جراحة قرحة المعدة من الإجراءات المستخدمة لعلاج قرحة المعدة، تُجرى الجراحة عادةً عندما تسبب قرحة المعدة ألمًا أو نزيفًا لا يتحسن بالعلاج الدوائي.

طرق جراحة القرحة الهضمية:

تُجرى الجراحة لإزالة الأنسجة النازفة التي لا تلتئم، أو لتقليل إفراز الحمض الذي يسبب قرحة المعدة.

لإجراء الجراحة عدة طرق، بعضها أكثر تدخلًا جراحيًا من الآخر:

  •  جراحة البطن المفتوحة.
  •  جراحة البطن التنظيرية قليلة التدخل.
  •  الجراحة الباطنية بالتنظير.

عادةً تُستخدم واحدة من خمس عمليات جراحية لعلاج قرحة المعدة، وبعضها يُجرى بالتزامن مع الآخر:

 رقعة غراهام:

تُستخدم رقعة غراهام، المعروفة أيضًا بترميم جدار الأمعاء الشحمي، لإصلاح القرحة المنثقبة عبر جدار المعدة.

تتضمن هذه العملية أخذ رقعة من الثرب -الأنسجة الدهنية التي تغطي عادةً المعدة والأمعاء- وتثبيتها بخيوط فوق مكان الثقب في جدار المعدة.

يمكن إجراء عملية رقعة غراهام بالتنظير، لكن في حالة الطوارئ الطبية قد يتطلب الأمر جراحة مفتوحة.

 استئصال المعدة الجزئي:

تتضمن هذه العملية إزالة جزء من المعدة، وتُجرى هذه العملية عندما لا يمكن إيقاف نزيف القرحة بالعلاج المحافظ. يُستأصل الجزء المتقرح من المعدة، وتُخاط أطراف القطع لإغلاق الجرح.

 قطع المبهم:

هو عمل جراحي يُقطع فيه فرع واحد أو أكثر من فروع العصب المبهم، الذي يمتد من الدماغ إلى الأمعاء الغليظة «القولون».

يُحفز العصب المبهم إفراز حمض المعدة عند رؤية الطعام أو شم رائحته، لكن عند بعض الأشخاص قد يُحفز العصب المبهم إفراز حمض المعدة بإفراط، على هذا فإن قطع المبهم قد يقلل بدرجة كبيرة إنتاج حمض المعدة.

 استئصال غار المعدة:

عملية جراحية يُستئصل فيها الثلث السفلي من المعدة، المعروف بغار المعدة، الذي يُنتج إنزيم الغاسترين الذي يحفز إفراز حمض المعدة من الخلايا الجدارية التي تبطن المعدة والعفج.

قد يقلل استئصال غار المعدة أيضًا من نسبة الخلايا الرئيسية في المعدة، إذ تفرز هذه الخلايا إنزيم الببسين الهاضم، الذي عندما يُفرز بكميات كبيرة، قد يقلل من سماكة الطبقة المخاطية التي تحمي المعدة.

عادةً ما تجرى عملية قطع المبهم بالتزامن مع عملية استئصال غار المعدة، بجراحة مفتوحة أو بالتنظير.

 رأب البواب:

هو إجراء جراحي يُجرى لتوسيع مخرج المعدة، المُسمى البواب.

يستهدف هذا العمل الجراحي خصوصًا العضلة العاصرة البوابية، وهي عضلة ملساء دائرية تساعد على تنظيم خروج محتويات المعدة وتمنع اندفاع الحمض من المعدة إلى العفج.

يمكن استخدام عدة تقنيات جراحية لرأب البواب، أكثرها شيوعًا تقنية «هينكي ميكوليكس». إذ يُجرى شق طولي في عضلية البواب المرتخي، ثم خياطته عرضيًا، في إجراء موسع لمخرج المعدة.

متى يجب إجراء جراحة قرحة المعدة؟

قد تكون الجراحة ضرورية لمضاعفات قرحة المعدة أو لعلاج القرحة المعندة على العلاج المحافظ.

تشمل اختلاطات القرحة التي تستلزم العلاج الجراحي:

الانثقاب: قد تؤدي القرحة إلى انثقاب جدار المعدة، وهو من المشكلات الخطيرة، إذ يؤدي إلى تسرب العصارة الهضمية والطعام والبكتيريا من المعدة إلى جوف البطن.

