عانى مراهق سنواتٍ من احتقان الأنف إلى جانب رائحة كريهة غريبة، وعندما نظف أنفه تبين وجود رصاصة مسدس خرز مستقرة في أنفه لثماني سنوات، وذلك تبعًا لتقرير الجديد.
في البداية عندما كان بعمر 15 سنة، زار الطبيب بسبب هذه الأعراض الغريبة، وقد قال إنه عانى احتقانًا أنفيًا لعدة سنوات إلى جانب نقص في حاسة الشم وذلك تبعًا للتقرير الذي نُشر في 18 فبراير في مجلة JAMA Otolaryngology – head &Neck Surgery.
فحص الأطباء أنف المريض من الداخل بواسطة منظار أو بواسطة أنبوب مرن مثبت في نهايته كاميرا وقد لاحظوا توسّع الممرات الضيقة التي تسمى بالقرينات وهذه الحالة تسببها أحيانًا الحساسية الموسمية أو التهاب الجيوب.
يقول كاتبو التقرير: «وصف الأطباء بخاخات أنفية للمريض وأدوية مضادة للهيستامين وأخبروه أن يعود لمراجعتهم بعد 4-6 أسابيع، ولكن المريض لم يعد للمراجعة إلا بعد سنة أي عندما بلغ 16 سنة وما انفك يعاني من الأعراض الأنفية نفسها ولكن الآن عندما ينظف أنفه تنتشر رائحة كريهة ولاذعة في الغرفة».
قال المريض إنه لم يشعر أن لديه رائحة نفَس كريهة ولكنه كان يشعر بالإحراج في كل مرة كان ينظف أنفه فيها وتنتشر الرائحة الكريهة في الغرفة.
أجرى الأطباء صورة طبقية محورية للأنف ولاحظوا وجود بنية كروية بطول 9 ملم غريبة في تجويف الأنف، ثم خضع المريض للجراحة وأُزيل الجسم الغريب الذي تبين أنه رصاصة مسدس خرز معدنية.
وبعد التحدث مع المريض وعائلته عرف الأطباء أنه أُصيب برصاصة مسدس في أنفه عندما كان في عمر 8 أو 9، لم يعانِ من أعراض في ذلك الوقت فلم يقم والداه بتقديم الرعاية الطبية له.
يقول المؤلف المشارك بالدراسة ديلان إروين، طالب طب في مركز العلوم الصحية بجامعة تكساس في سان أنطونيو: «يسبب استقرار أجسام غريبة في الأنف أحيانًا رائحة كريهة لأن الجسم الغريب يسبب انسداد ممرات التصريف في الأنف حيث يتشكّل المخاط الذي يتجمع فيه الحطام والبكتيريا، ولكن تشكيل المخاط لا يسبب دائمًا حمى أو علامات إصابة بالعدوى ولذلك قد نخطئ بالتشخيص».
ويتابع إروين: «بالإضافة إلى أنه في حالة الصبي كان من الصعب اكتشاف وجود الرصاصة لأنها مع الوقت أصبحت مغطاة بنسيج جديد، نسيج طبيعي كامل قد نما فوقها، ولكي يستطيع الأطباء رؤية الرصاصة كان عليهم إزالة النسيج المحيط بها جراحيًا».
ويضيف: «أصبحت مستقرة في أرضية الأنف تحت بنية تسمى القرين السفلي، وكانت الرصاصة مقحمة بإحكام بداخل الأنف لدرجة أن تنظيف الأنف لم يستطع أن يزيلها، وبعيدة جدًا فكان من الصعب رؤيتها».
يقول التقرير: «تعد الإصابة برصاص المسدسات شائعة عند اليافعين، ولكن هذه الحالة فريدة لأنها حدثت منذ وقتٍ طويلٍ ولم يكن المريض يعاني من أعراض رض أنفي».
ويقول إروين: «عند وجود جسم أجنبي عالق في الأنف لفترة طويلة، يقلق الأطباء من حدوث عدد من الاختلاطات بما فيها تطوير التهاب قد ينتشر إلى عظم الفك أو العيون، أو تخريب العظم المجاور للأنف بفعل سنوات من الالتهاب، إضافة إلى ذلك هناك خطر استنشاق المريض للجسم الغريب إذا نزاح من الأنف ونزل إلى الأسفل و دخل في الحنجرة».
لحسن الحظ لم يعانِ المريض أيًا من هذه الاختلاطات، وبعد الجراحة عاد النسيج في أنفه بشكل طبيعي واختفت الرائحة الغريبة الكريهة.
اقرأ أيضًا:
ما أسباب احتقان الأنف؟ وما علاجه؟
التهاب الأنف غير التحسسي nonallergic rhinitis
ترجمة: هديل بلدية
تدقيق: جورج حلبي