غرينلاند – ذكرت تقارير صحفية رغبة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشراء جزيرة غرينلاند الدنماركية المتمتعة بالحكم الذاتي والموجودة بين المحيطين القطبي الشمالي والمحيط الأطلسي، لكن لسوء الحظ بالنسبة لنجم تلفزيون الواقع السابق وقطب العقارات، فإن أرض العجائب الجيولوجية هذه ليست للبيع.
ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال WSJ أن ترامب ناقش بشكل سري خطط شراء غرينلاند في محادثاتٍ مع مساعدين في مناسبات عديدة، ثم بعد ذلك دُعمت المطالبة في وقت لاحق من قبل «حليف ترامب» لوكالة أسوسييتد برس Associated Press.
لاحظت وول ستريت جورنال أن ترامب قد تحدّث عن عملية الشراء بدرجات متفاوتة من الجدية، فقد قيل إن الرئيس الأمريكي قد انجذب إلى الرواسب الكبيرة من الموارد الطبيعية الموجودة في تلك الجزيرة، بما في ذلك الفحم والزنك والنحاس وخام الحديد، دون نسيان دورها الاستراتيجي المهم الذي سنتطرق إليه لاحقًا.
منذ انتشار الأخبار حول إمكانية شراء غرينلاند من طرف ترامب، عبّر العديد من السياسيين الدنماركيين عن آرائهم حول احتمال التوصل إلى مثل هذه الصفقة، وربما لم يكن من المستغرب أن يشعروا بسعادة غامرة تجاه هذه الفكرة.
كان رئيس الوزراء الدنماركي السابق لارس لوك راسموسن Lars Løkke Rasmussen من بين الأشخاص الذين عبروا عن رأيهم حول هذه الفكرة، إذ أنه نشر تغريدة على حسابه الشخصي في تويتر، قائلًا: «يجب أن يكون اليوم هو يوم كذبة إبريل«.
حسب رويتز، فإن المتحدث سورين إسبيرسن قد أخبر محطة إذاعة دي آر، أنه «إذا كان ترامب حقًا يفكر في هذا، فذلك دليل أخير على أنه قد جن جنونه«.
وحسب وزارة الشؤون الخارجية لغرينلاند، فإن الجزيرة غنية بالموارد القيمة مثل المعادن والمياه والجليد النقي، والأرصدة السمكية والمأكولات البحرية والطاقة المتجددة، وهي جهة جديدة لسياحة المغامرات. وأضافوا أيضًا «نحن منفتحون على الأعمال التجارية لا على البيع«.
قد تبدو فكرة شراء غرينلاند غريبة، لكن الولايات المتحدة كان لديها مصلحة جيوسياسية غريبة في غرينلاند لبعض الوقت، ففي أعقاب الحرب العالمية الثانية عرضت إدارة ترومان شراء غرينلاند مقابل 100 مليون دولار من الذهب، وأيضًا مصلحة وجود قواعد عسكرية في الجزيرة كانت في المقام الأول.
على الرغم من أنهم لم يمضوا في الخطة، فما تزال القوات الجوية الأمريكية تدير قاعدة ثول الجوية في الجزيرة.
تجدر الإشارة أيضًا إلى أن الصين أبدت اهتمامًا متزايدًا بغرينلاند من خلال تقديم عقود لحكومة غرينلاند، وكان هناك حتى بعض التكهنات بأن الصين كانت تُنافس على قاعدة عسكرية في الجزيرة.
هذه ليست المرة الأولى التي تحاول فيها الولايات المتحدة شراء أحد الأراضي الكبيرة، فقد سبق لها أن اشترت ألاسكا من الإمبراطورية الروسية مقابل 7.2 مليون دولار في عام 1867، فبعد هزيمتهم في حرب القرم، كانت روسيا تعاني من ضائقة مالية وشعرت بأنه سيكون من المستحيل الدفاع عن ألاسكا في أي حرب مستقبلية. اشترت الولايات المتحدة أيضًا أراضي لويزيانا من فرنسا في عام 1803 واشترت جزر الهند الغربية الدنماركية، التي تسمى الآن جزر فيرجن (جزر العذراء) التابعة للولايات المتحدة، مقابل 25 مليون دولار في عام 1917.
ترجمة رضا الكصاب – تدقيق علي قاسم – مراجعة اسماعيل اليازجي