بالقرب من الشمس، يوجد كوكب عطارد، عالم يمتلك شبه غلاف جوي والكثير من الحفر. لم نعرف الكثير حول هذا الكوكب -بخلاف بعض الصور لأجزاء منه- قبل أن ترسل ناسا مركبة الفضاء Messenger والتي وصلت إلى الكوكب سنة 2008. أما الآن وقد درات مسنجر سنوات حول هذا الكوكب ، فنحن نعرف الكثير. إليك بعضًا من هذه المعلومات المفيدة حول عطارد.
1- يمتلك عطارد الثلج ومواد عضوية
قد يبدو هذا مفاجئًا نظرًا لقرب الكوكب من الشمس، لكن يوجد هذا الثلج في حفر ظليلة دائمًا ولا يسقط ضوء الشمس عليها إطلاقًا. وُجدَت أيضًا مواد عضوية -حجر الأساس لبناء الحياة- على سطح الكوكب.
وبالنظر إلى افتقار عطارد إلى غلاف جوي كافٍ وارتفاع درجات الحرارة بما لا يسمح بوجود الحياة كما نعرفها، فإن وجود مواد عضوية يوضح أن هذه المكونات وُزعَت على النظام الشمسي بالكامل. بالإضافة إلى وجود كمية كبيرة من الكبريت وهو ما يحاول العلماء فهمه، إذ أنه لا يوجد بهذا التركيز في أي كوكب آخر في نظامنا الشمسي.
2- الثلج على عطارد أحدث مما نتوقع
باختبار الثلج، تبين أنه يمتلك حدودًا حادةً وهو ما يعني أنه لم يمض زمن طويل على تجمده. إذ أنه لو كان كذلك لتآكل واختلط بالسطح الترابي للكوكب. لذا فإنه من المرجح وجود هذا الثلج مؤخرًا، لكن كيف؟ يضاف إلى ذلك اختلاف عصور تكون الثلج على كل من عطارد والقمر وهو ما يعني تعرض كِلا الجُرمين لظروف مختلفة.
3- غلاف عطارد الجوي يتغير بناء على بعده عن الشمس
يمتلك الكوكب غلافًا جويًا رقيقًا جدًا يُعرف باسم الإكزوسفير -يمتلك القمر مثله- وقد رصد العلماء الكالسيوم والصوديوم والماغنيسيوم ضمن مكونات هذا الغلاف الجوي. ويبدو أن كل هذه العناصر تغير تركيزها كلما اقتربت أو بعدت مسافة عطارد عن الشمس. تغيرات مرتبطة بمقدار ضغط الإشعاع الشمسي الساقط على الكوكب على ما يبدو.
4- مجال عطارد المغناطيسي مختلف عند قطبيه
يولد عطارد مجاله المغناطيسي من الداخل بطريقة ما، لكنه ضعيف جدًا -حوالي 1% من المجال المغناطيسي للأرض- وقد رصد العلماء اختلافًا في قوة هذا المجال عند الأقطاب، وتحديدًا القطب الجنوبي، إذ احتوت خطوط المجال المغناطيسي على فتحات أكبر، تضرب جسيمات مشحونة من الشمس الكوكب من خلالها. ويعتقد أن هذه الجسيمات تنْحَت سطح الكوكب وتشارك في بنيته.
5- برغم مجاله المغناطيسي الضعيف، يتصرف عطارد بشكل مشابه لكوكب الأرض
بالتحديد، يشتت الحقل المغناطيسي الجسيمات بطريقة مشابهة لكوكب الأرض صانعًا ما يسمى بالتدفق العشوائي الحار، وهو ما رُصد في كواكب أخرى. يحدث ذلك لأن الجسيمات المتدفقة من الشمس لا تصل مُجتمعة، بل تضطرب إذا اعترضها مجال مغناطيسي لأحد الكواكب. عندما تُحاصَر البلازما الناتجة عن هذه الاضطرابات، يخلق الغاز فائق الحرارة هذه التدفقات العشوائية الحارة.
6- مدار عطارد المنحرف، ساهم في إثبات نسبية أينشتاين
مدار عطار المنحرف متناسب مع الكواكب الأخرى وقريب من الشمس، ساعد ذلك العلماء على تأكيد النظرية النسبية العامة لأينشتاين. يمكن القول ببساطة أن النظرية تتناول كيفية تغير ضوء نجم ما عندما يدور كوكب على مسافة قريبة منه. ووفقًا لما ورد في الموسوعة البريطانية، أكد العلماء جزءًا من النظرية عن طريق عكس إشارات الرادار الساقطة على عطارد. تقول النظرية أن مسار الإشارة سيتغير قليلًا في حالة وجود الشمس عن حالة عدم وجودها، وتطابق ما حدث مع تنبؤات النسبية العامة.
7- من الصعب رصد عطارد في السماء على الرغم من اكتشافه منذ ألفية كاملة
يميل عطارد إلى لعب الغُمّيضة مع الشمس ما يجعل مراقبته تمثل بعض التحدي. يشرق الكوكب ويغيب بالقرب من نفس المكان الذي تشرق منه أو تغيب فيه الشمس. ما يعني أن هواة الفلك يلزمهم محاربة الظل لمراقبة هذا الكوكب الصغير. امتلك القدماء سماءً أكثر ظلمة -لغياب التلوث الضوئي- لذا كان باستطاعتهم رصد الكوكب بشكل أفضل ولهذا السبب عُرف هذا الكوكب لآلاف السنين، ورُبط بعدد من الآلهة في الحضارات القديمة.
8- لا يمتلك عطارد حلقات أو أقمارًا
أحد الطرق المُستخدمة لمحاولة فهم كيفية تكوُّن نظامنا الشمسي هي مقارنة الكواكب. والمثير حول عطارد هو عدم امتلاكه حلقات أو أقمارًا، وهو ما يجعله مختلفًا تقريبًا عن كل كواكب النظام الشمسي ما عدا الزهرة الذي لا يمتلك حلقات أو أقمارًا أيضًا.
اقرأ أيضًا:
ستبتلع الشمس كل من الزهرة وعطارد بعد خمس مليار عام
مركبة ماسينجر تتمّ مسحها لكوكب عطارد
ترجمة: مصطفى عبد المنعم
تدقيق: محمد سعد السيد