التقط تلسكوب هابل Hubble مؤخرًا صورة مذهلة تظهر نظام النجوم الثلاثية المكون من النجوم الآتية HP Tau, HP Tau G2, HP Tau G3.

تتميز نجوم هذا النظام المدهش بأنها صغيرة جدًا في السن، على سبيل المثال أحد نجوم هذا النظام HP Tau يبلغ من العمر 10 ملايين سنة فقط، ونتيجة لذلك لا يستطيع أن يبدأ بعمليات دمج الهيدروجين التي تقوم بها النجوم الأكبر سنًا.

أُطلِقَ تلسكوب هابل Hubble لأول مرة عام 1990، ومنذ ذلك الحين نجح بشكل مبهر بإحداث ثورة جديدة في فهمنا للكون. يدور هابل حول الأرض على ارتفاع نحو 547 كيلومترًا، واستطاع من موقعه المميز أن يقدم لنا أجمل المشاهد التي تُظهر الأجسام المختلفة عبر الكون.

يمكن تشبيه حجم هذا التلسكوب بحجم الحافلات البريطانية التقليدية ذات الطابقين، وفي مركزه يوجد مرآة يبلغ قطرها 2.4 متر، تجمع هذه المرآة الضوء القادم من الأجسام البعيدة قبل أن ترسله إلى واحدة من مجموعة الآلات التي تقوم بتسجيل الضوء وتحليله.

تُظهر الصورة التي نُشِرَتْ مؤخرًا مثالًا مدهشًا لما نسميه في علم الفلك بالسديم العاكس أو سديم الانعكاس، الذي يبعد حوالي 550 سنة ضوئية ويقع في برج الثور.

تتكون هذه الأنواع من السدم من غبار بين نجمي قادر على عكس الضوء من النجوم القريبة منها، على عكس النوع الثاني من السدم التي نطلق عليها اسم السديم الانبعاثي أو الإشعاعي الذي يتوهج من تلقاء نفسه دون الحاجة لمصدر للضوء.

تظهر النجوم والسديم المحيط بها بلون أزرق مميز نظرًا للخصائص العاكسة لغبار السديم، وعند النظر إلى الصورة يمكن بسهولة تخيل وجود منطقة مجوّفة في السديم، التي من المحتمل أنها قد تشكلت بسبب النجوم الصغيرة.

توجد النجوم الثلاثية في قلب النظام، وتتصف بأنها صغير السن وذات حرارة عالية، فعلى سبيل المثال النجم HP Tau من النجوم المتغيرة التي تُعرف باسم Tau T Star، وهي نوع من أنواع النجوم التي يقل عمرها عن 10 ملايين سنة، وسميّت نسبةً إلى أول نجم اكتُشف من هذا النوع في برج الثور.

تُحدد عادة هوية هذه النجوم بواسطة دراسة تباينها البصري بمراقبة تغير توهجها أو سطوعها مع مرور الوقت، وفحص الخطوط القوية في أطيافها المنبعثة من طبقة الكروموسفير Chromosphere، وهي الطبقة الملونة، أو الطبقة الخارجية من غلاف النجم الجوي.

نجد هذه النجوم الصغيرة محاطةً بسحابة الغبار والغاز التي تشكلت منها، ويعود ذلك لصغر سن هذه النجوم.

تختلف كمية الضوء المنبعثة من نجم HP Tau مع مرور الوقت، هذه الخاصية مميزة لهذا النوع من النجوم، إذ تميل إلى حدوث تغيرات منتظمة وأحيانًا تغيرات عشوائية في الضوء الذي ينبعث منها.

ما يزال السبب وراء التغيرات العشوائية في الضوء المنبعث غير مؤكد بالكامل، ولكن قد يكون السبب الأكثر منطقية هو الطبيعة الشابة لهذه النجوم، التي قد تؤدي إلى حدوث بعض العمليات الفوضوية مع بدء استقرارها. أحد الاحتمالات الواردة هو أن المادة الموجودة في قرص التراكم، الذي ما يزال خاضعًا لعملية الانهيار، تسقط على النجم ما يسبب توهجه.

عند دراسة الأنماط المذهلة للسديم، تذكّر أن الضوء الذي غادر هذا الجسم قد سافر لمدة 550 عامًا قبل أن يصل إلى عدسات تلسكوب هابل الفضائي Hubble Space Telescope.

عندما وجّه تلسكوب هابل Hubble اهتمامه على نجم HP Tau، كان ذلك جزءًا من التحقيق بالأقراص الكوكبية الأولية أو البدائية، يُلاحظ وجود هذه الأقراص في العديد من النجوم الشابة ذات الحرارة العالية، كما يُعتقد أنها أسلاف الأنظمة الكونية التي تتكون حول النجوم.

نُشر المقال الأصلي بواسطة Universe Today الكون اليوم.

اقرأ أيضًا:

رصد أقصر مدار بين نظام نجمي ثنائي، تصل مدته إلى ما يقارب 51 دقيقة فقط

اكتشاف كوكب يدور ضمن نظام ثلاثي النجوم

ترجمة: آية شميّس

تدقيق: جعفر الجزيري

المصدر