تعدد الشركاء الجنسيين (Multiple sex partners (MSP هو مصطلح يعبر عن قياس معدل اشتراك الفرد في نشاط جنسي مع شخصين أو أكثر في فترة زمنية محددة، سواء كان هذا الاشتراك في الوقت ذاته أم متتابعًا، ويشمل النشاط الجنسي بين أفراد من نفس الجنس أو من جنسين مختلفين، وقد يعني أيضًا أن هذا الشخص يحظى بعلاقة واحدة طويلة الأمد أو أكثر، وعندما تبدأ العلاقة الثانية يمكننا القول بأن هذا الشخص لديه شركاء جنسيين متعددين. أما مصطلح الزواج المتعدد polymorous فيعبر عن تعدد العلاقات الجنسية الجادة في الوقت عينه، وهو يُعد سلوكًا لا مقياس.
تستخدم مراكز الوقاية والسيطرة على الأمراض (CDC) معدل تعدد العلاقات الجنسية مؤشرًا لتقييم السلوك الجنسي لدى الشباب، ولمراقبة التغير في معدلات الإصابة بفيروس نقص المناعة البشري HIV ومرض الإيدز حول العالم.
التعريفات والقياس
حدد علماء الأوبئة والأطباء عوامل الخطر المتعلقة بتعدد الشركاء الجنسيين للتعرف على من مارسوا الجنس مع أكثر من شريك على مدار 12 شهرًا، ضمن جهود منظمة الصحة العالمية للحد من انتشار عدوى فيروس نقص المناعة البشري، وأوضح الإحصاء انخفاض نسب الإصابة بالإيدز. يرتبط انتشار فيروس نقص المناعة البشري غالبًا بتعدد الشركاء الجنسيين، إذ يتعرض الشخص متعدد العلاقات الجنسية لخطر الإصابة بفيروس نقص المناعة البشري أكثر ممن يقتصر على شريك واحد.
تستخدم منظمة الصحة العالمية مؤشرات مثل تعدد الشركاء الجنسيين والعمر والوفاة والمرض والتوزيع الجغرافي وعلامات المرض وأعراضه، لقياس التغيرات وتقييم المؤشرات.
بعد التقييم المبدئي لعدد الشركاء الجنسيين تُجرى المتابعة بعد 3 أعوام ثم بعد 5 أعوام، إضافةً إلى الحصول على التاريخ الجنسي للحالات إلى جانب الدراسة الاستقصائية. يساعد تحليل البيانات القائمين على الدراسة على تعريف مصطلح تعدد الشركاء الجنسيين.
وضعت منظمة الصحة العالمية تعريفًا ملخصًا لمؤشر تعدد الشركاء الجنسيين، يشمل منطق المؤشر والبسط والمقام وكيفية الحساب وأدوات القياس المقترحة والمعدل ونقاط القوة والضعف.
يحمل تعريف منظمة الصحة العالمية نقاط قوة ونقاط ضعف. إن القياس الكمي هو مؤشر للمستويات الأخطر من الجنس غير الآمن في الجوار. إذا غير أحد الأشخاص محل الدراسة نشاطه الجنسي إلى شريك واحد، سينعكس هذا التغيير كميًّا على المؤشر. المشكلة هنا إنه رغم انخفاض عدد الشركاء الجنسيين المتعددين على مدار 12 شهر فإن المؤشر لن يعكس هذا التغير في النشاط الجنسي. ومع ذلك قد يكون لهذا التعريف والقياس الكمي أثر كبير على انتشار فيروس نقص المناعة البشري، ويُستخدم لقياس مدى نجاح البرنامج. اقترحت منظمة الصحة العالمية مؤشرات أخرى لقياس تعدد الشركاء الجنسيين بدقة أكبر، لقياس النقص في عدد الشركاء الجنسيين عمومًا. يُعرِّف نظام مراقبة السلوك الخطر للشباب وفق مراكز الوقاية والسيطرة على الأمراض تعدد الشركاء الجنسيين بمن يبلغون 25 عامًا فأكثر و لديهم 4 شركاء جنسيين أو أكثر على مدار عام واحد.
