تشنج القدم، هو نوع من تشنج العضلات أو تقلصها، تحدث غالبًا إما في منطقة تقوس القدم بالقرب من الأصابع، أو في الجزء العلوي من القدم. يجرب الناس العديد من طرق العلاج لتخفيف تشنج القدم، الذي يُعد تقلصًا لاإراديًا للعضلات. يمكن لهذه التقلصات أن تحدث أثناء الأنشطة اليومية و التمارين الرياضية، أو عند استيقاظ الشخص أثناء نومه من شدة التقلص والألم. يُحدِث تشنج القدم مثل ما يحدثه تقلص العضلات في باقي أنحاء الجسد، ألمًا يتراوح من البسيط إلى الحاد؛ حتى تنبسط العضلات وينتهي التشنج، قد يساعد التدليك أو تمارين الإطالة في رجوع العضلات المتشنجة إلى وضعها المنبسط.
تشنج القدم شائع الحدوث لدى الكثير من الأشخاص، ونادرًا ما يثير القلق بشأن حدوثه، ويمكن للأشخاص المصابين بتشنج متكرر ومزمن أن يستشيروا الطبيب عن تلك الأعراض. هناك العديد من الأسباب المحتملة لتلك الظاهرة، وسنتحدث في هذه المقالة عن الأسباب الشائعة لحدوثها، وكيفية علاجها.
أسباب تشنج القدم:
تكون معظم الأسباب التي تؤدي لحدوث تشنج القدم غير ضارة ومؤقتة، وتُعد مثل هذه التشنجات في القدم سهلة العلاج والوقاية، وإليكَ قائمة بأكثر الأسباب شيوعًا لحدوث تشنج القدم:
قلة نسبة البوتاسيوم
يُعد البوتاسيوم محلول إلكتروليت يتحكم بالوظائف الحيوية المرتبطة بحركة العضلات وحمايتها، وعندما تقل نسبته في الجسم، قد يشعر الشخص بتقلص في قدميه أو ساقيه، وإذا كانت نسبة البوتاسيوم قليلة في الجسم بشكل متكرر، فهذا يعني أن الشخص قد يعاني من نقصه، وهو ما يطلق عليه الأطباء مرض نقص بوتاسيوم الدم ( hypokalemia).
في الحالات المتوسطة أو الحادة من نقص بوتاسيوم الدم، قد يعاني الشخص من التالي:\
- تشنج وتقلص العضلات- التعب والوهن
- ضربات قلب غير منتظمة
- الإمساك
- يشخص الطبيب نقص بوتاسيوم الدم عن طريق اختبار نسبة البوتاسيوم في الدم والبول.
- التمارين الزائدة
قد يختبر الأفراد في مراحل اللياقة المختلفة، بدءًا بالمبتدئين وحتى الرياضيين المحترفين، الشعور بتشنج العضلات، إذا ما أفرطوا في التمارين الرياضية عن المستويات المعتادة.
وفقًا لمقالة نُشرت العام الحالي، يُعد تشنج العضلات المرتبط بممارسة الرياضة حالةً مرضيةً تستدعي التدخل الطبي عندما يعاني منها الرياضيون.
إذا بذل الشخص المزيد من المجهود بشكل مكثف خلال التمارين أو ممارسة الرياضة، تتقلص حينها العضلات المُفرَط في استخدامها، وتتسبب في تشنج القدم.
التجفاف
عندما يصاب الأشخاص بالتجفاف، تفقد أجسامهم الكميات الكافية من الماء اللازم لمساعدة الأنسجة والأعضاء الداخلية للعمل بشكل صحي وطبيعي، وقد يتسبب التجفاف في تقلص عضلات الجسم بما فيها القدمين.
يحدث التجفاف عادةً لعدة أسباب مختلفة، منها:
- الإسهال
- التقيؤ
- عدم شرب ما يكفي من الماء
- التمارين الرياضية
- السخونة الزائدة، أو الإصابة بضربات الشمس
قد لا يدرك بعض الأشخاص أنهم لا يشربون الماء بشكلٍ كافٍ، وإذا حدثت الأعراض التالية، فيدل ذلك على أن الشخص يعاني من التجفاف، ويحتاج للعلاج:
الشعور بالبرد أو القشعريرة
- جفاف الحلق
- اشتهاء تناول الحلوى
- جفاف الجلد
- الحمى
- البول المُركز، إذ يظهر أغمق من اللون الطبيعي
- الشفاه المُقشبة
- الشعور بالصداع
- رائحة النفس الكريهة
- قلة التبول
الأحذية الضيقة
عندما يرتدي الشخص حذاءً ضيقًا للغاية، سيقلل ذلك من تدفق الدم إلى القدمين، ما قد يؤدى إلى تشنج القدم.
