تُعد إعادة التدوير واجبًا مدنيًا وأخلاقيًا ولكنها قد تكون أيضًا مهمةً شاقة. يرمي الكثيرون منا أكواب القهوة والأغطية إلى صندوق إعادة التدوير بدافع الواجب، مفترضين أن هذه الأكواب سيُعاد تشكيلها إلى نوع من الألعاب الصديقة للبيئة للأطفال المحتاجين، والحقيقة هي أنها على الأرجح ستنتهي في مكب النفايات.
تملك أكواب القهوة البلاستيكية بطانة مقاومة للماء يصعب تدويرها، لذلك ترميها أغلب مرافق إعادة التدوير في القمامة، يؤسفني إخباركم بهذا ولكنكم تعيدون التدوير بطريقة خاطئة.
تحدثنا مع إيريكا ديارمين-يونغ منسقة الشؤون العامة لإدارة النفايات في بنسلفانيا الغربية، وهي أكبر منشأة إعادة تدوير في أميركا الشمالية، وقالت: «تلتقط أساطيل شاحنات إدارة النفايات الخضراء الملايين من صناديق إعادة التدوير على جانب الطريق في كل أسبوع».
أعطتنا ديارمين-يونغ نظرة عن بعض الأخطاء التي يرتكبها المستهلكون في أغلب الأحيان.
1. العمل على استخدام إعادة التدوير بالتمني:
تقول ديارمين-يونغ أن طاقمها رأى كل شيء في سلات إعادة التدوير، ككرات البولينغ ومبردات الستايروفورم وآلات تجفيف الشعر وألعاب الأطفال الالكترونية مع الأضواء والأجراس والخراطيم المطاطية وقطع السيارات وما خفي كان أعظم.
وتضيف: «نرى الكثير من أماني إعادة التدوير التدوير، يقول الناس مثلًا: أنا لا أعرف ما هذه المادة، ربما تكون من البلاستيك أو ربما نوعًا من الزجاج، أرغب بشدة أن أعيد تدويرها لذلك سأضعها داخل الحاوية وأتمنى بعدها أن يقدر فريق إعادة التدوير على إيجاد استخدام آخر، وهم يتمنون إعادة تدوير المادة، ولسوء الحظ عندما تدخل تلك المواد غير القابلة للمعالجة لمصنعنا، فإننا تخرجها باعتبارها ملوثة».
التلوث هو لغة خاصة لإعادة تدوير أي شيء لا يمكن إعادة تدويره في منشأة تقليدية أحادية التوجه، وفي منشأة كهذه تصل حمولة الشاحنات من المواد ممزوجة مع بعضها كالبلاستيك والورق والمعادن والزجاج، وسلسلة من معدات الأجهزة الذكية وعمال يفرزون بسرعة المواد القابلة للإصلاح من القمامة، لذلك عندما ترمي كرة بولينغ إلى سلة إعادة التدوير متمنيًا إعادة تدويرها فكل ما تفعله هو تأخير وصولها مؤقتًا إلى مكب النفايات.
2. التخلص من الحاويات غير النظيفة تمامًا:
إليكم سرًا صغيرًا قذرًا حول إعادة التدوير، فالشركات لا تؤدي هذه المهمة كخدمة عامة، فإعادة التدوير يعد عملًا تجاريًا وتجني إدارة النفايات وكل شركة إعادة تدوير المال من بيع مكعبات عملاقة مسحوقة من المواد المُعاد تدويرها كالبلاستيك والورق والمعادن والزجاج، وينتج عن معالجة المواد من هذه المكعبات منتجات جديدة، ويسمى منتج إدارة النفايات وهو موجود في صندوق إعادة التدوير، ولن يرغب أحد بشراء المنتج إذا كان قذرًا أو رطبًا أو دهنيًا أو غريبًا.
وتقول ديارمين-يونغ: «يمكن لتفاحة فاسدة أن تفسد المجموعة كلها»، وإذا كنت تملك عنصرًا فاسدًا في حمولة المواد، فإنه يفسد كل ما حوله.
تعد السوائل وبقايا الطعام المذنب الأسوأ، فلو انسكبت قنينة مياه أو منظفات كاملة على كومة من الورق المقوى ، فسيصبح الورق المقوى اللزج عديم الفائدة في آلات الفرز، وستتلوّث بقايا اللبن الموجودة في القنينة كل ما هو حولها، وسترفض الشركة المشترية رزمة البلاستيك تلك، وسيبحث العاملون في منشأة إعادة التدوير عن أي شيء ملوث بالطعام أو السوائل ويتخلصون منه لتوفير الوقت والمال، لذلك إذا لم تُفرغ وتغسل المواد القابلة للتدوير، فأفضل نواياك تذهب مباشرةً لمكب النفايات.
3. تغليف الأشياء في أكياس بلاستيكية:
ولعل أكبر خطأ ارتكبه القائمون على إعادة التدوير ذوو النوايا الحسنة؛ هو تغليف الأشياء في أكياس البقالة البلاستيكية، فنحن معتادون على تكديس نفاياتنا لدرجة أنه من الطبيعي أن نلف كومة من علب طعام القطط في كيس بقالة قبل رميها في سلة إعادة التدوير.
قالت ديارمين-يونغ: «ربما تتكدس الأكياس البلاستيكية في آلات الفرز الكبيرة في مرافق إعادة التدوير، وعندما يحدث ذلك علينا إغلاق المصنع وإدخال الموظفين ليزيلوا الفيلم البلاستيكي يدويًا، وهذه ليست مشكلة كفاءة فحسب، بل مسألة تتعلق بسلامة الموظفين الذين سيزيلون المواد».
وأضافت أيضًا: «تعد أكياس البلاستيك قابلة للتدوير بنسبة 100%، لكن ليس في صندوق قمامتك على جانب الرصيف». فقط تذكر أن أي شيء تحاول إعادة تدويره في كيس سوف ينتهي به الأمر في سلة المهملات.
إليك المزيد مما يمكن ولا يمكن فعله بشأن إعادة التدوير:
أغطية العلب البلاستيكية قابلة للتدوير الآن ولكن فقط في حال كانت موضوعة على العلبة، ويجب تسطيح صناديق الكرتون وإلا فإنها ستحجز أشياء أخرى داخل آلات الفرز.
ويُعد الزجاج المكسور غير قابل لإعادة التدوير لأن الآلات لا يمكنها فرز القطع الصغيرة حسب اللون، إضافةً إلى أنها تشكل خطرًا على عمال المصنع.
ولا يمكن إعادة تدوير الأواني البلاستيكية والحاويات الملفوفة مثل تلك التي تحمل التوت من محل البقالة، وأكياس الشيبس وأغلفة الحلوى.
من الممكن إعادة تدوير صناديق البيتزا النظيفة دون طعام أو بطانة ورقية.
وإذا كنت غير متأكد من قابلية المادة لإعادة التدوير فلا تضعها في السلة.
اقرأ أيضًا:
البلاستيك والقمامة وإعادة التدوير، مشكلة تتعدى موضوع تغليف أو تعبئة
هل توجد قيود كيميائية لإعادة تدوير المواد؟
ترجمة: حلا بوبو
تدقيق: أيمن الشطي