أشارت دراسة إلى أن الزنك قد يساعد على تقليل مدة الإصابة بنزلات البرد الشائعة، لكن الأدلة ليست حاسمة بعد. في حين يشير تحليل جديد إلى أنه على الرغم من أن مكملات الزنك قد تساعد على تقليل أعراض نزلات البرد، لكنها لا تمنع حدوثها.

وفقًا للدراسات الحالية فيما يتعلق بفاعلية الزنك فإنها لم تُحسم بعد؛ يُعزى ذلك إلى تصميمات وأنظمة توصيل الأدوية المختلفة، فضلًا عن عدم وجود تعريف موحد للفيروسات المسببة لنزلات البرد وذلك في سبيل محاربة تلك الفيروسات؛ إذ يقول الخبراء إنه ما يزال بإمكان الأشخاص تناول الزنك مع التأكيد على معرفتهم التامة بالآثار الجانبية له ووجوب استشارة الطبيب قبل تناولها.

إن تناول الزنك عند الإصابة بالزكام قد يقلل من أعراض البرد خلال يومين، لكن هذا ليس مؤكدًا بحسب ما توصلت إليه مراجعة منهجية جديدة للدراسات الحالية؛ إذ أجرت تلك المراجعة فحصًا على أكثر من 30 دراسة فُحص من خلالها الأشخاص الذين تناولوا الزنك، فقد كان تناولهم للزنك إما إجراءً وقائيًا، وإما درءًا لنزلات البرد، وإما لعلاج الأعراض.

على هذا، قال مؤلفو المراجعة إنهم لم يجدوا أي دليل على أن تناول الزنك كان مفيدًا في الوقاية من نزلات البرد، لكن أجريت مراجعة لثماني دراسات على ما يقرب 1000 مشارك تناولوا الزنك لعلاج أعراض البرد نتج عنها أدلة غير مؤكدة بأن هذا العنصر الغذائي قد يقلل مدة نزلات البرد خلال بضعة أيام.

الزنك ونزلات البرد:

قد يوقف تناول الزنك تكاثر الفيروسات المسببة لحدوث نزلات البرد على غرار عمل الأدوية المضادة للفيروسات. على الرغم من ذلك، يُسوّق لتناول الزنك، سواء أكان على شكل حبوب أم بخاخات أم شراب، على نطاق واسع لعلاج نزلات البرد أو الوقاية منها، لكن لا يوجد إجماع إن كان تناول الزنك فعالًا أو إن كان أحد الأشكال أفضل من الآخر.

قالت الدكتورة مونيكا أمين، الحائزة على دكتوراه في الصيدلة، وتعمل صيدلانية لدى كل من شركتي الأدوية Marley Drug and Medicure، لكنها غير مشاركة في الدراسة لموقع ميديكال نيوز تودي: «قد يؤثر وقت تناول مكملات الزنك في فاعليتها عند بدء ظهور أعراض نزلات البرد، ما يضيف تعقيدًا إلى إنشاء الدراسات، وعلى هذا فإن اختلاف استجابة الجهاز المناعي لدى الأفراد والعوامل الوراثية قد يؤثر في ردود أفعالهم تجاه العلاج، ما يسهم في تنوع نتائج الدراسة وتحديد ما إذا كان تناول الزنك علاجًا فعالًا لنزلات البرد».

وفقًا للدكتورة سوزان ويلاند من كلية الطب في جامعة ميريلاند، المؤلفة الرئيسية للمراجعة في بيان صحفي لها: «إن الأدلة المتعلقة بالزنك ما زالت غير حاسمة، لذلك نحتاج إلى مزيد من الأبحاث قبل أن نثق في تأثيراته، ويجب أن تعتمد الدراسات المستقبلية على طرق موحدة لإدارة العلاجات والإقرار عنها وتوضيح النتائج والإبلاغ عنها. وعليها ستمنحنا الدراسات الإضافية التي تركز على الأنواع والجرعات الواعدة من منتجات الزنك واللجوء إلى الأساليب الإحصائية المناسبة لتقييم النتائج المهمة للمرضى فهمًا دقيقًا لإمكانية علاج نزلات البرد بتناول الزنك».

ما تعريف نزلة البرد ضمن سياق التجربة السريرية؟

قال الدكتور ديفيد كاتلر الذي يُعنى بطب الأسرة في مركز بروفيدنس سانت جون الصحي في كاليفورنيا لموقع ميديكال نيوز تودي: «لا يوجد تعريف ثابت للأشخاص الذين يعانون من نزلات البرد الشائعة، أو لأولئك الذين يعانون من أعراض نزلات البرد التقليدية مثل الحمى، وسيلان الأنف، والتهاب الحلق، لأنهم قد يكونون مصابين بأحد الفيروسات الأخرى مثل الفيروس الغدي، أو الفيروس الأنفي، أو الفيروس التالي لالتهاب الرئة البشري، أو الإنفلونزا، أو الفيروس التنفسي المخلوي، أو فيروس كوفيد. على هذا، فإننا من دون معرفة ما نعالجه وبوجود مرضى مصابين بأمراض مختلفة سيصعب علينا تحديد ما يُعالج كل مرض على حدة».

هل يجب تناول الزنك عند الإصابة بنزلة برد؟

توجد بعض العوامل التي يجب الانتباه لها بما فيها الآثار الجانبية فيما يتعلق بتناول المكملات الغذائية لمكافحة نزلات البرد؛ إذ تختلف من شخص إلى آخر.

وفقًا للدكتور كاتلر: «لا شك بأن تناول الزنك يخفف أحيانًا من أعراض نزلات البرد الفيروسية، لكن تجب الموازنة بين فوائده ومخاطره المحتملة؛ إذ قد يؤدي تناول الزنك إلى تهيج المعدة والغثيان وآلام في البطن والتقيؤ. إضافة إلى أن التشابه الكيميائي بين الزنك والنحاس يؤدي إلى منع امتصاص الزنك للنحاس، ما يسبب نقصًا في النحاس المتمثل في اعتلال الأعصاب أو فقر الدم أو خلل في المناعة».

حذرت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية أيضًا من استخدام بخاخات الأنف التي تحتوي على الزنك بسبب خطر انخفاض حاسة الشم أو فقدانها.

قالت الدكتورة مونيكا أمين: «إذا استطاع المريض البدء بتناول الزنك عند ظهور أعراض نزلة البرد من دون أن يعاني اضطرابًا في المعدة، فمن المرجح أن استخدامه آمن بالنسبة له. لضمان السلامة يُنصح باستشارة الطبيب قبل بدء أي نظام جديد للمكملات الغذائية، نظرًا لأن المكملات قد يكون لها آثار جانبية وتداخلات دوائية».

اقرأ أيضًا:

مرهم أكسيد الزنك: استخداماته وآثاره الجانبية

هل يقي الزنك من خطر الإصابة بالإسهال؟

ترجمة: رشا الخضر

تدقيق: ريمي سليمان

المصدر