ترتبط تمارين القوى بتحسين صحة القلب أكثر من التمارين الهوائية . توفر تمارين القوى فوائد صحية للقلب أكثر من الأنشطة الهوائية العادية ، مثل المشي وركوب الدراجات طبقًا لدراسة حديثة . كشف استبيان لأكثر من 4000 بالغ أن التمارين الساكنة مثل تمارين القوة على علاقة أقوى بتخفيض خطر الإصابة بأمراض الأوعية القلبية من الأنشطة الحركية مثل المشي وركوب الدراجات.
ونوه الباحثون إلى أن أي كمية من التمرينات من أي نوع مفيدة لصحة القلب، لكن من الأفضل ممارسة النوعين معًا لصحة أفضل. تقول الدكتورة مايا سميث: «من الواضح لنا أن كلًا من تمارين القوة والأنشطة الهوائية مفيد لصحة القلب حتى لو كانت بكميات قليلة. وعلى الرغم من أن الأنشطة الساكنة أكثر فائدة من تلك التي تتطلب الحركة؛ فإن نتائج الاستبيانات كشفت أن الذين مارسوا كلا النوعين من التمارين كانوا أفضل من الذين ركزوا على أحد النوعين من الأنشطة فقط».
كميات ونوعية التمارين الموصى بها
طبقًا لجمعية القلب الأمريكية، تُوصي التقارير بأن الأشخاص يجب أن يمارسوا نشاطًا بدنيًا معتدلًا لمدة 150 دقيقة أسبوعيًا على الأقل أو 75 دقيقة من التمارين العنيفة أو مزيج منهما. يُوصى أيضًا بتوزيع التمارين على أيام الأسبوع بدلًا من ممارستها دفعة واحدة، ويُنصح أيضًا بممارسة التمارين المقوية للعضلات مثل رفع الأوزان أو تمارين المقاومة وقوة التحمل في يومين في الأسبوع على الأقل.
ولفائدة أكبر، يمكنك أن تزيد مدة تمارينك الأسبوعية إلى 300 دقيقة أو أكثر. يُنصح أيضًا بتمارين التوازن والتحمل والتي تزيد التنفس وترفع معدل ضربات القلب، وتقوي أيضًا مجموعة من العضلات في الجزء العلوي والسفلي من الجسم وتزيد من مستوى أدائها، أما تمارين التوازن فهي تقلل من مخاطر السقوط وبالتالي تقلل خطر حدوث الإصابات.
أنواع التمارين ومخاطر الإصابة بأمراض الأوعية القلبية
استخدمت الدكتورة سميث وزملاؤها بيانات حصلوا عليها بعد استبيان أُجري مع نحو 4,086 بالغًا بين عامي 2005 و2006 في الولايات المتحدة. وقد شملت تلك البيانات معلومات شخصية عن أنواع الأنشطة البدنية التي يمارسها هؤلاء الأشخاص بالإضافة لاعتبار عوامل أخرى يمكنها أن ترفع خطر الإصابة بأمراض الأوعية القلبية؛ بما في ذلك ضغط الدم وزيادة الوزن وارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم ومرض السكري وغيرها.
حلل الباحثون بعد ذلك كل تلك البيانات وقارنوا عوامل خطر الإصابة بأمراض الأوعية القلبية مع نوعية التمارين سواء كانت ثابتة مثل رفع الأوزان أو متحركة مثل المشي وركوب الدراجات الهوائية. وبعد تصنيف النتائج تبعًا للعمر والجنس وحالة التدخين وغيرها، نظروا في النتائج التي حصلوا عليها فوجدوا أن 36% من البالغين الأصغر سنًا مقارنة مع 25% من البالغين الأكبر سنًا قد قالوا إنهم يمارسون التمارين الثابتة أكثر من التمارين الحركية، بينما 28% من البالغين الأصغر سنًا مقارنة مع 21% من البالغين الأكبر سنًا الذين قالوا إنهم يقومون بكلا النوعين من التمارين.
نوعا التمارين كانا مفيدين
رُبط أحد نوعي التمارين بتحقيق استفادة أكبر بتقليل خطر الإصابة بأمراض الأوعية القلبية بمعدل ما بين 30% إلى 70%، وكان معدل انخفاض خطر الإصابة أكبر عند البالغين الأصغر سنًا. تقترح الدكتورة سميث أن الدراسات المستقبلية يجب أن تميز أكثر بين كلا النوعين من التمارين الهوائية والمقوية، كي يتمكن العلماء من رؤية تأثيرات كل منها على الصحة بشكل أكثر وضوحًا.
تقول الاستبيانات إن واحدًا فقط من كل خمسة بالغين ومراهقين في الولايات المتحدة يُمارس نحو 150 دقيقة أسبوعيًا من التمارين، لذلك يجب أن نضع في الاعتبار أن الرسالة الملحّة من تلك الدراسة كما تقول الدكتورة سميث: «كلا النوعين من التمارين كانا مفيدين، لذلك يجب على الأخصائيين الطبيين أن يشجعوا الناس على ممارسة التمارين بغض النظر عن نوعها».
ترجمة: محمد غازي
تدقيق: سلام طالب
اقرأ أيضًا:
ما هو أفضل وقت للقيام بالتمارين؟
لقد خُدِعنا بخصوص دور التمارين الرياضية في خسارة الوزن
مراهقٌ مارس التمارين بشدةٍ فانتهى به الحال في المشفى بحالةٍ خطرة
هل تفيد التمارين الرياضية الكثيفة حقًا؟