والعلامات التي تدل على أن الحذاء ضيق للغاية، هي:
- الشعور بخدَرٍ في القدمين
- عدم القدرة على تحريك أصابع القدمين داخل الحذاء
- الشعور بحكة غير مريحة في الأصابع
- يترك الحذاء علامات واضحة على القدمين بعد خلعه
يمكن للأشخاص الوقاية من مشاكل تدفق الدم إلى القدمين، باستبدال الأحذية الضيقة بأخرى ذات مقاس مناسب.
التأثيرات الجانبية لبعض الأدوية
تُحدِث العديد من الأدوية تقلصات في العضلات بصفة تأثيراتٍ جانبية لها، تتضمن تلك الأدوية التالي:
- علاجات الربو
- علاجات الكوليسترول الزائد بالجسم من نوع ستاتين (statin)
- أدوية تحتوي على نيوستيغمينneostigmine) ) لعلاج الوهن العضلي
- أدوية الشلل الرعاش
- أدوية هشاشة العظام
- أدوية مرض ألزهايمر
- مُدرات البول
- علاجات ضغط الدم المرتفع
بيد أنه ليس ضروريًا أن يصاب المريض بتقلص العضلات بعد تناوله أيًا من الأدوية السابقة.
تلف الأعصاب
لا يسبب تلف الأعصاب تشنج القدم ، إلا أن الألم الذي يحدثه في أجزاءٍ من الجسم يشابه الشعور بتقلص العضلات. ومن المحتمل أن يشعر المريض بتأثيرات تلف الأعصاب في قدميه. عادةً ما يكون مرضى داء السكري، معرضين لتلف الأعصاب الطرفية في ذلك الجزء من الجسم -القدمين.
قد يختبر الأشخاص تلف الأعصاب إذا ما أُصيبوا بالتالي:
- التعرض للسموم
- بعض الأمراض الوراثية
- مشكلات متعلقة بالأيض
- جروح بالقرب من القدمين، أو فيها
- تعاطي بعض الأدوية، أو الخضوع لعلاج الأورام السرطانية
علاج تشنج القدم
تتنوع طرق العلاج اعتمادًا على السبب المؤدي لحدوث تشنج القدم، وفي أغلب الأحيان، يمكن للشخص أن يخفف من حدة التشنج بالتدليك، أو تمارين الإطالة البسيطة.
إذا ما كانت قلة مستويات البوتاسيوم في الدم هي السبب في حدوث تشنج القدم، يمكن للأشخاص تجربة تناول مكملات البوتاسيوم، وبطريقة أخرى، يمكنهم زيادة البوتاسيوم في الوجبات الغذائية عن طريق تناول الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم، مثل: البطاطس، والموز.
يُفترض أن جميع الأشخاص قادرون على علاج التجفاف بشرب الماء، أو المشروبات المحتوية على المحاليل الإلكتروليتية (الكهارل)، قد تتطلَّب بعض الحالات تدخلًا طبيًا، إذا كان الشخص غير قادر على ضبط سوائل الجسم، وفي هذه الحالات، تصبح المحاليل الوريدية ضروريةً.
أما إذا كان الإفراط في ممارسة التمارين الرياضية هو السبب في تشنج القدم، فيستطيع الأشخاص تقليل مدة التمارين الرياضية، أو الحد من تكثيف التمارين. كما أن التدليك أثناء الرياضة قد يفيد في تلك الحالات. عندما تكون الأحذية السبب، يمكن للأشخاص ببساطة تغيير أحذيتهم بأحذية أخرى ذات مقاس مناسب.
إذا تسببت الأدوية في الشعور بتقلص العضلات، على المرضى إعلام أطبائهم بتلك التأثيرات الجانبية، إذ قد يصف الطبيب أدويةً بديلةً، أو يغير طريقة العلاج. وأخيرًا، إن لخبراء الرعاية الصحية قدرة على وصف وتقديم العلاج الطبي، والمراهم الطبية، والعلاجات الأخرى التى من شأنها الحد من مشاكل تلف الأعصاب.
طرق الوقاية
يمكننا الوقاية من بعض أنواع تشنج القدم، باستخدام الأساليب التالية:
- ممارسة التمارين الرياضية وفقًا للحدود الملائمة للقدرات البدنية مع ارتداء الأحذية الرياضية المناسبة
- تناول نظام غذائي غني بالمغذيات الحيوية بما فيها البوتاسيوم
- شرب الكثير من السوائل لتفادي التجفاف
- ارتداء الأحذية ذات المقاس المناسب للقدمين
- استبدال الأدوية التي تسبب تشنج القدم بعد استشارة الطبيب المختص
اقرأ أيضًا:
ما الذي يسبب التشنجات و الألم بعد ممارسة الجنس ؟
تشنج الحنجرة الأسباب الأعراض والعلاج
الوذمة الوعائية العصبية Angioedema
ترجمة: علي أبو الروس
تدقيق: أسماء العجوري