تسبب القرحة المنثقبة ألمًا حادًا فجائيًا في المعدة، وقد تسبب حمى ونزيفًا غزيرًا، واضطرابات دموية، وفقدان الوعي.

النزيف: قد تسبب القرحة النازفة تغوطًا دمويًا أو تقيؤًا دمويًا، وقد يكون النزيف مؤلمًا أو من دون ألم.

عادةً، تُعالج القرحة النازفة بالتنظير الباطني، وإذا كان النزيف غزيرًا وفجائيًا فقد توجد حاجة إلى إجراء عملية جراحية طارئة.

انسداد مخرج المعدة: من المضاعفات نادرة الحدوث، إذ تسبب قرحة المعدة تورمًا أو تندبًا، ما يعيق إخراج محتويات المعدة.
تشمل الأعراض التقيؤ وألم البطن.

يُخفَف انسداد مخرج المعدة بالتنظير العلوي أو بالجراحة، بالتزامن مع علاج القرحة.

القرحة المعندة: قد تتطلب القرحة التي لا تتحسن بالعلاج المحافظ إجراء تدخل جراحي.

قد تكون القرحة المعندة ناتجة من أمراض تزيد إنتاج إنزيمات المعدة، مثل متلازمة زولينغر-أليسون، أو تآكل بطانة المعدة بسبب سرطان المعدة.

ما الحالات التي يجب ألا تخضع لجراحة قرحة المعدة؟

قد تمنع عدة مشكلات مريض قرحة المعدة من إجراء جراحة:

  •  لا يمكن إجراء جراحة إذا كانت قرحة المعدة كبيرة جدًا أو غير قابلة للإصلاح بوساطة الجراحة.
  •  أحيانًا، قد يؤهب مرض مزمن، مثل داء كرون، لتكرار الإصابة بالقرحة، عندها قد لا تكون الجراحة علاجًا نهائيًا.
  •  إذا كان مريض القرحة يعاني مرضًا خطيرًا مثل السرطان، فقد لا يتحمل إجراء جراحة قرحة المعدة.

تغييرات نمط الحياة قبل الجراحة:

يحتاج المريض إلى الصيام عن تناول الطعام والشراب من منتصف الليل قبل يوم الجراحة.

يوصي الطبيب بتجنب التدخين وشرب الكحول قبل الجراحة لتجنب تهيج القرحة.

قد يُطلب أيضًا عدم تناول الأطعمة التي قد تفاقم قرحة المعدة، مثل الأطعمة الحارة أو الحمضية.

قد يحتاج المريض أيضًا إلى ضبط جرعة الأدوية المضادة للالتهابات، الأدوية المضادة للسكري، أو علاجات قرحة المعدة، وإيقاف مميعات الدم.

تحضير المريض قبل الجراحة:

قد يخضع المريض لبعض الفحوصات قبل الشروع بالجراحة، إذ تشمل هذه الفحوصات: صورة صدر بسيطة، تحاليل الدم، وفحص البول، تخطيط القلب، تعداد الدم الكامل لتقييم وجود فقر الدم.

قد نحتاج إلى تصحيح بعض المشكلات الصحية، مثلًا: فقر الدم أو تحاليل دم غير طبيعية -مثل تغير نسبة الكالسيوم أو البوتاسيوم- قبل البدء بالجراحة.

أشكال التخدير المستخدم في جراحة قرحة المعدة:

التخدير الوريدي: يُستخدم في الجراحة التنظيرية، إذ يُحقن المخدر في الوريد لينام المريض بعدها، من ثم يُراقَب النبض، وضغط الدم، ومعدل التنفس، ونسبة الأكسجين.

التخدير الفموي: عند إدخال المنظار من طريق الفم، قد يُستخدم مخدر فموي لتخفيف التوتر لدى المريض.

التخدير العام: يُستخدم عند إجراء جراحة بطن مفتوحة، أو جراحة تنظيرية قليلة التدخل، إذا يُحقن المخدر وريديًا، ما يمنع المريض من الحركة والإحساس. ويوضع المريض على جهاز التنفس في أثناء الجراحة.

في أثناء الجراحة:

تبدأ الجراحة بعد إكمال تحضير المريض، وتعتمد الخطوات التالية على التقنية الجراحية التي سيستخدمها الجراح لعلاج القرحة الهضمية.

