يحدث تلف الدماغ Brain damage عندما يتأذى الدماغ بسبب إصابة رضحية traumatic injury مثل السقوط أو حادث سيارة، أو إصابة غير رضحية nontraumatic injury مثل السكتة الدماغية. عادةً يشير الأطباء إلى تلف الدماغ بالأذى الدماغي brain injury، إذ يصف هذا المصطلح ما يحدث في الدماغ بدقة أكبر.
لا يرمم الدماغ نفسه كليًّا كما يُرمَّم الجرح أو أي إصابة أخرى في الجسم. يعتمد شفاء الدماغ واستعادة فاعليته على سبب الأذى والأعراض الظاهرة.
ما هي أنواع الأذى التي تؤدي إلى تلف الدماغ ؟
يقسم الأطباء عادةً تلف الدماغ إلى فئتين: رضحية وغير رضحية.
تنجم أذيات الدماغ الرضحية عن ضربة أو ارتجاج أو إصابة قوية بالرأس، تؤدي إلى تأذي الدماغ، مثل:
- أذى الرأس الداخلي: ويحدث عندما يتعرض الرأس لقوة خارجية، ضربة مثلًا، لا تخترق الجمجمة لكنها تؤدي إلى تأذي وتورم الدماغ.
- الارتجاج: ويؤدي إلى اعتلال وظيفة الدماغ، وقد يكون نتيجةً لأذى داخلي، أو أذى حاد اخترق الجمجمة.
- الكدمة: نزيف في الدماغ نتيجة ضربة أو سقوط على الرأس.
- الأذى المخترق للجمجمة: نتيجة طلقة رصاص أو سكين أو أداة حادة أخرى. يُعرف أيضًا بإصابة الرأس المفتوح.
- متلازمة هز الرضيع: تعرف أيضًا برض الرأس المتعسف، تحدث نتيجة الهز المفرط للرضيع.
أما إصابات الدماغ غير الرضحية، وتعرف أيضًا بإصابات الدماغ المكتسَبة، فتتضمن:
- نقص الأكسجة: تأذي الخلايا الدماغية نتيجة نقص الأكسجين.
- عدوى والتهابات الدماغ: العدوى مثل التهاب السحايا يمكن أن تسبب أذى دماغي.
- السكتة الدماغية: وتحدث بسبب نقص تدفق الدم إلى الدماغ، نتيجة خثرة دموية أو نزيف دماغي.
- الأورام: تتضمن سرطان الدماغ والأمراض المرتبطة بالسرطان.
أسباب تلف الدماغ
تساهم عوامل متعددة في حدوث الأذى الدماغي. تتضمن أسباب الأذيات الدماغية الرضحية ما يلي:
- الجروح الناتجة عن انفجار.
- الضربات على الرأس، مثل ما قد يحدث في المشاجرات.
- السقوط.
- الجروح الناتجة عن طلقات نارية.
- حوادث الدراجات.
- هز الرضيع.
وتتضمن أسباب إصابات الدماغ غير الرضحية ما يلي:
- الاختناق.
- الغرق.
- جرعة زائدة من الأدوية.
- التعرّض للسموم أو الملوِّثات، مثل أول أكسيد الكربون أو الرصاص.
- الالتهابات، مثل التهاب الدماغ والتهاب السحايا.
- النوبات.
ما هي أعراض تلف الدماغ؟
الدماغ عضو معقد، فلكل جزء من الدماغ وظائف مختلفة. تُحدِّد المنطقة المصابة الأعراض التي يشعر بها الشخص. تورّم الدماغ الذي يؤثر على الدماغ كليًّا قد يسبب أيضًا أعراضًا مختلفة.
تتضمن الأعراض التي يلاحظها الأطباء في حالات الأذى الدماغي ما يلي:
- تأثر التوازن.
- رؤية مشوشة.
- ارتباك.
- صعوبة الكلام.
- صداع.
- اضطراب الذاكرة.
- نوبات.
قد تسبب الإصابات الدماغية تغيرات في الشخصية أو أعراضًا جسدية. يستطيع الطبيب أحيانًا أن يتوقع الأعراض بناءً على الجزء المصاب من الدماغ.
تتضمن أجزاء الدماغ التي قد تسبب إصابتها أعراضًا محددة ما يلي:
- الفص الجبهي Frontal lobe: الجزء الجبهي من الدماغ (تحت الجبهة)، وهو مسؤول عن الكلام، والشخصية، والمشاعر، وتقدير الأمور.
- الفص الصدغي Temporal lobe: الأجزاء الجانبية من الدماغ (تحت الأذنين) وهي مسؤولة عن الذاكرة، وفهم الكلام، والسمع.
- الفص الجداري Parietal lobe: الجزء الأوسط من الدماغ، وهو مسؤول عن أكثر الحواس الخمس بما فيها اللمس.
