بقدر ما تبدو مخيفة، تُعتبر المعالجة اللبية للأسنان إجراءً سنيًا روتينيًا، إلا أنها وبالنسبة لرجلٍ بعمر الستين قد هدّدت حياته بالخطر عندما تطور لديه إنتان سحايا، وهو عبارةٌ عن تورّمٍ في النسج المحيطة بدماغه ونخاعه الشوكيّ.
والمفاجئ بدرجةٍ أكبر أنَّ هذه النتائج الخطرة لم تكن بسبب انزلاق مثقب طبيب الأسنان، أو بسبب أداةٍ سنّيةٍ ملوّثة بالجراثيم.
وصل الرجل بعد بضعة أيامٍ من الإجراء إلى غرفة الطوارئ في نيوجرسي بشكوى حمى وصداع وآلام عنقية، وكان قد أخبر الأطباء عن معالجته اللبية مؤخرًا، وذكر أنَّ طبيب أسنانه أمره بتناول الأموكسسلين (المضاد الحيوي المعروف) لبضعة أيامٍ قبل الإجراء.
اقترح الأطباء نظرًا لهذه الأعراض أنّه يعاني إنتان سحايا، والمسبّب غالبًا إنتانٌ من بعض الأنواع، لذا بدؤوا معالجته بالمضادات الحيوية، إلا أنَّ الأمر ازداد سوءًا.
وبذلك، افترض الأطباء الذين تولوا علاجه أنه ربما يعاني من إنتان سحايا محرّض بالأدوية، أو أنه يعاني من أعراض إنتان سحايا لم يقدح زنادها الإنتان، وإنما دواءٌ خاص، وفي هذه الحالة كان الدواء هو الأموكسسلين.
إنَّ مثل هذا التأثير الدوائي أمرٌ نادر، كما قالت الدكتورة ماريا ناغوري، طبيبة الأمراض الإنتانية في مركز (جيزاينر – Geisinger) الطبي المجتمعي في سكارتون في بنسلفانيا، والتي عالجت المريض في 2017، إذ قالت: «إنه لأمرٌ غير اعتياديّ، لم أسمع عن هذا من قبل»، وكانت تكمل الزمالة في مشفى كوبر الجامعي في كامدن في نيوجرسي أثناء قدوم الحالة.
وجدت ناغوري بعد بحثٍ أعمق، أنه قد أُبلغ عن 12 حالة فقط من إنتان السحايا المحرّض بالأموكسسلين.
وكانت ناغوري قد قدّمت تقرير حالةٍ عن الرجل لـ Live Science في الرابع من تشرين الأول في (IDWeek)، وهو لقاءٌ لعدة منظماتٍ تركّز على الأمراض الإنتانية، ولم يخضع التقرير لمراجعة الزملاء حتى اليوم.
أوقف الأطباء معالجة الرجل بالمضادات الحيوية بعدما جاءت نتيجة الاختبارات الإنتانية المتنوعة سلبيةً تمامًا، وبدأ الرجل عندها بالتحسّن، وكانت ناغوري قد أخبرت Live Science أنها وجدته أفضل في الزيارة التالية.
علم الأطباء بعد استجوابٍ أعمق أنَّه كان قد تطوّر لدى الرجل إنتان سحايا مرتين من قبل في 2011 و2015، وقد ظهرت الأعراض في كل مرة بعد تناوله الأموكسسلين قبل الإجراء السنيّ.
إلا أنه وبسبب معالجته في عدة مستشفياتٍ مختلفة، ولكونه تأثيرًا جانبيًّا نادرًا، لم يربط أحدٌ ذلك بالأموكسسلين حتى معالجته الأخيرة في 2017.
الغريب أكثر أنَّ الرجل لم يعانِ من أي حالةٍ طبية أو عوامل خطورة تستدعي تناوله المضادات الحيوية قبل إجراءٍ سنيّ مثل المعالجة اللبية، ما يعني أن المضادات الحيوية لم تكن ضرورية.
تنصح ناغوري والزملاء بعدم تناول الأموكسسلين مرة أخرى، ومن الممكن استبداله بالكليندامايسين كمضادٍ حيويٍّ بديل.
- ترجمة: د. زياد الباش
- تدقيق وتحرير: تسنيم المنجّد
- المصدر