تشوه وريد جالينوس هو تشوه نادر في الأوعية الدموية داخل الدماغ، إذ يحدث اتصال مباشر بين الشرايين المشوهة في الدماغ والأوردة بدلًا من الاتصال مع الشعيرات الدموية التي تبطئ تدفق الدم، ويسبب ذلك تدفق الدم عالي الضغط إلى الأوردة.
يسبب هذا الضغط الزائد في الأوردة عددًا من المشكلات:
- تدفق الدم باتجاه القلب والرئتين يجبر القلب على القيام بعمل إضافي لإيصال الدم لبقية الجسم، وقد يؤدي ذلك إلى قصور قلب احتقاني عند بعض الأطفال.
- قد يزداد ضغط الدم في الشرايين الذاهبة من القلب إلى الرئتين، مسببًا مشكلةً خطيرةً تعرف بارتفاع الضغط الرئوي.
- قد يمنع الضغط العالي في الأوردة دماغ الطفل من التصريف بشكل ملائم، ما قد يسبب أذيةً واسعةً في الدماغ إضافةً إلى خسارة شديدة في أنسجة الدماغ في بعض الأحيان.
- إذا اعترض تشوه وريد جالينوس التدفق الطبيعي للسوائل في الدماغ، قد يصاب بعض الأطفال بموه الرأس أو تضخّم الرأس.
قد يسبب تشوه وريد جالينوس مشكلات خطيرة، وقد يكون مهددًا للحياة إذا لم يشخص ويعالج مبكرًا.
أعراض تشوه وريد جالينوس
تبدأ أعراض تشوه وريد جالينوس بعد الولادة بفترة قصيرة أو خلال الطفولة المبكرة. وتتضمن الأعراض الشائعة:
- الفشل القلبي الذي يحصل عادةً خلال اليوم الأول أو الثاني من الحياة.
- موه الرأس.
- أوردة بارزة غير اعتيادية على الوجه وفروة الرأس.
- تأخر النمو.
- ألمًا دائمًا بالرأس.
- نزيفًا في الدماغ في حالات نادرة.
أسباب تشوّه وريد جالينوس
يحدث التشوه عادةً خلال مرحلة التطور المبكرة للطفل قبل الولادة، أي خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل. لم يعرف السبب الحقيقي لتشوه وريد جالينوس، لكن من المحتمل أن يكون السبب جينيًا.
يحدث تشوّه وريد جالينوس أحيانًا ولكن ليس دائمًا مع شذوذات وعائية تؤثر على أجزاء أخرى من الجسم، وعادةً لا تكون وراثية.
تشخيص تشوه وريد جالينوس
يُلاحظ تشوّه وريد جالينوس بالتصوير بالأمواج فوق الصوتية في مرحلة متأخرة من الحمل، ويشخص في حالات أخرى بعد الولادة. إن تقنية التصوير الأساسية المستخدمة في تشخيص تشوّه وريد جالينوس هي التصوير بالرنين المغناطيسي.
تتضمن الاختبارات الأخرى:
- التصوير الطبقي المحوري للأوعية (CTA)، وهي طريقة تستخدم حقن صباغ للحصول على صور للأوعية الدموية للجزء العلوي من الصدر والعنق والدماغ.
- تصوير الأوعية بالرنين المغناطيسي (MRA)، وهي طريقة تستخدم التصوير بالرنين المغناطيسي لتقييم الأوعية الدموية في الدماغ والرأس والعنق.
علاجات تشوه وريد جالينوس
يهدف علاج تشوّه وريد جالينوس إلى إيقاف أو إنقاص تدفق الدم إلى الوريد المشوه قدر الإمكان، مع زيادة إمداد الدم إلى الدماغ.
الإنصمام داخل الأوعية الدموية هو العلاج الأكثر شيوعًا، هو إجراء غازٍ طفيف. يقحم الجراح العصبي في هذه العملية قثطرة (أنبوب دقيق ومرن) داخل شريان في الناحية الإربية للطفل عبر شق صغير، ويقود الجراح القثطرة إلى الدماغ ويحقن مادة خاصة تكون من أحد أنواع الغراء أو اللفات المعدنية الطرية داخل الأوعية الدموية المتشوهة لإيقاف تدفق الدم.
لا يعاني معظم الاطفال من الألم أو أعراض أخرى بعد الإجراء، ويكون معظمهم قادرًا على الخروج من المستشفى خلال أيام قليلة، لكن قد يحتاج بعض الأطفال قضاء عدة أيام في وحدة العناية المركزة للمتابعة.
كيفية الاعتناء بتشوه وريد جالينوس
مركز التداخلات وجراحة الأوعية الدماغية في مشفى بوسطن للأطفال هو واحد من المراكز القليلة المتعلقة بالأطفال، والمتخصصة في علاج حالات تشوه وريد جالينوس في العالم.
يتجمع عدد كبير من المختصين للعناية بالطفل، ويقابل ذلك عدد قليل من المستشفيات الأخرى. تتضمن هذه المجموعة اختصاصيي أطفال في تشوهات الأوعية والعناية المكثفة بالأطفال حديثي الولادة، وطب القلب والأعصاب والتخدير العصبي والتداخل العصبي الشعاعي والجراحة العصبية، بالإضافة إلى طاقم في وحدة العناية المركزة الطبية الجراحية. وتتميز خبرتهم بأهمية كبيرة في ضمان تحقيق أفضل النتائج.
يحضر الأطباء مؤتمرات أسبوعية مع مركز تشوهات الأوعية في مستشفى بوسطن للأطفال، ويقومون بالبحث باستمرار عن طرق تشخيصية أكثر دقة لتشخيص تشوه وريد جالينوس وإيجاد علاجات جديدة.
تدخل جراحي للجنين لعلاج تشوه وريد جالينوس:
يجري مركز التداخلات وجراحة الأوعية الدماغية في مشفى بوسطن للأطفال تجربةً سريريةً على تدخل جراحي على الأجنة لعلاج تشوه وريد جالينوس، وذلك بالتعاون مع مختصين من مركز العناية بالأم والجنين في مشفى بوسطن للأطفال ومجموعة طب الأم والجنين في مستشفى Brigham and Womens.
اقرأ أيضًا:
هل ستكون عمليات زرع الدماغ ممكنة، وما القضايا الأخلاقية التي يجب التعامل معها؟
كيف تنشأ الأوعية الدموية بمواصفات مختلفة لتغذية أعضاء متعددة؟
ترجمة: ميلاد أبو الجدايل
تدقيق: جنى الغضبان