تطورت قدرات جوجل بارد مؤخرًا بعد أن أصبح قادرًا على التعامل مع الرياضيات والعمليات المنطقية، وأعلن جاك كراوزيك -أحد موظفي جوجل- عن هذا التغيير على تويتر قائلًا: «سيفهم جوجل بارد ما تقدمه له من تعليمات تتعلق بحل مسائل الرياضيات الكلامية والعادية، وسيجيب عنها على أفضل وجه ممكن، مع إضافة قدرات كتابة السطور البرمجية قريبًا».
كانت الأسئلة ذات الطابع المنطقي تبين واحدةً من أبرز العيوب في جوجل بارد منذ إطلاقه خلال الأيام العشرة الفائتة، وكانت إجابته عن بعض الأسئلة المطروحة عليه تجعله يبدو مغفلًا بدل أن يكون ذكاءً اصطناعيًا.
تُظهر واحدة من الأمثلة عن الأسئلة المطروحة على جوجل بارد أن إمكاناته محدودة منذ أسبوع، إذ أجاب عن سؤال 1 + 2 أنها تساوي 4 مرارًا وتكرارًا، أما الآن فيجيب عن هذا السؤال إجابةً صحيحة وهي 3.
أصبح البوت قادرًا أيضًا على تعداد أشهر السنة على نحو صحيح بدل اختراع أسماء للأشهر، مثل اسم «Maruary».
ما يزال جوجل بارد يواجه صعوبات إذا طُرحت عليه أسئلة منطقية بسيطة جدًا، إذ طرح كريس هوفمن من موقع HowToGeek في اليوم الأول من إطلاقه: «أيهما أثقل؟ حزمة من الريش تزن خمسة باوندات؟ أم دمبل يزن باوندًا واحدًا؟»، وكانت إجابة جوجل بارد المنافية للمنطق: «لا وجود لحزمة من الريش تزن خمسة باوندات!».
لم تكن إجابة بوت ChatGPT أفضل، إذ أجاب عن نفس السؤال قائلًا: «كلاهما لهما نفس الوزن، وهو خمسة باوندات»، والجدير بالذكر أن إجابة جوجل بارد الآن بعد التحديث الأخير عن هذا السؤال هي إجابة ChatGPT ذاتها، ما يدل أن البوت قد تحسن لكن ليس كثيرًا.
قد يكون ما سبق أيضًا، دليلًا على وجود خطأ شائع داخل جميع نماذج اللغة هذه (التي ترتكب الأخطاء دائمًا عندما يتعلق الأمر بالأرقام والحقائق)، لكن الأمر المثير للاهتمام هو احتمالية استخدام شركة جوجل للبيانات ذاتها المستخدمة في ChatGPT لتدريب جوجل بارد، وهي تهمةٌ رفضتها جوجل.
لا تقتصر الفجوات في قدرات جوجل بارد على المنطق فقط، فقد جرى تقييد البوت لكي لا يحاول الإجابة عن الأسئلة المتعلقة بالبرمجة.
عُرف ChatGPT منذ إطلاقه بقدرته على توليد عدد كبير من السطور البرمجية في أي لغة برمجة وبالأسلوب الذي يُفضله المستخدم، وقد تعمل بعض هذه السطور بين الحين والآخر أيضًا.
يقول كراوزيك: «نسعى دائمًا للحفاظ على التوازن بين إضافة قدرات جديدة لجوجل بارد وإبقائه أداة فعالة، ويأتي التحديث الأخير واحدًا من بين العديد من التحسينات التي نعمل عليها كل أسبوع».
ستكون التحديثات الأسبوعية أمرًا عظيمًا لجوجل بارد، فقد تعرضت شركة جوجل لانتقادات كبيرة من جهات في Wall Street لبطء صدور النسخ المطورة من تقنيات الذكاء الاصطناعي لديها.
وُصف الإصدار الأول من البوت أنه تجريبي ولا يُعد جزءًا من محرك بحث جوجل ويقتصر وجوده على موقع صغير خاص به هو bard.google.com، وحتى الآن البوت متاح فقط في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة.
صرح الرئيس التنفيذي سوندار بيتشاي لشركة جوجل في مقابلة له مع نيويورك تايمز أن جوجل ما زالت تُخبئ أفضل ما لديها من تقنيات الذكاء الاصطناعي قائلًا: «لدينا نماذج ذات أداء أفضل دون شك، وقريبًا سنطور جوجل بارد بتزويده بنموذج من نماذج PaLM المحسنة، ربما بعد أن يُصبح البوت متاحًا على الشبكة. يمكن لهذه النماذج إضافة قدرات جديدة لجوجل بارد سواء من مبدأ المنطق أو كتابة سطور البرمجة أو الإجابة عن أسئلة الرياضيات على نحو أفضل، لذلك ترقبوا تحسنًا في أداء البوت في المستقبل القريب».
اقرأ أيضًا:
روبوت شات جي بي تي يحتال على أحد المستخدمين حتى يحل له رمز كابتشا (أنا لست روبوتًا)!
روبوت الدردشة من شركة مايكروسوفت يبدأ بالتهجم على المستخدمين
ترجمة: طاهر قوجة
تدقيق: ميرڤت الضاهر
