير. أوقفت جوجل تطبيق جوجل Pay في الولايات المتحدة، لكن يبدو أن مدفوعات NFC داخل المتجر ما زالت تحمل العلامة التجارية «جوجل Pay».

يجدر الإشارة إلى أن قسم المدفوعات هذا يُعد متعطلًا في جوجل، لذا كل ما يحدث هو إغلاق تطبيق جوجل Payment رقم 3 (جوجل Pay) لصالح تطبيق جوجل Payment رقم 4 (جوجل Wallet). أدى هذا الإغلاق إلى إنهاء الانهيار الداخلي لقسم المدفوعات في جوجل بعد الكثير من القرارات السيئة وإطلاق المنتجات الفاشلة.

بدأت رحلة الدفع بتقنية NFC من جوجل في عام 2011 باستخدام جوجل Wallet (التطبيقان رقم 1 ورقم 4 يُطلق عليهما اسم محفظة جوجل Google Wallet).

في عام 2011، كانت جوجل رائدة في مجال التكنولوجيا وعملت جاهدة على نشر فكرة الدفع مقابل شيء ما باستخدام الهاتف في العديد من المناطق (باستثناء اليابان).

شحنت جوجل أول دفعة من هذه الهواتف غير اليابانية، وحاربت شركات الاتصالات التي حاولت منع تطبيق ميزة مدفوعات الهاتف، وتوسلت إلى المتاجر للحصول على محطات طرفية جديدة ومتوافقة.

دمر مشروع جوجل بعد إطلاق Apple Pay في عام 2014، وكان رد جوجل هو تطبيق الدفع الثاني، Android Pay، في عام 2015.

أدى هذا إلى نسخ الكثير من إعدادات Apple، مثل إرسال رموز الدفع بدلًا من رقم بطاقة الائتمان الفعلية. كان جوجل Pay بمثابة علامة تجارية جديدة لهذا الإعداد ووصل في عام 2018.

كان إصدار 2018 من جوجل Pay بمثابة امتداد لقاعدة تعليمات Android Pay، التي كانت بدورها امتدادًا لقاعدة تعليمات جوجل Wallet.

كانت تطبيقات الدفع من جوجل تحديثات لا أكثر، ولم تتوقف أي من التطبيقات السابقة فعليًا على الرغم من كل التغييرات التي طرأت على العلامات التجارية، بل كانت ترقيات دورية.

تغير كل شيء في عام 2021 عندما أطلقت الشركة إصدار جديد من جوجل Pay، وهو الوقت الذي بدأ فيه قسم الدفع في جوجل بالخروج عن المسار الصحيح.

كان جوجل Pay لعام 2021 بمثابة قاعدة تعليمات برمجية مختلفة تمامًا استنادًا إلى تطبيق مدفوعات جوجل الذي عملت عليه للهند، الذي يُسمى جوجل Tez.

أعادت الشركة تسمية Tez إلى جوجل Pay لسوق الولايات المتحدة، وصار متوفرًا على متجر جوجل Play.

كان جوجل Pay الجديد فيه الكثير من قرارات التصميم التي لا تناسب السوق الأمريكية؛ لأنه مصمم للهند.

كان التطبيق يطلب رقم الهاتف لتأكيد الهوية بدلًا من البريد الإلكتروني، إضافةً إلى عدم تمييز التطبيق لهوية المستخدم عند تفعيله للمرة الأولى.

كان الأمر أشبه بالاشتراك في خدمة جديدة لم تكن مملوكة لشركة جوجل.

يعني نظام هوية رقم الهاتف أن جوجل اضطرت إلى إغلاق موقع جوجل Pay المفيد سابقًا، الذي يمكن استخدامه لإجراء المدفوعات من نوع P2P، تمامًا مثل Venmo.

لا يمكن تسجيل الدخول إلا إلى جهاز واحد في كل مرة، وهو أمر ربما يكون جيدًا في الهند -التي يعتمد فيها السكان في أغلب الأحيان على الهاتف فقط- لكنه غريب في الولايات المتحدة، إذ يمتلك الأشخاص هواتف وساعات وأجهزة كمبيوتر محمولة وأجهزة لوحية وأجهزة كمبيوتر شخصية.

لم ترقي جوجل المستخدمين من التطبيق القديم إلى التطبيق الجديد، نظرًا إلى أن الإصدارين من جوجل Pay كانا بمثابة قواعد تعليمات برمجية منفصلة.

لقد كانا موجودين في متجر Play كتطبيقين منفصلين، كلاهما يُسمى «جوجل Pay»، وكان من الممكن تنزيل كلا التطبيقين وتثبيتهما على جهاز واحد.

