تعمل تسلا على تطوير أربعة أنواع من البطاريات من الجيل الجديد لتشغيل السيارات الكهربائية، وسيارة الأجرة ذاتية القيادة وسيارة السايبر. ومع إن التحديات التي تواجهها مع عملية الكاثود الجاف كثيرة، فإن تسلا تهدف إلى إطلاق خلايا 4680D الجديدة في سيارة السايبر في 2025.

تتجه تسلا بعيدًا عن جذورها في مجال السيارات الكهربائية، موجهة اهتمامها نحو الذكاء الاصطناعي والروبوتات. لكن تقريرًا حديثًا يشير إلى أن الشركة ما تزال تحقق تقدمًا كبيرًا في تطوير البطاريات، خاصة لتلبية احتياجات سياراتها من الجيل القادم وسيارة الأجرة ذاتية القيادة المنتظرة. إذ تهدف هذه التطورات إلى تحسين الأداء وتقليل التكاليف وتسهيل الانتشار على نطاق واسع.

من المتوقع أن تكشف تسلا عن أربع إصدارات جديدة من بطارياتها من نوع 4680 في عام 2026، وفقًا لتقرير صادر عن (The Information)، وهذه البطاريات الجديدة تهدف إلى مواجهة التحديات الحالية في الإنتاج، مع تمكين تسلا من ترسيخ موقعها بوصفها رائدة في تكنولوجيا البطاريات.

أربعة إصدارات جديدة قادمة في 2026

تعمل خلايا بطاريات 4680 حاليًا في سيارة السايبر والسيارة موديل Y، ويُنسب اسمها إلى قطرها البالغ 46 مم وطولها 80 مم،. وتعمل تسلا الآن على تطوير نسخ جديدة من هذه الخلايا، مع خطط للإعلان عنها في عام 2026.

قد تتضمن سيارة الأجرة ذاتية القيادة واحدة من هذه النسخ الجديدة. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع أن تحصل سيارة السايبر على تحديث للبطارية في 2025.

وتشمل خطط تسلا الطموحة تطوير نسخة جديدة من خلايا 4680 باستخدام أقطاب من السيليكون الكربوني، وهي مادة معروفة بقدرتها على تحسين كثافة الطاقة ومدى البطارية وسرعة الشحن. هذه الخلايا من الجيل الجديد، المعروفة باسم NC05 وNC20 وNC30 وNC50، ستستخدم عملية تصنيع جافة أكثر كفاءة.

وفقًا لمختبر أوك ريدج الوطني، فإن هذه العملية تقضي على المذيبات السامة باستخدام مساحيق جافة والمثبتات، ما يجعلها صديقة للبيئة وموفرة للمساحة.

وقد أعطى الرئيس التنفيذي إيلون ماسك مهلة للمهندسين حتى نهاية العام للتوصل إلى خطة للإنتاج الضخم لهذه التقنية (المعروفة باسم D4680)، وفي حال عدم النجاح قد تضطر تسلا إلى التخلي عن هذا المشروع تمامًا. وحتى مع انخفاض نسبة الإنتاج، تخطط تسلا لإدخال هذه الخلايا في سيارة السايبر في 2025.

مواجهة تحديات الإنتاج

تنتج تسلا الآن نصف مليون خلية 4680 يوميًا، ما يمثل تحسنًا كبيرًا مقارنة بالقدرات السابقة في الإنتاج. يشير ذلك إلى أن الشركة قد أحرزت تقدمًا في توسيع قدراتها الإنتاجية.

لكن الطريق لم يكن سهلًا، فقد واجهت الشركة تحديات كبيرة في إنتاج الجيل القادم من خلايا 4680، وخاصة مع عملية المهبط الجاف 4680D. إذ تعاني عملية إنتاج 4680D من نسب إنتاج منخفضة، وتفقد تسلا 70-80% من المهابط في أثناء الاختبار، مقارنة بنسبة 2% فقط في المصانع التقليدية. ورغم هذه التحديات، فإن حلها قد يؤدي إلى ثورة في تكنولوجيا البطاريات.

وحتى مع العوائق، تبقى تسلا ملتزمة بتطوير تقنياتها. فمن المتوقع أن تزود خلية NC05 سيارة الأجرة ذاتية القيادة، بينما سيُستخدم NC20 في سيارات الدفع الرباعي مثل شاحنة سايبر. تخطط تسلا لاستخدام NC30 في السيارات الرياضية والشاحنات المستقبلية، بينما ستكون NC50 الخلية عالية الأداء مخصصة للسيارات العالية الأداء.

السباق للبقاء في صدارة سوق السيارات الكهربائية

تطوير تسلا للبطاريات ليس مشروعًا هندسيًا وحسب، بل هو خطوة استراتيجية للحفاظ على مكانتها بوصفها رائدة في سوق السيارات الكهربائية.

تعتمد تسلا حاليًا اعتمادًا كبيرًا على بطاريات من شركاء مثل باناسونيك اليابانية وCATL الصينية وLG Energy Solution من كوريا الجنوبية. لكن الهدف طويل الأمد لتسلا هو إنتاج خلايا 4680 الخاصة بها على نطاق واسع. وبزيادة الإنتاج الداخلي، تأمل تسلا بتقليل التكاليف وتقديم سيارات كهربائية بأسعار معقولة.

في الواقع، صرّح إيلون ماسك بأن الإنتاج الضخم لخلايا 4680 يُعد مفتاحًا لخطة تسلا لتقديم سيارات كهربائية بأسعار منخفضة. وحتى مع التحديات، قد يكون استثمار تسلا في التكامل الرأسي والتكنولوجيا المتطورة للبطاريات هو أفضل رهان لها لمواجهة المنافسين.

تحرز كل من فورد وجنرال موتورز وهيونداي تقدمًا مستمرًا في سوق السيارات الكهربائية، مع استعداد عدة سيارات كهربائية بأسعار معقولة للإطلاق في عام 2026، ومنها نموذج تسلا المستقبلي ذي التكلفة المنخفضة.

وبحلول عام 2026، من المتوقع أن تصل سيارات كهربائية بأسعار أقل من 30,000 دولار، مثل شيفروليه بولت EV من الجيل القادم، وكيا EV3، ونماذج أخرى إلى السوق الأميركية.

ومع تزايد حدة المنافسة، تراجعت حصة تسلا في سوق السيارات الكهربائية بنسبة تتجاوز 10% لعام 2024. لكن بفضل الابتكارات مثل خلايا 4680 من الجيل الجديد وتحسين التكامل الرأسي، تهدف تسلا إلى الحفاظ على تقدمها في هذا السباق.

اقرأ أيضًا:

هل تذكرون صاروخ سبيس اكس الذي حمل سيارة تيسلا؟ هناك حمولة سرية عليه لم نكن نعرفها

شركة تخترق سيارة تيسلا لتجعلها تعمل بالهيدروجين

ترجمة: زين العابدين بدور

تدقيق: زين حيدر

مراجعة: محمد حسان عجك

المصدر