الجراحة الباطنية بالتنظير: إذا كان الجراح سيجري تنظيرًا بطنيًا، يُدخَل المنظار بلطف عبر فم المريض والمريء إلى المعدة، سيتمكن الجراح من رؤية القرحة والبنى المحيطة على شاشة المراقبة اعتمادًا على كاميرا المنظار.

تُستخدم أدوات جراحية تُدخل عبر المنظار لعلاج القرحة وضبط النزف.

الجراحة البطن التنظيرية قليلة التدخل: يُجرى شق بطني صغير طوله نحو 5 سنتيمترات، ويقطع الصفاق -الغشاء الذي يغلف أحشاء البطن- والدهون المحيطة بالمعدة والأمعاء، ثم يجري الجراح شقًا صغيرًا في المعدة.

يُدخل المنظار المجهز بأدوات الجراحة وكاميرا عبر الشق الجراحي، والصفاق، وصولًا إلى المعدة، ويرى الجراح بوساطة المنظار أحشاء البطن على شاشة المراقبة.

تُجرى الجراحة، التي تتضمن قطع أحد فروع العصب المبهم، واستئصال النسيج المتقرح والسيطرة على النزيف، أو قد يرتق الجراح مكان القرحة بأنسجة سليمة، ثم توضع القطب.

بعد إكمال الجراحة، يغلق الجراح الصفاق والجلد، وقد يوضع أنبوب نزح ضمن تجويف البطن أو المعدة، وتمديده خارج الجسم لتصريف الدم أو السوائل المرتشحة.

جراحة البطن المفتوحة: يُجرى شق جراحي بطول 7 – 15 سنتيمتر، ثم يقطع الصفاق وصولًا إلى المعدة بالقرب من مكان القرحة.

قد تتضمن الجراحة استئصال القرحة وربط فتحة المعدة بالأمعاء الدقيقة، أو إغلاق فتحة جديدة أُجريت في المعدة جراحيًا، أو خياطة رقعة لتغطية القرحة.

بعد إكمال الجراحة، قد يوضح مُنزح للسوائل المرتشحة، ويُخيط البريتون والشق الجراحي، ويُغطى مكان الجرح بضماد.

مخاطر جراحة قرحة المعدة ومضاعفاتها:

قد تسبب جراحة قرحة المعدة مضاعفات فورية، أو تؤدي إلى مشكلات هضمية متأخرة.

تنجم بعض المضاعفات الفورية عن إجراءات جراحية غير مخطط لها، في حين ترتبط المضاعفات المتأخرة بالتغييرات الهيكلية الحاصلة في جهاز الهضم، التي تعد جزءًا أساسيًا من العلاج.

تشمل مضاعفات العملية: حدوث إنتان، والنزيف، وحدوث انثقاب من جديد، أو إصابة المريء أو المعدة أو الأمعاء الدقيقة.

يترافق مع المضاعفات السابقة حدوث:

  •  ألم.
  •  حمى.
  •  غثيان وتقيؤ.
  •  تقيؤ دموي.
  •  تغوط دموي.
  •  دوار.
  • قد يؤدي الالتهاب الحاصل بعد الجراحة إلى انسداد الجهاز الهضمي مع ألم، تورم في البطن، إمساك شديد، وتقيؤ.
  •  سائل عكر أو دموي في التصريف.

عند حدوث أي من المضاعفات السابقة في فترة التعافي يجب الاتصال بالطبيب المعالج.

المضاعفات المحتمل حدوثها على المدى الطويل:

قد تحدث مضاعفات طويلة الأمد نتيجة فقدان الأنسجة العضلية أو العصبية بعد الجراحة. تشمل هذه المضاعفات:

  •  خزل المعدة: تأخر إفراغ المعدة مع الانتفاخ والإمساك.
  •  متلازمة الإغراق: الإفراغ السريغ للمعدة مع الإسهال.

نمط الحياة بعد الجراحة:

يجب على المريض تجنب التدخين والكحول دائمًا، فضلًا عن الأطعمة الحمضية والحارة. ويجب أيضًا تناول وجبات صغيرة متكررة بدلًا من الوجبات الكبيرة لتجنب الانتفاخ والغثيان.

اقرأ أيضًا:

القرحة الهضمية Stomach (Peptic) Ulcers

قرحة المعدة عند الأطفال: الأسباب والعلاج

ترجمة: حسن السعيد

تدقيق: أكرم محيي الدين

المصدر