كانت إحدى حالات الاستخدام الكبيرة للتطبيق هي مدفوعات P2P، لكن الأموال المرسلة عبر التطبيق الجديد لم تصل إلى التطبيق القديم، والعكس صحيح.

انتهى الأمر بعدم الوثوق بالتطبيق لإرسال الأموال التي يمكن للأشخاص العاديين الاعتماد عليها.

غالبًا ما تبدو شركة جوجل وكأنها شركة غير منظمة ذات أولويات متغيرة باستمرار، والسبب الرئيسي وراء ذلك عدم وجود مبادرات من الرئيس التنفيذي تعمم على جميع العاملين من المدراء وحتى الموظفين.

تأتي القرارات التي تتعلق بمعظم المشاريع في جوجل من المديرين التنفيذيين من المستوى المتوسط الذين يظهرون بخطط كبيرة ثم يغادرون -إما في خزي أو انتصار- بعد انتهاء المراحل الأولى من الخطط الأولية لأي مشروع.

كانت كارثة «جوجل Pay» الجديدة مشروعًا يقال إنه كان يقوده سيزار سينغوبتا؛ رئيس مدفوعات جوجل من 2018 إلى 2021.

كان هدف سينغوبتا في عام 2018 بعد توليه قسم المدفوعات هو «جعل تطبيق جوجل Pay الأمريكي أكثر انسجامًا مع الإصدار الذي صممته جوجل للهند»، وفقًا لتقرير Business Insider لعام 2021.

يتضمن جزء من هذه الخطة الطموحة حسابًا مصرفيًا لشركة جوجل يُسمى «جوجل Plex».

كان من الممكن أن تكون هذه البطاقات مدعومة من بنك Citi وStanford Federal Credit Union، مع إمكانية الحصول على بطاقات بلاستيكية والقيام بجميع الأمور المصرفية العادية عبر أحد التطبيقات.

أطلقت جوجل قائمة انتظار عامة للحسابات المصرفية، وحصلت على 400000 اشتراك حينها.

لم تصل الحسابات المصرفية أبدًا؛ لأن قسم سينغوبتا انهار فورًا بعد انكشاف رؤيته للعامة، ورُفض التطبيق الهندي على نطاق واسع من المستخدمين الأمريكيين، إذ نقل تقرير Business Insider عن موظف سابق يقول إن التطبيق الجديد «لم يكن ينمو بالمعدل الذي أردناه».

أشارت جوجل إلى أن تطبيق Wallet الجديد نسبيًا -الذي كان بمثابة عودة إلى الأسلوب القديم في التعامل- يُستخدم خمس مرات أكثر من تطبيق جوجل Pay في الولايات المتحدة.

غادر سينغوبتا بعد شهر واحد من إغلاق جوجل Pay القديم، وجعل تطبيقه الجديد إلزاميًا لجميع المستخدمين في الولايات المتحدة.

أدى رحيل سينغوبتا إلى «نزوح جماعي» لـ 40 موظفًا في قسم المدفوعات، وأوقفت خطة الحسابات المصرفية بعد بضعة أشهر من رحيل سينغوبتا.

أمضت جوجل ما تبقى من عامي 2021 و2022 في حذف جميع التغييرات التي أجراها سينغوبتا.

ظهرت محفظة جوجل الجديدة في يوليو 2022، وكانت بمثابة تطبيق جوجل عادي.

أوقفت الشركة تطبيق جوجل Pay القديم في الولايات المتحدة، ولم يبرز على المستوى الدولي مطلقًا.

أوقف سوء الإقبال كل الخطط لطرح التطبيق في جميع أنحاء العالم، ومن غير الواضح إذا كان ذلك جزءًا من الخطة.

نشرت جوجل بالفعل خريطة عالمية سخيفة إلى حد ما توضح بالتفصيل تطبيقات الدفع التي ستعمل في دول محددة.

حصلت سنغافورة والولايات المتحدة فقط على جوجل Pay الجديد، في حين انتقل الجميع من جوجل Pay القديم إلى جوجل Wallet.

ليس لدى جوجل نظام دفع P2P الآن، وتدعم المحفظة فقط ميزة النقر للدفع، وبطاقات الهدايا، ورخص القيادة، ولا يمكن إرسال الأموال إلى الأصدقاء أو العائلة أو أي شخص آخر.

الآن، ستضطر جوجل إلى التنازل عن حصتها في هذا السوق لتطبيقات مثل Venmo وZelle بعد الكوارث التي عصفت بتطبيقها.

اقرأ أيضًا:

كيف تستخدم جوجل باي للدفع وتحويل الأموال

ابل ام جوجل ، ايهما سيستمر بالتفوق ؟

ترجمة: طاهر قوجة

تدقيق: زين حيدر

مراجعة: هادية أحمد زكي

المصدر