تكلسات الثدي هي ترسبات صغيرة من الكالسيوم في نسيج الثدي. تظهر هذه الترسبات عادةً في أثناء تصوير الثدي الشعاعي (الماموجرام). وتكون أكثر شيوعًا عند النساء فوق سن الخمسين. هذه الرواسب عادةً غير سرطانية (حميدة)، لكن قد تدل بعض الأنواع على وجود سرطان الثدي.
في هذا المقال سنتناول أسباب ظهور تكلسات الثدي، وما الإجراء المتبع عندما تُظهرها الفحوص.
ما تكلسات الثدي ؟
تكلسات الثدي هي ترسبات صغيرة من الكالسيوم في نسيج الثدي، لا تُسبب ظهور أي أعراض، ولا يستطيع الطبيب تشخيصها بالفحص الروتيني للثدي، إذ تظهر فقط عند فحص الثدي بالأشعة السينية (الماموجرام)، على شكل نقط بيضاء. أما الفحوص الأخرى، مثل الموجات فوق الصوتية أو التصوير بالرنين المغناطيسي، فلا تظهر فيها التكلسات. تنشأ هذه التكلسات عادةً بعد سن انقطاع الطمث.
أغلب تكلسات الثدي حميدة، لكن وجود تكتلات منها قد يشير إلى وجود سرطان حديث في الثدي. تُشير الأبحاث إلى ملاحظة الأطباء أن تكلسات الثدي كانت العلامة الوحيدة المُنذرة بوجود سرطان الثدي عند فحص نحو 12.7 – 41.2% من النساء المصابات.
مع أن التكلسات نفسها لا تتحول إلى سرطان، فقد تشير إلى وجود حالة مرضية كامنة ترتبط بسرطان الثدي.
ما أنواع تكلسات الثدي ؟
يوجد نوعان من تكلسات الثدي التي تظهر في تصوير الثدي، وهما تكلسات الثدي الكبيرة والصغيرة. تعاني بعض النساء كلا النوعين.
1-تكلسات الثدي الكبيرة:
تظهر على شكل نقاط بيضاء كبيرة، تتوزع عشوائيًا خلال أنسجة الثدي. ويكون قطرها أكبر من نصف مليمتر. هذا النوع من التكلسات شائع للغاية، ويعده الأطباء حميدًا، لذلك لا تحتاج المرأة التي تعانيه عادةً إلى إجراء فحوص أخرى.
2-تكلسات الثدي الصغيرة:
تظهر على شكل حبوب أو بقع بيضاء صغيرة للغاية. معظم هذه التكلسات حميدة. لكن الأطباء يعدونها خطرة حال وجود صفات معينة قد تدل على وجود سرطان الثدي، وهي:
- إن كان قطرها أصغر من نصف مليمتر.
- إن كانت تتجمع على شكل كتلة في منطقة واحدة من الثدي.
- إن كانت متنوعة في الشكل والحجم.
تتكون الكتلة من 5 تكلسات أو أكثر. لكن لا يهم العدد بقدر أهمية كون هذه الكتل متجمعةً أم مُشتتة، إذ تكون الكتل المُشتتة حميدة غالبًا، على عكس المتجمعة.
التكلسات خارج نسيج الثدي
أحيانًا تظهر التكلسات خارج نسيج الثدي، إذ تظهر على الجلد أو داخل الأوعية الدموية. تلك التي تظهر على الجلد قد يكون سببها بقايا مضادات التعرق أو البودرة. وتظهر على شكل بقع بيضاء في فحص الأشعة السينية.
فور تيقن اختصاصي الأشعة من وجود التكلسات خارج نسيج الثدي، فلا حاجة للمريضة إلى إجراء فحوصات أخرى.
الأسباب وعوامل الخطورة
تنشأ تكلسات الثدي لعدة أسباب، وهي:
- صدمة سببها إصابة أو عملية جراحية.
- العدوى.
- تجمع الكالسيوم في الثدي، مثل تجلط الدم في الأوعية الدموية.
- تكيسات الثدي، وهي أكياس ممتلئة بالسوائل في الثدي.
- توسع القنوات الثديية أو انسداد قنوات الحليب.
- وجود خلايا دهنية ميتة.
- وجود ورم غُدي ليفي، وهو ورم ثديي حميد.
- العلاج الإشعاعي لسرطان الثدي.
- السرطان القنوِي الموضعي، وهو سرطان يصيب الخلايا المحيطة بقنوات اللبن.
- سرطان الثدي الغزوِي.
قد يكون أي من تلك العوامل سببًا في نشوء تكلسات الثدي.
قد تزيد عوامل أخرى من احتمالية الإصابة وخطورتها، وهي:
- وجود تاريخ شخصي للإصابة بسرطان الثدي.
- وجود تاريخ عائلي للإصابة بسرطان الثدي.