أمثلة أخرى
استخدم علماء الأوبئة في تنزانيا مؤشر تعدد الشركاء الجنسيين MSP في دراستهم لمعدل الإصابة بالإيدز في عمر 15-19 عامًا، بتصنيف المشاركين على أساس كونهم نشطين جنسيًّا ولديهم أكثر من شريك جنسي على مدار الـ12 شهرًا الاخيرة.
التاريخ الاجتماعي social history
يؤخذ التاريخ المرضي الكامل للشخص، إضافةً إلى عدد الشركاء الجنسيين في فترة معينة.
ويُعَد التاريخ الاجتماعي (اختصارًا SoHx) جزءًا من الفحص الطبي، ويتضمن معلومات حول العائلة والوظيفة والنواحي الاستجمامية من حياة المريض الخاصة، ما له أهمية طبية كبيرة.
تعدد الشركاء الجنسيين هو المصطلح الوحيد لوصف هذا السلوك طبيًّا. أما الاختلاط الجنسي Promiscuity فيعني وجود حكم أخلاقي، إذ لا تسمح بعض المجتمعات بالنشاط الجنسي إلا في إطار محدود يتضمن شريكًا واحدًا وعلاقات جادة، وهي عادةً الطريقة التي يصف بها الباحثون الاختلاط الجنسي في مجتمع ما في وقت معين، ويزيد تعدد الشركاء الجنسيين من خطر حدوث العديد من الأمراض وحالات أخرى.
وفقًا للمعايير السابقة لمراكز الوقاية والسيطرة على الأمراض، يُقاس تعدد الشركاء الجنسيين بين المراهقين باستخدام الأوصاف الآتية:
- لم يشترك في نشاط جنسي على الإطلاق.
- لديه شركاء جنسيون متعددون، وتعرف بوجود 4 شركاء جنسيين أو أكثر طوال حياة الفرد.
- النشاط الجنسي، ويُعرف بممارسة الجنس في الـ3 أشهر الأخيرة.
- يُعرف بعض الأطباء تعدد الشركاء الجنسيين بوجود علاقات جنسية متزامنة.
أبحاث متعلقة
تزداد احتمالية إدمان المواد المخدرة أو الاعتماد عليها خطيًّا مع زيادة عدد الشركاء الجنسيين، ويبدو هذه التأثير أوضح عند النساء. لكن لا يرتبط تعدد الشركاء الجنسيين بارتفاع معدلات القلق أو الاكتئاب.
المخاطر الصحية
يزيد تعدد الشركاء الجنسيين من خطر حدوث التهاب المهبل البكتيري، وخطر إصابة المرأة الحامل بفيروس نقص المناعة البشري، إذ توجد علاقة وثيقة بين الاصابة بفيروس نقص المناعة البشري وتعدد الشركاء الجنسيين، إضافةً إلى زيادة خطر الإصابة بالأمراض المنقولة جنسيًّا.
تتضمن استراتجيات منع الإصابة بالمرض الاستشارة المكثفة للذين تنطبق عليهم شروط تعدد الشركاء الجنسيين.
في جامايكا يُعَد تعدد الشركاء الجنسيين أحد أهم أسباب تفشي فيروس نقص المناعة البشري ومرض الإيدز. أظهرت دراسة سلوكية استقصائية سنة 2004، أن 89 % من الرجال و78% من النساء بعمر 15-24 مارسوا الجنس بدون زواج أو بدون العيش مع الشريك في الـ12 شهرًا السابقة، وأن 16% من النساء و56% من الرجال مارسوا الجنس مع شركاء متعددين في الـ12 شهرًا السابقة. أما في إفريقيا جنوب الصحراء يمثل السفر والثروة عاملين مساعدين على تعدد الشركاء الجنسيين.
إقرأ ايضًا: لماذا يعد اختلاف الرغبة الجنسية مشكلة كبيرة بين الزوجين؟