- الفص القذالي Occipital lobe: الجزء الخلفي من الدماغ، وهو مسؤول عن الرؤية والتنسيق البصري المكاني visuospatial coordination.
قد تكون إصابات جذع المخ brain stem مأسوية. يقع جذع المخ في الجزء الخلفي السفلي من المخ، وهو مسؤول عن التنفس، ومعدل ضربات القلب، ودورة النوم.
تعتمد الأعراض أيضًا على ما إذا كانت الإصابة في النصف الأيمن أم الأيسر من الدماغ.
كيف يُشخَّص تلف الدماغ؟
عند تشخيص الأذى الدماغي، سيأخذ الطبيب في عين الاعتبار أولًا أعراض المريض والأحداث التي أدت إلى هذه الإصابة، مثلًا قد يسأل إذا كان المريض قد فقد وعيه لفترة من الزمن.
سيأخذ في عين الاعتبار أيضًا كون تصرفات المريض تختلف عن سلوكه المعتاد، وكيفية حديث الشخص وتفاعله مع الآخرين.
يجري الأطباء أنواع أخرى من الفحوصات لتحديد مدى الإصابة، وتتضمن:
- التصوير: يُظهر التصوير المقطعي ودراسات التصوير الأخرى الأورام والنزيف أو إصابات الدماغ.
- الفحوصات الدموية: التحرّي عن علامات عدوى أوالاضطرابات في كهربية الدماغ، تكشف عن أسباب وآثار إصابات الدماغ الرضحية وغير الرضحية.
- تقييمات الدماغ: طوَّر الأطباء عددًا من الفحوصات التي تستهدف مناطق محددة من الدماغ، مثل الأجزاء المسؤولة عن الذاكرة وحل المشكلات والتركيز.
يوجد العديد من الأسباب المحتملة للأذيات الدماغية. يعتمد الفحص الإضافي على أعراض الشخص ونوع الأذى.
علاج تلف الدماغ
يعتمد علاج الأذيات الدماغية على نوع الإصابة، والأعراض الظاهرة. يمكن للعلاجات أن تتغير بمرور الوقت، إذ يلاحظ الأطباء مدى إصابة الدماغ.
وفقًا للمعهد الوطني للأمراض العصبية والسكتات الدماغية، فإن مرضى أذيات الرأس الحادة الذين يحتاجون إلى تدخل جراحي تبلغ نسبتهم 50%، وذلك لوجود نزف شديد في الدماغ أو ورم أو جسم دخيل في الجمجمة أو الدماغ نفسه.
يضع الجرّاح أدوات خاصة لمراقبة الضغط داخل القحف intracranial pressureأو لتجفيف الدم أو السائل الدماغي الشوكي. يساعد ذلك في تخفيف الضغط في الدماغ ومنع حدوث أذى إضافي.
في حال تعرض الشخص لأذى دماغي حاد أو تضرر أجزاء أخرى من الجسم، يُدخل الطبيب أنبوب تنفس لدعم التنفس لديه ريثما يشفى الدماغ والجسد.
يصف الأطباء أيضًا المضادات الحيوية لعلاج الالتهابات، أو أدويةً أخرى لعلاج الاضطرابات الكهربية.
بعد معالجة المراحل الحادة للأذى الدماغي، قد يوصي الأطباء بعلاجات مثل:
- العلاج الوظيفي occupational therapy.
- العلاج الطبيعي physical therapy.
- العلاج النفسي psychotherapy.
- علاج النطق/ العلاج اللغوي speech/language therapy.
تحتاج الأذيات الدماغية إلى وقت وجهد كي تُشفى، وقد لا يستعيد بعض الأشخاص وظائفهم المعرفية بالكامل كما كانت قبل الإصابة. مع مرور الوقت واستخدام العلاج، يضع الطبيب مع المريض وأقربائه تطلعات واقعية عن شفاء المريض.
ما هو المتوقع لمرضى تلف الدماغ؟
وفقًا لمراكز الوقاية والسيطرة على الأمراض، بلغ معدل الإصابات الدماغية (بين زيارات أقسام الطوارئ، ومكث في المستشفى، ووفيات) 823.7 لكل 100 ألف شخص (أي نحو 0.8%)، وذلك في عام 2010.
تعتمد التوقعات لحالة المصاب بأذى دماغي على شدة الإصابة والصحة العامة للفرد قبل الإصابة، ويساعد التواصل المفتوح مع الفريق الطبي على توقع حالة المريض وتعافيه.
اقرأ أيضًا:
السكتة الدماغية ، أسبابها وأنواعها وطرق علاجها
متلازمة ما بعد الارتجاج: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج
متلازمة هز الرضيع: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج
ترجمة: ميرا النحلاوي
تدقيق: حسام التهامي
مراجعة: أكرم محيي الدين