لأنه على ما يبدو فإن زراعة رؤوس مختلفة على أكثر من 1000 فأر ليس كافيًا…
أتذكرون في فبراير عندما أعلن الجراح وعالم الأعصاب الإيطالي كانافيرو خططًا للقيام بأول عملية زرع رأس إنسان على الإطلاق وذلك في ديسمبر 2017, مما أثار استياء العلماء العقلاء والمنطقيين في كل مكان؟
حسنًا, إن المسير البطيء والمتشابك نحو تجربة لا يكاد أحد يرغب أن يراها تحدث قد أخَذَ خطوةً أبعد مع الإعلان هذا الأسبوع أن الجراح رين شياوبينج Ren Xiaoping من جامعة هاربين الطبية في الصين, سيكون شريكا لكانافيرو في تأدية العملية المثيرة للجدل.
للمشروع بالفعل متطوع يقف في الصف: ألا وهو فاليري سبيريدونوف, رجل روسي يبلغ الثلاثين من عمره, مصاب بالضمور العضلي, وقد أعلَن في أبريل أنه ينوي إزالة رأسه وإيصاله لجسم شخص آخر. وقد أخبر جريدة البريد اليومي (Daily Mail) في وقت الإعلان قائلا: “قراري نهائي ولا أخطط لتغيير رأيي”.
الآن وفي اجتماع في شمال الصين لآخر ما توصل إليه العلم, قال كانافيرو: “أنه قد تمكن من تطويع جراح رأس لمساعدته ليس فقط في تأدية العملية المثيرة للجدل وإنما لمعرفة كيفية القيام بها”. قال الدكتور كانافيرو للصحافة : “د.رين هو الشخص الوحيد في العالم القادر على قيادة هذا المشروع, ولقدراته التنظيمية المتفوقة ربما تكون الصين هي الخيار الأفضل لتأدية عملية زرع الرأس”.
أي شخص قد نبّش في عالم زرع الرؤوس الدنيء سيعرف الاسم “رين شياوبينغ”, فمنذ سنة 2013 قام هذا الرجل بتوصيل 1000 رأس على الفئران وقد أعلن خططه لتأدية نفس العملية على الرئيسيات خلال هذه السنة.
هذا طموح بما فيه الكفاية, فكما أبلغت جريدة وول ستريت, أنه بينما كان قادرًا على منح كل تلك الفئران رؤوسًا جديدة, مكنتها من التنفس والشرب والرؤية بنجاح, فإن العملية التي استغرقت 10 ساعات لم ننتج أي فأر هجين قادر على العيش لما يتجاوز بضع دقائق.
ستفكر أنه حاول اكتشاف كيفية إعطاء تلك الفئران المسكينة وقتًا أكثر بقليل في اجسادهم الجديدة قبل أن يستعجل هذه التجربة الفظيعة على قرد, ولكن شياوبينغ يقول أنه قام بجعل العملية مثالية, وخصوصا فيما يتعلق بإعطاء الدم المؤكسج من الأدمغة إلى أجسادها الجديدة, كما أخبر جريدة وول ستريت أنه يأمل أن الرئيسيات ستعيش “مدة بسيطة على الأقل”.
لقد مرت حوالي خمسة قرون منذ أول عملية زرع رأس بنجاح؛ في عام 1970 وُضِعَ رأس قرد على جسد آخر في جامعة كيس وسترن ريسيرف Case Western Reserve الطبية في الولايات المتحدة, وقد استطاع هذا الهجين أن يعيش عبر تنفس صناعي لمدة تسعة أيام.
وصفت هيلين ثومسون -في “العلماء الجدد” في فبراير- العملية التي ينوي كانافيرو القيام بها بقولها:
“رأس المستقبـِل سيُزال إلى جسد المانح والنهايتان للحبل الشوكي –اللتان تشبهان حِزَمًا مكتظة من السباغيتي- ستلتحمان معًا. ولتحقيق ذلك, ينوي كانافيرو شطف المنطقة بمادة كيميائية تدعى بوليثالين جلايكول, ومتابعة الحالة لعدة ساعات بالحقن بنفس المادة, فكما يجعل الماء الساخن السباغيتي ملتصقة ببعضها, يشجع البوليثالين جلايكول الدهون في خلايا الغشاء على أن تتشابك”.
سنبقى مشككين حتى النهاية, وكما أخْبَر هَـنت باتجير Hunt Batjer -الرئيس المنتخب للجمعية الأمريكية لجراحي الأعصاب- صحيفة الإنديبيندنت: “إنه ليس شيئًا يجدر بـ سبيريدونوف أن يخوضه, حتى إن كان مقتنعا أنه خياره الأفضل”. وأضاف باتجير: “لم أكن لأتمنى هذا لأي أحد, ولم أكن لأسمح لأي أحد أن يفعل ذلك لي حيث أن هناك العديد من الأمور أسوأ من الموت”.