تعتمد عملية الاستكشاف هذه على منطقة البحث، تحت جليد القطب الشمالي أم الجنوبي، وإذا حفرنا عميقًا كفايةً، ما الذي سنجده تحت الصفائح الجليدية القطبية؟
هل سنجد الطين أم الصخور أم الماء أم المزيد من الجليد، أم لوحة فسيفسائية قديمة، أم مجرد أرضيات خشبية اصطناعية. يعتمد ذلك على ما نأمل اكتشافه تحت أحد القطبين.
القطب الشمالي هو ببساطة صفيحة جليدية تغطي البحر، وعلى عكس ذلك، فإن القطب الجنوبي هو قارة فعلية، يوجد تحت جليدها كتلة أرضية صخرية قديمة ثابتة ومحفوظة هناك منذ ملايين السنين.
ماذا يوجد تحت جليد القارة القطبية الجنوبية؟
إن الوصول إلى صفائح جليد القارة القطبية الجنوبية واستكشافها ليس أمرًا هينًا، إذ تبلغ سماكة الجليد 4776 مترًا، ويبلغ متوسط سماكته 2160 مترًا، لذلك وفقًا لمؤسسة العلوم الوطنية في الولايات المتحدة، فإن مجموع ما تحتويه القارة القطبية الجنوبية، هو 27 مليون كيلومترًا مكعبًا من المياه المتجمدة، الذي إذا ذاب لسبب ما، سيرفع مستوى سطح البحر نحو 58 مترًا.
حفر الباحثون ثقوبًا في جليد القارة القطبية الجنوبية لأعماق تزيد عن 2000 متر، لكن مساحات واسعة من أعماقه السفلية ما تزال لغزًا، إذ وضعت كاميرات أيضًا في قاع بعض الآبار الضحلة هناك، ما مكّننا من رصد العديد من المشاهد المذهلة وتسجيلها.
ماذا يوجد تحت جليد القطب الشمالي؟
جليد القطب الشمالي ليس عميقًا، إذ تبلغ سماكته في الحقيقة من 3 إلى 4 أمتار فقط على مساحات كبيرة، ويصل عمق حوافه إلى 20 مترًا، وتحت ذلك الجليد الواسع مياه المحيط المتجمد الشمالي، وهي أقل المحيطات الخمسة الرئيسة عمقًا، إذ يبلغ متتوسط عمقها 1038 مترًا.
فإذا كنا نريد أن نتعمق في المسائل المتعلقة بما تحت الغطاء الجليدي للقطب الشمالي، فسيتعين علينا الذهاب إلى قاعه.
في عام 2013، أمضت مجموعة من العلماء من مرصد لامونت دوهرتي للأرض، في جامعة كولومبيا، وقتًا طويلًا في استكشاف المعلومات المتعلقة بالعالم الخفي القابع تحت جليد القطب الشمالي وجمعها، في منطقة بارو في ألاسكا، إذ أرسلوا كاميرات عبر الجليد إلى مياه المحيط المتجمد الشمالي، وجمعوا تسجيلات مصورة لقاع البحر.
أكدت بحوث العلماء وجود قاع بحر موحل مغطى بكمية من الطحالب المدهشة تحت جليد القطب الشمالي، وحصلوا على تسجيلات مصورة لقشريات متماثلة الأرجل متجولة في قاع البحر، وهي كائنات من رتبة القشريات البحرية، مع أنهم لايعرفون إلا القليل عن أنواعها أو أنماط حياتها.
قال آندي جوهل، عالم البيئة المائية وعالم المحيطات الذي يعمل في المشروع في ملاحظته: «أحد الدروس التي قدمتها لنا أبحاثنا في المناطق القطبية هي أننا بحاجة إلى توسيع معارفنا المتعلقة بأماكن نشأة الحياة وازدهارها».
وأضاف أيضًا: «لدينا حياة تنمو داخل جليد القطب الشمالي في درجات حرارة دون درجة التجمد، وهذا يعني معرفتنا بضرورة البحث عن العلوم الحياتية في أماكن غير عادية، إذ يُعد هذا الأمر مثيرًا للاهتمام، نتعلمه بهذا النوع من العمل، وإحدى الحقائق التي توصلنا إليها، هي أن الجليد قد يكون موطنًا صالحًا لعيش الكائنات».
وأردف آندي قائلًا: «إن الكواكب الأخرى التي نرى الجليد يغطيها، هي المكان الذي يجب أن نبحث فيه على الأرجح عن علامات الحياة»
اقرأ أيضًا:
في حال ذوبان القمم الجليدية في القطبين.. كم سيرتفع منسوب مياه المحيطات؟
القطب الجنوبي: حقائق ومعلومات مثيرة
ترجمة: خالد عامر
تدقيق: نور حمود