تحولت حياة البعض بعد مرور نحو ثمانية أشهر من العيش في ظل الجائحة إلى روتين قاتل من الحياة الافتراضية والتباعد الاجتماعي، ما أدى إلى القليل من الإحباط، ولكن الأمر مختلف للأزواج، إذ يمضون وقتًا أطول مع بعضهم في المنزل، ما قد يؤدي إلى الضجر، إليك بعض النصائح للتعامل مع التوتر في العلاقات العاطفية في أثناء التأقلم مع تأثيرات جائحة كورونا.
1- أدرك ما يجري
يخلق وجود جائحة عالمية جوًا من الغموض وفقدان السيطرة والخوف، ما يؤدي إلى الشعور بالضيق والرغبة باختلاق المشكلات مع الشريك والذهاب إلى أي مكان آخر، أو الشعور بالتعب الذي يجعل من ممارسة المهام اليومية أمرًا شاقًا. يفتقد الناس في هذ الأجواء روتين ما قبل الجائحة، لذلك يجب أن تدرك أنك وشريكك تتأقلمان مع ظروف غير اعتيادية يمر الجميع بها، سيساعد الاعتراف بذلك على إزالة أي مشاعر سلبية قد تؤدي إلى الاستياء والخلاف.
2- كن منتبهًا
كن واعيًا لأفكارك ومشاعرك لأنها تقود تصرفاتك، فالشعور بالانزعاج من الشريك قد يؤثر في طريقة معاملتك له. من غير المرجح أن تنخرط في سلوكيات تعزز الثقة والانسجام دون انتباه واع، إذ يتيح الوعي بالأفكار والمشاعر فرصةً لتجاوزها من دون التصرف بناءً عليها، ستشعر حتمًا بمشاعر سلبية تجاه الشريك وهذا أمر طبيعي، لكن التصرفات المؤذية التي تبعد الشريك ستزيد صعوبة ظروفكما الحالية وتشكل خطرًا على سلامة العلاقة.
3- كن رحيمًا مع نفسك ومع الشريك
لا تحكم على مشاعرك وأفكارك، أدركها فقط بحس من الاهتمام والتقدير. كن طيبًا ولطيفًا مع نفسك خلال محاولة التأقلم مع ما يجري، وتذكر أن شريكك قلق ومتوتر وخائف في أثناء الجائحة أيضًا، فربما يشعر بالقلق حول الأمور المالية وتعقيدات الحياة الحالية، كن حساسًا لهذه المخاوف والصعوبات ومتعاطفًا حيالها، فلم تحدث هذه الظروف مسبقًا، ولا يوجد كتيب تعليمات عن كيفية التعامل الصحيح معها. تولد الرأفة شعورًا بالترابط العاطفي، وتساعد على تخفيف القلق والإجهاد الناتج عن قضاء الكثير من الوقت معًا.
4- كن منفتحًا ومرنًا في التعامل
حاول أن تكون مرنًا في هذه الأوقات العصيبة، فقد يخلق التشبث بأنماط قاسية من الأفكار إحباطًا وشعورًا بالتفوق، ما يؤدي إلى شرخ في العلاقة. إن التوقعات العالية حول كونك أنت وشريكك في الحالة الطبيعية والاعتيادية خلال هذه الظروف الاستثنائية ستسبب حزنًا وخيبة أمل، حاول عوضًا عن ذلك أن تتعامل مع التحديات بلطف ومرونة.
5- خذ وقتًا لنفسك
تعد العلاقات الإيجابية من مسببات النجاح، لكن من الضروري قضاء وقت مفيد مع نفسك للمحافظة على علاقات سليمة وشعور بالذات، فقد تخلق الأوقات المطولة مع الآخرين تباعدًا عاطفيًا. تفاهم مع شريكك حول قضاء وقت بمفردك بوصفه أمرًا مقبولًا وصحيًا للحفاظ على شعورك بذاتك.
6- ابحث عن التواصل مع أشخاص خارج المنزل
يعمل الدعم الاجتماعي والتواصل البشري على تخفيف استجابتنا للتوتر، وتقليل إحساسنا بالعزلة، ومنحنا شعورًا بالهدف والمعنى، ما يؤدي إلى تعزيز مرونتنا. لا يُعقل أن يتمكن شريكك من تحقيق كل احتياجاتك الاجتماعية والعاطفية، بل قد يولد هذا التفكير توترًا وعبئًا عليه.
7- اخلق جوًا من المرح
حين تشعر بأن يومك يتكرر باستمرار فحاول إدخال المرح والمتعة إلى روتين حياتك، فإن المشاركة في تجارب جديدة تقرب الشريكين من بعضهما وتخفف التوتر في العلاقة، وقد يكون المرح بسيطًا مثل تحية صباحية مضحكة أو تعلم مهارة جديدة معًا.
8- تمتع بالهواء النقي يوميًا
يخفف الهواء المنعش والطبيعة استجابتنا للتوتر، لذلك حاول الخروج يوميًا، اجلس على الشرفة خارجًا أو تنزه أو افتح النوافذ واستمع للعصافير، تحسن الطبيعة المزاج سواء كان ذلك بمشاهدة الحيوانات أو التريض أو رؤية النجوم أو استنشاق عطر الأزهار أو الشعور بنسمات الهواء. فمن الأسهل أن تكون لطيفًا مع شريكك عندما تتمتع بمزاج جيد.
9- سامح بسهولة
إن الاختلافات وسوء التفاهم العرضي أمر محتوم في معظم العلاقات العاطفية التي يعيش أفرادها في ظروف متوترة، يجب أن تسامح بسهولة وسرعة للتعافي من النزاعات المليئة بالاندفاعات النفسية والعاطفية، فقد يخفي الإجهاد الكبير والمطول أفضل صفاتنا. وما دامت العلاقة تخلو من الإساءة الجسدية أو العاطفية بادر بالتسامح وتجاوز المشكلة.
الخلاصة
تستطيع الضغوط التي فرضتها الجائحة على الحياة أن تثقل كاهل أقوى العلاقات، وتستطيع مشكلات الحياة المالية والوظيفية والعائلية تعريض السلام والتواصل في علاقتك للخطر، ولكن يُظهر البشر مرونةً عظيمةً في التغلب على الصعوبات بمرور الوقت ما يجعلهم أقرب لبعضهم.
سينتهي هذا الوباء عاجلًا أو آجلًا، وسيزول التوتر، وستبقون مع شركائكم.
اقرأ أيضًا:
5 تقنيات للاسترخاء عليك تجربتها
كيف تؤثر العزلة في الصحة النفسية؟
علاقات الصداقة خلال المراهقة تتنبأ بالإشباع العاطفي في العلاقات العاطفية مستقبلًا
ترجمة: ليلان عمر
تدقيق: راما الهريسي
مراجعة: أكرم محيي الدين