صُمم المسبار الحراري الجارف على متن سفينة الفضاء إنسايت مارس لاندر InSight Mars lander التابعة لناسا والذي سيتولى الغوص من 10 إلى 16 قدم (من 3 إلى 5 أمتار) تحت تربة المريخ ، باستخدام مستشعر حراري ذاتي الطرق يطلق عليه اسم (الخلد – The Mole).
لكن الحفار توقف على قدم واحدة فقط (حوالي 0.3 م) أو ما إلى ذلك بعد تدشينه في فبراير من عام 2019 بفترة قصيرة ولم يتمكن من الغوص أكثر لأشهر.
وقال مدير مشروع إنسايت توم هوفمان التابع لمختبر الدفع النفاث في ناسا في مدينة باسادينا بولاية كاليفورنيا يوم الجمعة بتاريخ 18 أكتوبر من العام الجاري خلال عرضه التقديمي في المؤتمر السنوي الثاني والعشرين لاتفاقية جمعية المريخ الدولية في لوس أنجلوس، قال: «لقد فكرنا كثيرًا ولفترة طويلة في محاولة معرفة ما يمكننا القيام به».
وقد استلهم فريق إنسايت تفسيرين محتملين لعدم إمكانية تقدم الحفار في الحفر أعمق: إما لوجود صخرة كبيرة تعيق طريقه، أو أن الحفار الصغير فقد الاحتكاك بتربة الكوكب الأحمر. فبدون إحكام القبضة على الوحل، لا يمكن للحفار أن يتحرك كثيرًا.
حصلنا على بعض الأخبار الجيدة في الأسبوع الماضي؛ فقد تمكن فريق إنسايت من تحريك أداة الحفار بضعة سنتيمترات باستخدام تقنية (التدبيس)، وذلك بضغط مجرفة التربة للسفينة الفضائية على الحفار لإحداث الاحتكاك. وقد أظهرت هذه النتيجة أن الفرضية رقم اثنين ربما كانت على حق وأعطتنا أملًا في أن يصل الحفار إلى العمق المحدد له في نهاية المطاف.
ولكن حتى لو لم ينتهِ بحدوث ذلك، فإن الحفار سوف يظل يُعلم الفريق بعض الأشياء المثيرة للاهتمام عن المريخ. على سبيل المثال، على عكس الحفر النموذجية التي حُفرت هنا على الأرض، فإن الحفرة التي حفرها حفار إنسايت لا تحتوي على شفة ترابية حول حوافها، على حد تعبير هوفمان.
وأضاف هوفمان: «إلى أين ذهبت التربة؟ قد تكون ارتطمت عائدةً إلى السطح ببساطة، لذلك بدت التربة وكأنها متماسكة للغاية، مع أنها مليئة بالغبار».
وهي عبارة عن مزيج غريب من الخصائص، وهذا ما يشير بقوة إلى أن تربة المريخ غريبة في أشياء كثيرة.
وقال هوفمان: «إن خصائص التربة مختلفة جدًا عن أي شيء شاهدناه على الأرض، وهي بالفعل نتيجة مثيرة جدًا للاهتمام».
وفقًا لما ذكره أعضاء فريق البعثة فإن مركبة إنسايت تحققت من باطن المريخ كما لم تفعل من قبل، وهذا ما ساعد العلماء على إنشاء خريطة ثلاثية الأبعاد تفصيلية للكوكب من القشرة إلى اللب. وسيكشف هذا العمل الكثير عن كيفية تشكيل الكواكب الصخرية وتطورها.
يشتمل جهاز الهبوط على أداتين علميتين رئيسيتين هما: مسبار حراري جارف، والذي يُسمى رسميًا حزمة خصائص التدفق الحراري والخصائص الفيزيائية (HP3)، ومجموعة من أجهزة رصد الزلازل الفائقة الحساسية المعروفة باسم SEIS (رصد الزلازل للهيكل الداخلي).
وصرّح هوفمان بأنه أجهزة رصد الزلازل SEIS قد كشفت بالفعل عن 150 حدثًا زلزاليًا، 23 منها بالتأكيد زلازل مريخية. وأضاف بأنه لم يكن هناك سوى ثلاثة زلازل من 23 زالزال فاقت شدتها 3 هزات على الأرض هنا.
وقال: «ولذلك، هناك الكثير جدًا من الزلازل المريخية ولكنها من الأنواع التي بلغت شدتها أقل مما قد تتوقع».
تحدث معظم هذه الزلازل بسبب حركة الصفائح التكتونية التي تشكل القشرة الأرضية لكوكبنا، ولكن يبدو أن المريخ لا يحتوي على مثل هذه الصفائح. ووفقًا لموظفي ناسا فإن زلازل الكوكب الأحمر -ومثلها التي تحدث على قمر كوكب الأرض أيضًا- قد تنتج عن التبريد المستمر وتقلص الصخور، مما يسبب الإجهاد الذي يؤدي في النهاية إلى كسر القشرة.
اقرأ أيضًا:
يعتقد علماء ناسا أنهم قد يكونون قادرين على استخدام تربة المريخ كوقودٍ للصواريخ
هل يمكن للنباتات ان تنمو في تربة المريخ؟
ترجمة: رؤى درخباني
تدقيق: حسام التهامي
مراجعة: صهيب الأغبري