- وجود عامل وراثي يجعل الشخص أكثر عرضةً للإصابة بسرطان الثدي، مثل وجود طفرات في جينات (BRCA1) أو (BRCA2).
قد تظهر البودرة أو مضادات التعرق أو المستحضرات السائلة على أنها تكلسات في تصوير الثدي. لهذا يُنصح بعدم استعمال أي منتج على الجلد قبل الفحص. لا يسبب تناول الأطعمة الغنية بالكالسيوم تكلسات الثدي.
التشخيص، ومتى تجب زيارة الطبيب؟
يقرر اختصاصي الأشعة هل تستدعي التكلسات إجراء فحوص أخرى أم لا. عمومًا لا تُعَد تكلسات الثدي خطرةً إلا أن تكون مُتكتلة، أو يصحبها تكلسات صغيرة. عندها ينصح الاختصاصي بإجراء فحوص أخرى.
عندما يشتبه اختصاصي الأشعة في التكلس فإنه يقوم بالآتي:
- إجراء فحص تصوير آخر للثدي لفحص التكلسات بدقة.
- مقارنة صور الأشعة السابقة بالصور الحديثة لمعاينة التغيرات التي طرأت على التكلسات.
- إحالة المريضة إلى الطبيب.
عندها يقوم الطبيب بالآتي:
- مراجعة تقارير اختصاصي الأشعة، وصور الأشعة.
- أخذ خزعة من نسيج الثدي، للتحقق من احتمالية وجود سرطان.
- ينصح بإجراء فحص الثدي بالرنين المغناطيسي.
- ينصح بإجراء فحوص دورية كل 6 أشهر لملاحظة التغيرات التي تطرأ على التكلسات.
إن كان لديكِ تاريخ مع سرطان الثدي، أو كنتِ أكثر عُرضةً للإصابة، فعليك مراجعة الطبيب عند ظهور تكلسات الثدي، إذ تُعَد من عوامل الخطورة في هذه الحالة، ويأخذها الطبيب في الاعتبار عند إجراء الفحص.
كيف تؤخذ خزعة الثدي؟
تتضمن الخزعة إزالة جزء صغير من نسيج الثدي لفحصه بدقة. يوجد نوعان من الخزعة لفحص تكلسات الثدي: خزعة التوضيع التجسيمي، والخزعة الجراحية.
1-خزعة التوضيع التجسيمي:
يضع الطبيب مُخدرًا موضعيًا على الثدي، ثم يفتح جرحًا صغيرًا ويُدخل إبرة. ثم باستعمال الحاسوب يوجه الإبرة نحو النسيج المحتوي على التكلس، ويأخذ قطعةً صغيرة من النسيج لفحصها ثم يسحب الإبرة.
2-الخزعة الجراحية:
يضع الجراح مخدرًا موضعيًا على الجلد، وقد يتطلب الإجراء تخديرًا عامًا. ثم يأخذ الجراح عينةً من النسيج غير الطبيعي ويرسلها إلى المختبر لتُفحَص مجهريًا. يلجأ الطبيب إلى الخزعة الجراحية فقط إن لم تنجح خزعة التوضيع التجسيمي، أو تكون نتائجها غير حاسمة.
ينبغي للمريض مناقشة أي مخاوف بشأن آثار الجرح والتئامه أو التخدير مع الطبيب قبل إجراء عملية الخزعة الجراحية.
كيف تُعالَج تكلسات الثدي ؟
لا تحتاج تكلسات الثدي الحميدة إلى أي علاج. لكن إن كانت التكلسات مصحوبة بحالات مرضية أخرى، مثل توسع القنوات الثديية، يعطي الطبيب حينها معلومات أكثر عن الحالة، والعلاجات المُتاحة لها.
حال أشارت التكلسات إلى وجود سرطان الثدي، تحتاج المريضة إلى علاج لإيقاف انتشار السرطان، وقتل الخلايا السرطانية. يعتمد نوع العلاج على نوع السرطان وحجمه ومرحلته، إلى جانب عوامل أخرى. والعلاجات المُحتمَلة هي:
- إجراء جراحة.
- العلاج الكيماوي.
- العلاج بالأشعة.
- العلاج الهرموني.
الخلاصة
قد تشير تكلسات الثدي إلى وجود سرطان بالثدي في مرحلته المُبكرة، ما يوضح أهمية إجراء فحوص تصوير الثدي دوريًا. مع ذلك تُعد أغلب التكلسات حميدة، ولا تتطلب أي فحوص دورية أو علاج.
إذا رأى اختصاصي الأشعة أن التكلسات مثيرة للقلق، فسيُجري فحصًا آخر لتصوير الثدي، وقد تتطلب الحالة أخذ خزعة.
اقرأ أيضًا:
متلازمة سرطان الثدي والرحم الوراثية
أول علاج مناعي ل سرطان الثدي !
ترجمة: غند ضرغام
تدقيق: إسراء عويس
مراجعة: أكرم محيي الدين