أجرى باحثون من جامعة ماكماستر في أونتاريو في كندا دراسة جديدة أوضحوا فيها أن استئصالًا بسيطًا لملحق صغير في القلب يقلل خطر الإصابة بالسكتات الدماغية عند المرضى الذين يعانون اضطراب النظم القلبي، ويسمى هذا الملحق بالملحق الأذيني الأيسر وهو نسيج غير مستخدم يشبه الإصبع يحتجز الدم داخل الأذينة ما يزيد خطر تشكل الخثرات، ولهذا السبب يقلل استئصاله خطر الإصابة بالسكتة الدماغية عند أكثر من ثلث السكان الذين يعانون تسرع القلب أو بطئه أو اضطراب النظم فيه، ما يحقق فوائد إضافية إلى تلك التي تحققها مميعات الدم التي يصفها الأطباء لمرضى اضطراب النظم.
قال الدكتور ريتشارد ويتلوك مؤلف الدراسة وأستاذ الجراحة في الجامعة الكندية:
«إذا كان لدى المريض رجفان أذيني وخضع لجراحة قلب، فإن الجراحين سيستأصلون الملحق الأذيني لأنه سبب لتشكل الخثرات، وقد أظهرت دراستنا أن ذلك الإجراء آمن وفعال في منع حدوث السكتة الدماغية، ما سيحدث تأثيرًا إيجابيًّا على عشرات الآلاف من المرضى حول العالم».
تابعت الدراسة 4811 شخصًا يعانون الرجفان الأذيني ويتناولون مميعات الدم في 27 بلدًا، اختير المشاركون الذين أجروا جراحة مجازات قلبية رئوية عشوائيًا لاستئصال الملحق الأذيني الأيسر، وقارن الباحثون بعدها النتائج بمن يتناولون مميعات الدم فقط طوال 4 سنوات بالمتوسط، وكان العمر الوسطي للمرضى 71 سنة.
قُدمت الدراسة حديثًا في مؤتمر الكلية الأمريكية لأمراض القلب، ونشرتها مجلة نيو إنجلاند للطب.
مناقشة الفوائد
صرح اثنان من أطباء القلب أن الجراحين يغلقون بالفعل الملحق الأذيني الأيسر لتقليل احتمالات السكتة الدماغية عند المريض.
يقول الدكتور نيكيل واريور -المدير الطبي للفزيولوجيا الكهربائية في مركز أورنج كوست الطبي في وادي فاونتن- إن هذا الإجراء ممتاز للمرضى غير المرشحين للمعالجة طويلة الأمد بمميعات الدم بسبب خطر حدوث النزف عندهم أو مشكلات أخرى مرتبطة به، ولديهم خطر عالٍ لحدوث السكتة الدماغية، ما يعني إمكانية الاستغناء مستقبلًا عن تلك الأدوية.
كذلك أوضح الدكتور شيفال دوشي -مدير الفيزيولوجيا الكهربائية للقلب في مركز سانت جونس الصحي في سانتا مونيكا- أن استئصال هذا الملحق -بوصفه بنية جنينية تتشكل في المراحل الباكرة من تطور الجنين- لم ينتج عنه أي نتائج سلبية، ويضيف أن المرضى الخاضعين لجراحة قلب مفتوح يُستأصل الملحق عندهم، ولكن مثل أي شيء في الطب فإن لذلك المفهوم معانٍ كثيرة، ولكن حتى نتحقق من التجارب السريرية لا نُجري ذلك للمرضى، فالأمر يتطلب سنوات من التجربة والدراسة ليظهر لنا أخيرًا دور الملحق المهم في تشكيل الخثرات الدموية عند مرضى الرجفان الأذيني، فإذا كان إغلاقه سهلًا في أثناء الجراحة فينصح بذلك خاصةً عند مرضى الرجفان الأذيني الخاضعين لعملية قلب مفتوح.
إجراء آمن وسريع
قال المحقق الرئيس للدراسة ستيوارت كونولي:
«ستغير نتائج الدراسة الممارسة على الفور، لأن هذا الإجراء بسيط وسريع وآمن لدى 15% من المرضى الخاضعين لجراحة القلب الذين يعانون الرجفان الأذيني، ما يمنع السكتة الدماغية والمعاناة التي تسببها».
أوضح الدكتور ويتلوك أن الباحثين اشتبهوا بوجود علاقة بين تشكل الخثرات الدموية والملحق الأذيني الأيسر منذ أربعينيات القرن الماضي، وبذلك يعد إغلاقه إجراءً منطقيًا للحد من ذلك، ويمكن إغلاقه عند المرضى غير المحتاجين إلى جراحة قلب باستخدام طرق متطورة طفيفة التوغل، وهذه الطرق غير مكلفة وآمنة دون أي تأثيرات خطيرة طويلة الأمد.
اقرأ أيضًا:
السكتة الدماغية الإقفارية: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج
قد تكون مميعات الدم خيارًا أفضل من الوارفارين لمرضى الرجفان الأذيني
ترجمة: هادي سلمان قاجو
تدقيق: محمد حسان عجك