تقيؤ الدم هو ارتجاع محتويات المعدة مختلطةً بالدم، أو ارتجاع الدم فقط. وقد ينتج من أسباب بسيطة، مثل ابتلاع الدم من إصابة في الفم أو نزيف في الأنف، ولا تسبب هذه الحالات أي ضرر على المدى البعيد، لكنه يظل مصدر قلق. إذ قد يحدث بسبب أمراض أخطر مثل الإصابات الداخلية أو تمزق الأعضاء ونزيفها.
قد يظهر الدم المُتقيأ بألوان مختلفة، مثل البني أو الأحمر الداكن أو الفاتح، ويُعَد اللون مهمًا في التشخيص إذ يرتبط بمصدر النزيف وشدته. فمثلًا يشير لون الدم الأحمر الداكن إلى أن النزيف مصدره أعلى الجهاز الهضمي، وأن النزيف أقل ثباتًا وانتظامًا. أما اللون الأحمر الفاتح فيشير إلى نوبة نزيف حادة مصدرها المعدة.
لماذا يحدث تقيؤ الدم؟
يحدث تقيؤ الدم نتيجةً لأسباب كثيرة قد تكون خطيرة أو أقل خطورة. وتنتج عادةً من الجروح أو الأمراض أو استخدام الأدوية. قد يحدث تقيؤ الدم لأسباب بسيطة مثل:
- تهيج المريء.
- نزيف الأنف.
- ابتلاع الدم.
- تمزق في المريء نتيجة السعال المزمن أو القيء المزمن.
- ابتلاع جسم غريب.
وقد يحدث نتيجةً لأسباب شائعة مثل:
- قرح المعدة.
- الآثار الجانبية للأسبرين.
- التهاب المعدة.
- التهاب البنكرياس.
وقد يحدث نتيجةً لأسباب أخطر مثل:
- التليف الكبدي.
- سرطان المريء.
- تآكل بطانة المعدة.
- سرطان البنكرياس.
يجب عليك أن تخبر الطبيب بكل الحالات المصحوبة بتقيؤ الدم.
الأعراض المصاحبة لتقيؤ الدم
- يصاحب حدوث تقيؤ الدم أعراض مثل:
- الغثيان.
- ألم في البطن.
- تقيؤ محتويات المعدة.
- اضطرابات في البطن.
قد يشير تقيؤ الدم إلى حالة خطيرة. يجب عليك طلب الرعاية الطبية إذا شعرت بأي من هذه الأعراض:
- الدوار.
- رؤية غير واضحة.
- نبضات قلب سريعة.
- جلد شاحب بارد.
- ضعف أو إغماء.
- ألم شديد في البطن.
- تقيؤ الدم بعد الإصابة بجرح.
- تغير في معدل التنفس.
زيارة الطبيب
قد تسبب العديد من الأسباب الصحية تقيؤ الدم. سيسألك الطبيب عما تشعر به من أعراض، وهل أصبت بجروح حديثًا أم لا.
وقد يطلب الطبيب أيضًا اختبار تصوير لفحص الجسم من الداخل، لتحري وجود مشكلات مثل الأعضاء الممزقة أو التي تنمو نموًا غير طبيعي، ومن اختبارات التصوير الشائعة:
- التصوير المقطعي.
- التصوير بالمنظار.
- التصوير بالموجات فوق الصوتية.
- التصوير بالأشعة السينية.
- التصوير بالرنين المغناطيسي.
قد يطلب طبيبك عمل منظار للجزء العلوي من الجهاز الهضمي ليتحرى وجود دم في المعدة. يتطلب هذا الإجراء التخدير، ويُدخِل الطبيب منظارًا من الفم ليصل إلى المعدة، ما يمكنه من فحصك داخليًا لمعرفة مصدر النزيف.
وقد يطلب طبيبك اختبار دم لمعرفة عدد خلايا الدم، الذي يعد مؤشرًا لكمية الدم المفقود. وبناءً على هذا الاختبار قد يطلب الطبيب إجراء اختبارات إضافية. وقد يطلب إجراء خزعة لمعرفة هل مصدر النزيف سرطاني أم نتيجة حدوث التهاب.
المضاعفات
يُعَد الاختناق من المضاعفات الرئيسية لتقيؤ الدم، فقد يستنشق المريض الدم المتقيأ ويتجمع في الرئتين فيضعف القدرة على التنفس، ويهدد حياة المصاب إن لم يُعالج فورًا. الأشخاص المعرضون لخطر استنشاق الدم المتقيأ:
- كبار السن.
- مرضى السكتة الدماغية.
- مرضى اضطرابات البلع.
- من يشربون الكحول بكثرة.
ويُعَد فقر الدم (نقص خلايا الدم الحمراء السليمة نتيجةً لفقد الدم السريع والمُفاجئ) من مضاعفات النزيف المفرط.
قد يُصاب من يعانون التهاب المعدة، أو من يستخدمون مضادات الالتهاب غير الستيرويدية باستمرار بفقر الدم في غضون عدة أسابيع أو أشهر. لكن قد لا تظهر أي أعراض حتى ينخفض مستوى الهيموغلوبين أو عدد خلايا الدم الحمراء للغاية.
قد يؤدي تقيؤ الدم الناتج من النزيف المفرط إلى الصدمة، التي قد تؤدي إن لم تُعالَج إلى انخفاض ضغط الدم ثم الغيبوبة وربما إلى الوفاة. لذلك يجب أن تطلب الرعاية الطبية إذا شعرت بأي من أعراض الصدمة.
الأعراض التي تسبق حدوث الصدمة:
- شحوب البشرة وبرودتها.
- التنفس السريع.
- نقص كمية البول.
- الشعور بالدوار عند الوقوف.
العلاج
قد تحتاج إلى نقل الدم إذا فقدت كمية كبيرة من الدماء. وقد تحتاج إلى تعويض سوائل الجسم من طريق حقن السوائل الوريدية، وقد يصف لك الطبيب دواءً لتقليل التقيؤ. وإذا كنت تعاني قرحة معدية، سيصف لك الطبيب علاجًا لها.
في الحالات الحادة من نزيف الجهاز الهضمي سيحولك الطبيب إلى اختصاصي أمراض جهاز الهضمي.
سيجري اختصاصي الجهاز الهضمي تصويرًا بالمنظار لأعلى الجهاز الهضمي (وقد يُستخدم التنظير للتشخيص ولعلاج مصدر النزيف أيضًا). وقد تتطلب الحالات الشديدة تدخلًا جراحيًا، مثل وجود ثقب في المعدة أو في الأمعاء أو الإصابات الداخلية.
تزيد بعض الأطعمة والمشروبات من احتمالية حدوث تقيؤ الدم، مثل الأطعمة الحمضية والمشروبات الكحولية. إذا كنت تتناول هذه الأطعمة والمشروبات سيوصي الطبيب بنظام غذائي خاص للحد منها.
اقرأ أيضًا:
التقيؤ و الاسهال عند الاطفال الاسباب المحتملة و سبل للتعامل معه
ترجمة: محمد طوسون
تدقيق: حسام التهامي
مراجعة: أكرم محيي الدين