تسببت شركة أمازون بتعطل الأنترنت ولهذا السبب نحن أمام مشكلة كبيرة
يعود سبب الانقطاع الهائل في الانترنت والذي أدى إلى توقف آلاف المواقع المشهورة منذ اسبوعين إلى خلل تقني في خوادم شركة أمازون، مما أدى إلى تذمر العديد قائلين أن «شركة أمازون عطَّلت الانترنت».
لكن الواجهة التجارية المختصة بالبيع بالتجزئة لشركة أمازون ليست المسؤولة عن هذا العطل وإنما خادم الشبكة العنكبوتية التابع للشركة (Amazon Web Services) (AWS)، والذي يعمل على توفير النهاية الخلفية أو البيئة المحتضنة للآلاف من المواقع الأخرى، مما أدى إلى خلل تقني استمر في المخدم AWS)) لأربع ساعات، نتجَ عنه توقف أو تأثر ما يقارب إلى 100,000 موقع الكتروني آخر.
تشمل الموقع المتأثِّرة في حادثة يوم الثلاثاء موقع (Slack)، موقع (Quora)، موقع( Imgur)، موقع (Apple) ، موقع (Yahoo) بالإضافة إلى موقع (Medium)، قبل تمكن الخادم (AWS) من استعادة قدرته على القيام بعمله حوالي الساعة الخامسة مساءًا حسب التوقيت الشرقي.
حتى أن موقع (isitdownrightnow.com ) وهو أحد الموقع الذي يتتحقق من جودة عمل المواقع الأخرى توقف عن العمل بسبب ازدياد الطلب عليه، وهذا الأمر يسبب الألم بالرأس إن فكرت به بعمق.
إذا ماذا حدث؟ حسب شركة أمازون، يعود سبب الخلل إلى مشكلة في أحد مراكز المعطيات من نوع S3)) التالبع للشركة والموجود في فيرجينيا الشمالية.
تعرض هذا المركز، وهو جزء من شبكة من العمليات تدعى US-EAST-1))، لنسب خطأ عالية أثناء إرسال واستقبال بيانات العملاء المستضافة، مما يعني أن الآلاف من المواقع والخدمات لم تستطع عرض صفحاتها بشكل صحيح، أو حتى إظهار الخدمات الأساسية.
بسبب طبيعية الخلل التقني، لم تستطع بعض خدمات التخزين السحابي مثل (Slack) أن تعمل بأي شكل في بعض المناطق في الولايات المتحدة. أما بالنسبة للمواقع الإخبارية التي تعتمد على خدمة ((AWS ومن ضمنهم ((The Huffington Post، وموقع ((The Verge، وموقع (Business Insider) أدى الخطأ إلى توقف المواقع بشكل كامل، أو ظهور الأخبار من دون صور.
يقول (جين منستر)، وهو رئيس الأبحاث لشركة (Loup Ventures) : « تخيل تعطل عملك تمامًا ليوم كامل، إنها مشكلة كبيرة».
في حين أنَّ هذه التجربة التي تأثرت بها العديد من المواقع الالكترونية أو حتى توقفت بشكل كامل، شبيهة لحادثة انقطاع الانترنت الهائل الذي حصل في شهر آب الماضي، والتي سببت انهيار مواقع مثل تويتر، وريديت، وحتى أمازون نفسه، إلا أنَّ الأسباب مختلفة تمامًا.
في تلك الحالة، نتجت المشاكل عن هجوم الكتروني ضخم من الناحية الفنية يدعى حرمان موزع من الخدمة Distributed) (Denial Of Service (DDOS)، حيث قام قراصنة بتوجيه ملايين من أجهزة قاموا باختراقها نحو البنية التحتية التكنولوجية لشركة مخدمة للانترنت رئيسية تدعى (Dyn).
أدى هذا الهجوم إلى توقف إمكانية الوصول إلى مئات المواقع المشهورة.
ولكن مع هذا الخطأ الجديد، في حين تشابه النتائج من الخارج، لا يبدو أن العوامل المسببة هي نفسها. وإنما يُظن أن الخلل ناتج عن خطأ في أحد البرامج في تكنولوجيا مركز بيانات أمازون.
تحدث هذه الأنواع من الأخطاء دائما في الخوادم ومراكز البيانات، ولكن المشكلة الحقيقية تكمن في مدى تضخم حجم الخادوم (AWS) ومدى ازدياد اعتماد الانترنت عليه.
وجدت أحد الدراسات لشركت غارتنر في العام السابق أن الخادوم (AWS) يتحكم بحوالي 31 بالمئة من سوق العمل في البنية التحتية السحابية العالمية، مما يعني أنه عند حدوث انقطاع كبير مثل هذا ومثل ما حدث في عام 2011 وفي عام 2015 ستكون النتائج انهيار جزء كبير من الانترنت.
ولكن مع أن هذه الانقطاعات الهائلة قد تؤدي إلى توقف عمل الانترنت لساعات طويلة في كل مرة، عندما يتم استعادة الخدمات، يعاود الناس اتصالهم مع مواقعهم وتطبيقاتهم وغالبًا ما يتم نسيان الأمر كله حتى وقوع الحادثة التالية.
تقول ليندا ليونغ وهي محللة في شركة غارتنر لصحيفية The Seattle Times: «في كل مرة يحدث بها انقطاع كبير في الانترنت، غالبًا ما نتعامل مع زبائن توقعوا أن كل شيء سيعمل بشكل كامل وللأبد . ومن ثمَّ يتحررون من هذه الفكرة ويتابعون حياتهم بشكل طبيعي».
ولكن بما أنَّ انقطاع الانترنت في الظهيرة أو في المساء أمر سهل النسيان، إلا أنه يمكن أن يوضح أمر واحدًا وهو: بين التهديد الدائم للهجمات الالكترونية الهائلة واعتمادنا على عمالقة في المجال الالكتروني للتحكم بالبنية التحتية للشبكة العنكبوتية، يبقى الانترنت أمر معرض للخطر بشكل دائم، ولا يجب علينا أبدًا أن نُسلِّم بوجوده.
إعداد: مازن ملص.
تدقيق: هبة أبو ندى.
المصدر