في متغير عظيم في عالم الفلك والعلوم الفلكية، أعلنت وكالة الفضاء الأوروبية (ESA) عن تلقي أولى الصور من تلسكوب إقليدس الفضائي، ليُفتح بذلك باب جديد نحو فهم أعمق للكون الذي نعيش فيه.
تقدر تكلفة هذا التلسكوب بـ 1.4 مليار يورو، وقد أُرسل إلى موقع مميز يُعرف بنقطة لاغرانج 2 (L2). هذا الموقع هو نقطة ثابتة في الفضاء تبعد حوالي 1.5 مليون كيلومتر عن الأرض، إذ يتمتع التلسكوب برؤية واضحة للفضاء دون أن يحجب ضوء الشمس الرؤية عنه.
يشارك تلسكوب إقليدس هذا الموقع الرائع مع تلسكوبي جايا وجيمس ويب، ما يعزز الأبحاث الفلكية والفضائية الأوروبية في فهم الكون وألغازه.
الصورة الأولى التي التقطها جهاز VIS التابع لتلسكوب “إقليدس” تُظهر مجرات حلزونية وبيضاوية، بالإضافة إلى نجوم قريبة وبعيدة، وتجمعات نجمية. هذه الصورة مقدمة من وكالة الفضاء الأوروبية/ إقليدس/ تحالف إقليدس/ ناسا. حقوق الطبع والنشر CC BY-SA 3.0 IGO.
منذ وصوله إلى نقطة L2، بدأ تلسكوب إقليدس في التقاط صور رائعة للكون باستخدام جهازي التصوير البصري (VIS) والطيفي والقياس الضوئي للأشعة تحت الحمراء (NISP). قدم VIS صورًا بالضوء المرئي لتجمعات النجوم والمجرات، بينما يستخدم (NISP) الأشعة تحت الحمراء لقياس كمية الضوء التي تُصدرها المجرات.
وعلى الرغم من أن البداية كانت مذهلة، فقد واجه تلسكوب إقليدس بعض التحديات. فعند بدء التشغيل، ظهرت علامات ضوئية على الصور الأولى، التي تَبيّن لاحقًا أنها نتجت عن تسرب ضوء الشمس إلى التلسكوب. ومع ذلك، تم تصحيح المشكلة بفضل تعديلات على وضعية التلسكوب، ما أعاد الثقة في قدرة إقليدس على استكمال مهمته.
تعرض الصورة الموجودة على اليسار الرؤية الكاملة لمجال NISP، في حين يظهر التقريب الموجود على اليمين (والذي يشكل 4% فقط من مجال الرؤية الكامل لـ NISP) مستوى التفصيل الاستثنائي الذي يحققه NISP. هذه الصورة مقدمة من وكالة الفضاء الأوروبية/ إقليدس/ تحالف إقليدس/ ناسا. حقوق الطبع والنشر CC BY-SA 3.0 IGO.
في نهاية 2023، من المتوقع أن يبدأ تلسكوب إقليدس عملياته الكاملة، إذ ستجرى مجموعة من الاختبارات في الأشهر القادمة. وبفضل هذه التقنية الرائدة، يتوقع العلماء أن يرسم إقليدس خرائط للمليارات من المجرات خلال مهمته التي تستمر لمدة 6 سنوات. هذه اللحظة تمثل بداية جديدة في رحلة استكشاف الكون.
يحمل تلسكوب إقليدس في طياته وعدًا بأن يكشف لنا أسرارًا جديدة عن الكون. ربما سنكتشف ألغازًا غير مكتشفة وربما سنتعمق أكثر في فهم الكون الذي نعيش فيه. ننتظر بحماس ما ستكشفه لنا هذه الرحلة الفضائية المذهلة والمثيرة.
اقرأ أيضًا:
هكذا سيصور التليسكوب إقليدس المادة المظلمة
ترجمة: محمد حسام
تدقيق: غفران التميمي