عُثر على مسارات لأقمار ستارلينك الصناعية في أكثر من 5% من صور تلسكوب هابل الفضائي. وعند فحص الصور الملتقطة بواسطة تلسكوب هابل الفضائي وجد العلماء أن تأثير الأقمار الصناعية على نظرتنا للكون يزداد سوءًا.
قد تؤكد النتائج مخاوف العلماء الذين ناقشوا قضية تجمعات الأقمار الصناعية مثل أسطول سبيس إكس -الذي يضم أكثر من 3500 مركبة فضائية من ستارلينك- ستؤثر بشدة على علم الفلك.
في البداية اقتصرت هذه المخاوف على العلماء العاملين في المراكز الأرضية، ولكن مع نمو استثمار البشرية للفضاء حول كوكبنا، وتطوير خطط ما يسمى بـ «التجمعات الضخمة» من الأقمار الصناعية، انتشرت هذه المخاوف إلى الزملاء العاملين في الآلات الفضائية.
وللوصول إلى هذه النتائج، استطلع فريق من الباحثين -يتضمن أكثر من 11 ألف عالم من مشروع هابل أستيرويد هانتر- الصور الملتقطة بواسطة تلسكوب هابل الفضائي بين عامي 2002 و 2021.
وجد الفريق أن الأقمار الصناعية قد ظهرت في 2.7% من صور هابل. بالإضافة إلى ذلك، ازداد احتمال العثور على مسارات الأقمار الصناعية في صور هابل مع مرور الوقت من 3.7% في عام 2002 إلى 5.9% في عام 2021.
لقد تضائل مدار هابل منذ إطلاقه في عام 1990، ما أدى إلى رفع التلسكوب حتى مسافة تُقدر بحوالي 334 ميل فوق الأرض. في هذا المدار الأقرب، أصبح التلسكوب أكثر حساسيةً للأقمار الصناعية في المدارات الأعلى. إذ تؤثر هذه المركبات الفضائية على الصور التي يُنتجها هابل بالظهور على هيئة خيوط ساطعة في أثناء الفترة التي تكون فيها العدسة مفتوحةً لتجميع الضوء من الكون.
كتب المؤلفون في دراسة نشرت في صحيفة نيتشر أسترونومي: «مع تزايد عدد الأقمار الصناعية التي يُخطط لها حاليًا، ستزداد أجزاء صور تلسكوب هابل الفضائي التي تعبرها الأقمار الصناعية، الأمر الذي يتطلب المزيد من الدراسة والمراقبة من كثب».
نظر العلماء المتطوعون إلى صور تلسكوب هابل، وظللوا المناطق المشوهة بخطوط الأقمار الصناعية، ثم استخدموا خوارزميتين لتعليم الآلة لفحص تصنيفات المتطوعين؛ إحداها للتعرض لمدة 11 دقيقة، والأخرى للتعرض لمدة 35 دقيقة. لقد كشف الفحص أن المسارات كانت في حالة اتساق بين الصور المُلتقطة بواسطة هابل خلال فترتي التعرض. والمفاجأة هي العثور على خطوط حتى في الصور التي التُقطت قبل تدشين تجمعات ستارلينك الضخمة.
يشعر علماء الفلك بالقلق من تفاقم المشكلة الملحوظ، إذ لا يوجد حاليًا سوى جزء صغير من الأقمار الصناعية قيد التخطيط في المدار.
في النهاية، تأمل شركة سبيس إكس بامتلاك ما يصل إلى 42 ألف قمر صناعي من ستارلينك في مدار أرضي منخفض.
وتمتلك شركة ون ويب البريطانية الإذن بإطلاق مجموعة من 648 قمرًا صناعيًا على نطاق واسع، وقد أعربت عن رغبتها في إضافة ما يصل إلى 7 آلاف وحدة مع إصدارات مستقبلية من المركبات الفضائية.
توقع المرصد الأوروبي الجنوبي (ESO) في عام 2020 أنه بحلول عام 2030 قد يكون هناك ما يصل إلى 75 ألف قمر صناعي في مدار منخفض حول الأرض.
ونأمل أن تساعد النتائج الجديدة التي ستأتي قبل وصول أسراب الأقمار الصناعية إلى المدار، في إنشاء أسس للدراسات المستقبلية لمساعدة علماء الفلك في تقييم أفضل لتأثير التجمعات الضخمة على علم الفلك.
اقرأ أيضًا:
الصين تتوجه لوضع خطة لتدمير الأقمار الصناعية الخاصة بشركة ستارلينك
سبيس إكس تطلق 60 قمرًا صناعيًّا جديدًا تابعًا لمشروع ستارلينك
ترجمة: حنا مسيكه
تدقيق: منال توفيق الضللي