غالبًا ما يكون البحث عن متبرعٍ بكليةٍ متوافقة طويل ومؤلم، إضافة إلى مجموعة معقدة من التطابقات البيولوجية يجب أن تتحقق للتقليل من خطر رفض العضو الجديد، وهذا يعني أن أغلب عمليات زرع الكلى لا بُدّ أن تأتي من أقارب.
يجري الآن اختبار تقنية جديدة يمكن أن تسمح لأولئك الذين يحتاجون لعمليات زراعة الحصول على كلية من أي متبرع. يسمي الخبراء هذه الطريقة الجديدة بـ “الثورية”، بحسب ما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز، وأنّه يمكن أن يكون لها تأثير كبير على فترات الانتظار للحصول على كلية مناسبة.
وهي تعمل عن طريق تغيير نظام المناعة لدى المريض، وذلك بإعادة تشغيل شبكته من الأجسام المضادة لجعلها أقل احتمالًا لرفض العضو الجديد.
الأجسام المضادة المتشكلة من جديد التي تظهر بعد أن يتم تصفية الأجسام المضادة الأولية تكون أكثر قابلية لاستقبال كلية جديدة خلال عملية الزراعة.
تُعرف هذه العملية باسم “نزع الحساسية”، وقد استُخدمت على نطاقٍ ضيّق من قبل أطباء لعدة سنوات، ولكن نُشر تقريرٌ جديد هذا الأسبوع هو الأول لإلقاء نظرة واسعة على مدى فعالية ذلك حقًا.
استنادًا إلى بيانات من أكثر من 2000 مريض في 22 عيادة صحية، 76.5% من المرضى منزوعي الحساسية والذين مُنحوا كلية غير متوافقة ما زالوا يعيشون بعد ثماني سنوات، إنّها نتيجة أكثر إيجابية من 62.9% من مجموعة كانوا لا يزالون على قائمة الانتظار، أو أولئك الذين حصلوا على كلية من متبرع متوفي.
قد نحتاج لبعض الوقت قبل أن تتم ممارسة ذلك على نطاقٍ واسع، وهذا يشمل الأدوية التي لم تتوافق بعد بشكلٍ رسمي مع هذا الغرض، وتكاليف التنفيذ التي بنحوِ 30,000 دولار أمريكي. حتى عنوان التقرير الجديد الذي نُشر في مجلة (the New England Journal of Medicine) يسأل عما إذا كان هذا النوع من الزراعة يستحق المخاطرة للمرضى.
ولكن ما يقارب واحد من ثلاثة أشخاص من أولئك الذين يحتاجون للزراعة تمّ اعتبارهم أنّه من الصعب إيجاد توافق لديهم، وهناك 100,000 شخص على قائمة الانتظار في الولايات المتحدة وحدها، لذا فإنّ هذه الطريقة قد تكون الخيار الوحيد لبعض المرضى.
البديل لهؤلاء المرضى الذين يصعب إيجاد توافق لديهم هو قضاء ساعات على جهاز غسيل الكلى لمجرد البقاء على قيد الحياة. نوهت صحيفة نيويورك تايمز إلى حالة المحامي كريس سميث (Chris Smith) البالغ من العمر 56 عامًا، والذي تخلص من قسوة غسيل الكلى بفضل متبرع حي وعملية نزع الحساسية.
قال رئيس فريق الباحثين دوري سيغف (Dorry Segev) من جامعة جونز هوبكنز (Johns Hopkins University): «أنت لاتحتاج إلى متبرع حي متطابق معك لجعل عملية الزراعة تحدث اليوم، أنت فقط بحاجة إلى متبرع حي، مع الاعتراف بأنّ نزع الحساسية لا تزال غير متوفرة لكل مركز زراعة، لذا ينبغي النظر في خيارات أخرى».
يقول سيغف: «في النهاية يمكن أن تُستخدم نفس العملية في زراعة أعضاء حية أخرى مثل الكبد والرئتين، ولكن في هذه الأثناء، تُمثّل هذه الطريقة بصيصًا ثمينًا من الأمل لأولئك الذين ينتظرون عملية زراعة كلى».