ذهب رجلٌ ثمانينيّ يعيش في إيرلندا لاستشارة طبيبه بعدما كان يعاني من الترنح وعدم الثبات لفترةٍ من الزمن.
أظهر الطبقي المحوري لدماغ هذا المريض أن جزءًا كبيرًا من فصه الجبهيِّ الأيمن يبدو مفقودًا.
أُحيل الرجل إلى المشفى بسبب زيادة عدد حالات السقوط والشعور بعدم الاستقرار لعدة أشهر، بالإضافة إلى شعوره بالضعف في جانبه الأيسر في الأيام الثلاثة التي تسبق دخوله المشفى.
وهذا العرَض الأخير مع فقدان التوازن يشير في كثيرٍ من الأحيان إلى الجلطة الدماغية.
أُجري له طبقي محوري للدماغ مرةً أخرى, وكانت النتيجة غريبة، إذ تبين وجودُ ثقبٍ أسود كبيرٍ يبلغ (9 سم) حيث ينبغي أن يكون فصه الأمامي الأيمن.
وأكد الرنين المغناطيسي أن المادة الدماغية للرجل لم تكتمل، ووُجدت بدلًا منها فجوةٌ هوائيةٌ داخل جمجمته.
وقد ذكر الأطباء في تقرير الحالة, أن هذا يوجد في مرضى الإصابات الوجهية, والإنتانات الرئوية، وجراحة أورام قاعدة الجمجمة، ولكن ولا واحدة من هذه الحالات تصلح أن تفسر الفجوة الهوائية الكبيرة في جمجمة المريض.
كما كشف التصوير بالرنين المغناطيسي عن ورمٍ عظميٍّ من الأورام الحميدة الشائعة في العظم الجبهي لجمجمة الرجل.
والتآكل الناتج عن الورم قد يسمح باتصال تجويف الأنف مع جوف الدماغ؛ وهذا مايفسر اندفاع الهواء من الأنف وتجمعه في الجمجمة تحت تأثير ما أطلق عليه الأطباء اسم الصمام أحادي الاتجاه.
قد يكون هذا اختلاطًا نادرًا وغير معروفٍ للورم العظمي المرتكز على الجيوب الأنفية.
أخيرًا، تبين أن مخاوف الأطباء كانت مرتبطةً بالتأثيرات الموضعية لهذه الفجوة، وذلك بسبب ضغطها على نسيج الدماغ، إذ سببت للمريض جلطةً دماغيةً بسيطة، وهذا مايفسر الضعف العضلي الذي عانى منه المريض في الجانب الأيسر.
اقترح الأطباء عقد لجنةٍ جراحية، إذ يقوم فريقٌ من جراحي الأعصاب بالتخلص من الهواء في الجمجمة، وإصلاح الأضرار الناجمة عنه، في حين أن جرّاح الأذن من شأنه إزالة الورم العظميّ.
وبعد اطلاع المريض على مخاطر هذا العمل الجراحيّ رفض إجراءه تمامًا، فقد اكتفى الأطباء بالتخلص من الهواء في جمجمته للوقاية من الجلطات الدماغية الثانوية.
كتب الأطباء أنه في بعض الحالات قد تتحسن الأعراض مع مرور الوقت, لكن قد يؤدي عدم إجراء العمل الجراحيّ إلى تفاقم الحالة والإصابة المترقية.
لحسن الحظ أظهرت المتابعة بعد 12 أسبوعًا تحسنًا عفويًا في الأعراض وبقي المريض على ما يرام ولم يعد يشعر بالضعف في جانبه الأيسر.
- ترجمة: حازم فرحان الطرشة
- تدقيق: تسنيم المنجّد
- تحرير: ناجية الأحمد
- المصدر